تتمة فوائد الآية حفظ
طيب الصلة تقدمنا أن متعلق الظرف الجار والمجرور يقدر فعلا بخلاف خبر المبتدأ فإن يقدر اسما فإذا قلت زيد عندك فالمعنى التقدير كائن أو مستقر وإذا قلت أكرمت الذي عندك أقول الذي استقر عندك والفرق بينها أن الأصل في خبر المبتدأ أن يكون مفردا يعني لا جملة هذا الأصل وأما صلة الموصول فالأصل أن تكون جملة انتبه لهذا على أنه يجوز أن تقدر مستقر في صلة الموصول لكن إذا قدرت المستقر في صلة الموصول فإن يجب أن تقدر مبتدأ أن تكون جملة التقدير مثلا الذي هو مستقر ومن أجل هذا قلنا أن الأولى أن يقدر في الأصل فعلا حتى لا يحتاج إلى تقدير مبتدأ نعم طيب بما لديهم فرحون طيب فرحون هنا هذه خبر كل وقوله هنا مسرورون لكن هذا الفرح إنما قال الله عز وجل وصفهم به بأنه من فرح بشيء لازمه ولكنه فرح مذموم لأنه فرح بباطل والفرح بالباطل لا شك أنه باطل لكن لو فرحوا بما عندهم من الحق نعم لكان فرحا مسرورا لقوله تعالى (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )) فالفرح لا يذم من حيث هو الفرح ولكن يذم من حيث متعلقه فإن كان فرح بباطل فهو مذموم وإن كان فرح بحق فهو محمود أما الأشر والبطر الذي ينتج عن الفرح فهذا مذموم بكل حال حتى لو كان فرح الإنسان بحق وعداه ذلك الفرح إلى الأشر والبطر مثل أن يفرح بما أعطاه الله من المال والبنين ولكنه والعياذ بالله يتخذ من هذا وسيلة إلى العلو والاستكبار فإن ذلك فرح مذموم لنتيجته لا لذاته وقوله (( كل حزب بما لديهم فرحون )) إذا طبقناه الآن على الأحزاب الموجودة لأن كل حزب فرح بما هو عليه مستمسك به مدافع عنه موهن لغيره وجدنا الآية تنطبق تماما على ما يوجد الآن من الأحزاب ولاسيما في الأمة العربية الأمة العربية الآن متحزبة كل حزب فرح بما عنده لكن الأمة الإسلامية لا تتحزب لماذا ؟ لأنها حزب واحد وهو الإسلام حتى لو اختلفت آرائه هذا شافعي وهذا مالكي وهذا حنفي وهذا حنبلي وهذا ظاهري وما أشبه ذلك فإنها في الحقيقة متفقة لأن كل واحد من هذه الأحزاب لا يضلل الأخرى بل إنه يمدح إذا خالفه بمقتضى الدليل عنده الإنسان العاقل المؤمن حقا هو الذي إذا خالفه غيره بمقتض الدليل عنده ما يكرهه بل يحمده على هذه المخالفة لماذا؟ لأنه ما خالفني لأني فلان خالفني لأنه يعتقد أن الحق معه وهذا هو الواجب عليه الواجب على كل مؤمن أن يتبع الحق إذا اتبين له ولو خالف غيره فإذا الطريق واحد ولا مختلف ؟ الطريق واحد ولو اختلفوا في المنهاج لأننا كلنا نحكم الكتاب والسنة وكلنا نعتقد أن هذا هو الحق فلماذا أكرهه لأنه خالفني والله عز وجل يقول (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) نعم من تبين له الحق وأصر وعاند وعلمنا أنه مجادل بالباطل فهذا ينزل منزلته وهذا هو الميزان في قولهم "لا إنكار في مسائل الاجتهاد " فإن هذه العبارة اشتهرت على الألسن ولكنها ما هي على إطلاقها لأن مسائل الاجتهاد نوعان أحدهما ما يحتمله الاجتهاد فهذه لا إنكار فيها لأن كل إنسان إذا اجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر ولا يمكن أن نزن الناس بميزان واحد لأن فهم النصوص أو لأن العلم بالأحكام الشرعية يتفاوت بحسب الإيمان وحسب العلم وحسب الفهم العلم بالأحكام الشرعية يتفاوت بهذه الثلاثة فمن الناس من يكون معه إيمان صاف حتى يرى الحق على ما هو عليه ويفتح له باب الهداية ومن الناس من يكون في إيمانه ضعف فيحجب عنه من الهداية بقدر ما نقص من إيمانه الإيمان له أثر كبير حتى في العلم وأظننا نذكر ما قاله الشافعي لوكيع " شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وقال اعلم بأن العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاصي " والله عز وجل يقول (( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا )) ولا فرقان إلا بعلم الناس يختلفون في هذا اختلافا عظيما بحسب ما معهم من الإيمان والتقوى كذلك أيضا يختلف الناس في العلم ولا لا ؟ إنسان مثلا يعرف كتب السنة البخاري ومسلم وغيرها من كتب السنة وإنسان ما يعرف شيء إن كان جيدا يعرف البخاري أيهم أعلم ؟ الأول أعلم والثالث الفهم فإن الناس يختلفون فيه اختلافا عظيما ولهذا قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه هل عهد إليكم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء فقال " ما عهد إلينا بشيء إلا ما في هذه الصحيفة أو فهما يؤتيه الله تعالى في القرآن " نعم والفهم ما فيه شك أنه يختلف الناس فيه حتى إن النص الواحد تجد بعض الناس يستنبط منه مثلا عشر مسائل وآخر ما يستنبط إلا مسألتين أو ثلاثة وثالث يقول أنا أقرأ لكم الحديث وعليكم الاستنباط فالحاصل أن الناس يختلفون ولذلك أهل السنة والجماعة والمسلمون عموما يقولون إن اختلافنا في الآراء ليس اختلافا في الدين لأننا كلنا على هدف واحد ولا يضلل بعضنا بعضا ولكن يستثنى من ذلك من علم الحق وتبين له وعلمنا أنه معاند فهذا له حقه قال (( كل حزب بما لديهم فرحون )) قال وفي قراءة (( فارقوا )) أي فرقوا دينهم من غير ما أمروا به فارقوا في قراءة تكون ايش ؟ سبعية لأن اصطلاح المؤلف رحمه الله إذا قال في قراءة فهي سبعية وإذا قال قرء فهي شاذة
الطالب :كلا المؤلف كلام الشيخ
الشيخ :لا لا هذا له أما لو غير حتى وقال قرء تكون صحيحة
الطالب :الجلالين كلهم
الشيخ :ايه نعم