قال الله تعالى : << من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزبٍ بما لديهم فرحون >> حفظ
من الذين فرقوا دينهم باختلافهم فيما يعبدونه وكانوا شيعا فرقا في ذلك كل حزب منهم بما لديهم عندهم فرحون مسرورون من الذين فرقوا دينهم هذا وصف لهؤلاء المشركين وصف مذموم نعم فرقوا دينهم حيث كان لكل واحد منهم ملة ونحلة نعم فهؤلاء يعبدون حجرا وأولئك يعبدون شمسا والآخرون يعبدون قمرا والرابع يعبد شجرا وهكذا ثم إن لهم نحلا مختلفة بما يسلكونه في منهاج عبادتهم فهم فرقوا دينهم وفي قوله (( من الذين فرقوا دينهم )) أي شتتوه ووزعوه دليل على أنه لا ينبغي للأمة الإسلامية أن تفرق دينها نعم اليهود والنصارى فرقوا دينهم على كم افترقوا ؟ اليهود على إحدى وسبعين والنصارى على اثنتين وسبعين والمشركون الجاهليون حدث ولا حرج افتراق نعم فهؤلاء فرقوا دينهم ودينهم ما يدينون به سواء كانوا يدينون لمخلوق أو لخالق على زعمهم لأن المشركين يقولون في آلهتهم (( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) هنالك أناس آخرون يعبدون ما يعبدون من الآلهة لا لتقربهم إلى الله ولكن لاعتقادهم أنهم هم الآلة وأنه لا إله إلا المعبود عنده
الطالب :طيب طوائف المسلمين يا شيخ
الشيخ :طوائف المسلمين اتجينا في الفوائد انشاء الله وقوله (( وكانوا شيعا )) شيعا يعني فرقا وأصل التشيع أو الشيعة أصلها الإنتصار للشيء فيقال شيعة فلان أي أنصاره فهم شيع كل طائفة منهم تنصر ما هي عليه وتؤيده يعني أنهم لم يقتصروا على أن تفرقوا فقط بل كل واحدة تدعوا إلى ما هي عليه ومعلوم أن من يدعوا إلى ما هو عليه لا بد أن يحذر مما يخالفه أليس كذلك؟ إذ لا يتم الانتصار إلا بهذا كل حزب منهم حزب بمعنى طائفة وسميت الطائفة المتفقة على رأي أو هدف أو دين سميت حزبا لأن كل واحد منها يحزب الآخر أي يقويه نعم وقوله (( بما لديهم )) بالذي لديهم ولديهم بمعنى عندهم بما لديهم ، لديهم هو صلة الموصول أو متعلقها بصلة الموصول ؟ متعلقها هو صلة الموصول لأن لدى ظرف نعم وبني على السكون هنا لإضافته إلى الهاء لأن الأصل مضموم على فتح مقدر على آخره جلست لدى زيد أي عنده لكن هنا أضيف إلى الهاء مثل إلى إذا أضيفت إلى الهاء يقال فيها إليه وعلى عليه نعم .