قال الله تعالى : << منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين >> حفظ
الطالب :.....
الشيخ :قال المؤلف منيبين راجعين من أناب ينيب إذا رجع وقوله إليه يعني إلى الله تعالى فيما أمر به ونهى عنه يعني الرجوع من معصية الله إلى طاعته وقبل ذلك من الشرك إلى التوحيد هذا معنى الإنابة وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على المنيبين عليه كما في قوله تعالى (( واستغفر ربه وخر راكعا وأناب )) فالإنابة من أفضل الأحوال للعابدين لأن المنيب إلى الله سبحانه وتعالى دائما يذكر الله في قلبه لأنه يعلم أنه انتقل من معصيته إلى طاعته ومن الإشراك به إلى توحيده حتى يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله يراه يقول المؤلف حال من فاعل أقم وما أريد بها يعني أقيموا حال من فاعل أقم أين أقم فأقم وجهك للدين وما أريد به لأنه ظرف الأول المؤلف ومن تبعه ولا لا ؟ أول الكلام يقول فأقم وجهك أنت ومن اتبعك فيكو هذه حال تكون منيبين حالا من الفاعل وما تبعه وهذا مبني على أن الخطاب في قوله (( أقم )) للرسول صلى الله عليه وسلم شخصيا أما إذا قلنا أن المراد أن الخطاب للأمة المراد بها زعيمها فلا حاجة إلى هذا التخصيص نقول منيبين حال من فاعل أقم ولا مانع من أن يكون جمعا لأن المراد بالمفرد الأول في آية الجمع ثم قال تعالى (( واتقوه وأقيموا الصلاة )) واتقوه خافوه وأقيموا الصلاة التقوى تقدم أنها تقدمت بنا مرارا أنها مأخوذة من الوقاية وأن التقوى وأقوى وأن المراد بالتقوى هي اتخاذه وقاية من عذاب الله بالرجوع إلى أوامره واجتناب نواهيه وأن جميع التفاصيل التي تذكر فيه التقوى كلها ترجع إلى هذا المعنى الراجع لها وهي اتخاذ وقاية من عذاب الله سبحانه وتعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه نعم فمن كان يعبد الله بفعل الأوامر لكنه يفعل النواهي ..... عنده تقوى من وجه دون وجه واعلم أن التقوى عندا الإطلاق تشمل الدين كله كما يقتضيه هذا التقسيم فإن قرنت بالبر لقوله (( وتعاونوا على البر والتقوى )) كان المراد بها ترك المحذورات وصار المراد بالبر فعل المأمورات نعم وهذا اللفظ له نظير كثير في اللغة العربية يكون اللفظ له معنى عند الإنفراد ومعنى عند الاجتماع والذي يعين ذلك هو سياق الكلام وقوله (( وأقيموا الصلاة )) أقيموا الصلاة ايتوا بها قويمة وليس المراد بإقامتها لفظ قد قامت الصلاة أن تأتوا بها قويمة وإقامتها على نوعين إقامة واجبة لا بد لصحة الصلاة منها وذلك الإتيان بالشروط والأركان والواجبات وإقامة مكملة وهي إضافة المستحبات إلى ما ذكر فإنها من مكملات الصلاة ومن إقامتها المكملة أن يأتي الإنسان بالنوافل لأن النوافل تكمل بها الفرائض يوم القيامة وقوله (( وأقيموا الصلاة )) عطف على قوله واتقوه من باب عطف الخاص على العام وسبق لنا أن عطف الخاص على العام يقتضي زيادة الاعتناء به فهو دليل على أهمية الصلاة نعم (( ولا تكونوا من المشركين )) الخطاب هنا يعود على الفاعل في منيبين حال كونكم منيبين غير مشركين أيضا في إنابتكم وقوله (( ولا تكونوا من المشركين )) الذين يشركون بالله وهو شامل للشرك الأصغر والشرك الأكبر ولهذا ينهى الإنسان أن يفعل الشرك أيا كان نوعه نعم قال شيخ الإسلام رحمه الله " إن الشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر والكبائر تحت المشيئة " واستدل لذلك بقوله تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) ووجه الدلالة من الآية أن قوله أن يشرك به مؤول بمصدر يكون المعنى إن الله لا يغفر إشراكا به فهو إذن نكرة في سياق النفي فيشمل جميع أنواع الشرك ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه " لئن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا " لأن سيئة الشرك أعظم من سيئة الكذب واضح طيب قوله (( ولا تكونوا من المشركين )) أي نعم صحيح هذا ظاهر الآية .
الطالب :.....
الشيخ : ما قيد هو على كل حال الشرك الأصغر لا يخلد صاحبه في النار ولكن يعذب به وما قلنا أنه يخلد المعنى أنه لا بد أن يعذب به قوله (( ولا تكونوا من المشركين )) إذا قلنا أن هذا خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والشرك في حقه ممتنع قلنا لا يمتنع أن نخاطب شخصا بإثبات ما هو عليه أو بنفي ما هو ممتنع عنه فيكون المعنى الثبوت على ما ذكر فاهمين هذا طيب يقول الله عز وجل للمؤمنين (( يا أيها الذين آمنوا ،آمنوا بالله ورسوله )) وهم مؤمنون المعنى اثبتوا كذلك إذا قلت لشخص لا تشرك وهو لا يشرك المعنى اثبت على نفي الشرك نعم (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم )) من الذين بدل بإعادة الجار بدل من المشركين من الذين وأفادنا المؤلف رحمه الله أن البدل على نوعين تارة يكون بإعادة العامل وتارة يكون بعدم الإعادة فإذا قلت مررت بزيد أخيه فهذا بإعانة العامل ؟ مررت بزيد بأخيه هذا بإعادة العامل هنا من المشركين الذين هذا بدل بإعادة العامل الذي هو حرف الجر