تفسيرقول الله تعالى : << ليكفروا بمآ ءاتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون >> حفظ
قال الله تعالى (( ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون )) ليكفروا اللام هنا للعاقبة يعني أنهم بإشراكهم صار عاقبتهم الكفر بما آتاهم الله عز وجل آتاهم أي أعطاهم وقوله (( ليكفروا بما آتيناهم )) هل نقول إن الباء للسببية أو أن الباء للتحقيق بمعنى أنهم يكفرون بهذا الشيء الجواب يحتمل أن تكون للسببية أو بسبب ما آتاهم الله من الرحمة والإنقاذ من الشدة صار ذلك سببا لأشرهم وبطرهم وكفرهم كما هي عادة الإنسان إلا من عصمه الله عز وجل أو يقال ليكفروا بما آتيناهم أي يكفروا بهذا الشيء الذي آتيناهم حيث لا يؤدون شكره وكان الواجب عليهم أن يؤدوا الشكر لله سبحانه وتعالى وقوله (( فتمتعوا )) هذا يسمونه في البلاغة التفاتا يعن لم يقل وليتمتعوا كما قال في آية أخرى ولكنه أمرهم أن يتمتعوا والأمر هنا للتهديد كما قال المؤلف رحمه الله قال أي فآتيناهم أريد به التوكيد فتمتعوا الأمر هنا للتهديد وليس للإباحة والدليل على ذلك وقوله (( فسوف تعلمون ) عاقبة تمتعكم فيه التفات عن الغيبة وين الغيبة ؟ ليكفروا وقد سبق لنا أن الالتفات فيه فائدتان فائدة لازمة في كل التفات وهي التنبيه لأن الكلام إذا كان على نسق واحد استمر الإنسان فيه منساقا معه فإذا اختلف وقع لماذا اختلف السياق ؟ لماذا كان الجملة للغائب ثم صارت للمخاطب أو بالعكس فيقف ويهتم ولا يتعمد أما الفائدة الثانية فإنها تختلف بحسب السياق الفائدة الثانية هنا في هذه الآية هو أنهم إذا قوبلوا بالأمر فتمتعوا صار أشد وأبلغ تهديدا مما إذا قال وليتمتعوا وقوله (( فسوف تعلمون )) قد قيل إن سوف تفيد التحقيق لكنها تفيد أيضا التراخي بخلاف السين فإنها تفيد التحقيق والفورية وكل شيء بحسبه وإنما كان كذلك هنا لأن أشد العقاب الذي يأتيهم سيكون يوم القيامة وهو متأخر ثم قال تعالى (( أم أنزلنا عليهم سلطانا )).
الطالب :.....
الشيخ : تفيد التحقيق والتراخي نعم