تفسيرقول الله تعالى : << أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون >> حفظ
قال أم بمعنى همزة الإنكار أنزلنا عليهم سلطانا حجة وكتابا فهو يتكلم تكلم بلغة بما كانوا به يشركون أي يأمرهم بالإشراك ؟ لا أم هنا يقول المؤلف أنها بمعنى الهمزة همزة الإنكار وهذا أحد القولين فيها والقول الثاني أنها بمعنى بل والهمزة فتكون مفيدة للإضراب وهنا الإضراب الإنتقالي يعني بل أأنزلنا عليهم سلطان والاستفهام إذا كان للإنكار فمعناه النفي يعني هل نحن أنزلنا عليهم سلطانا يؤيد شركهم ويثبته ويقول إنه حق ؟ الجواب لا ما أنزلنا ذلك (( أم أنزلنا عليهم سلطانا )) يقول المؤلف سلطانا حجة وكتابا والحجة تسمى سلطانا لأن المحتج بها له سلطة على المحجوج فلهذا تسمى سلطانا كما قال الله تعالى (( أم عندكم من سلطان بهذا )) أي حجة واعلم أن السلطان يطلق على عدة معاني فيجمعها كلها السلطة على الشيء فتارة تأتي بمعنى الحاكم مثل كقول الفقهاء جاء في الحديث ( فإن تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له) وكذلك ( إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ) وتأتي السلطان بمعنى الحجة وهو كثير وتأتي بمعنى القدرة مثل قوله تعالى (( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان )) أي بقدوة وليس لكم قدرة وكلها يجمعها هذا المعنى السلطة التي بها السيطرة والغلبة وقوله فهو يتكلم قال المؤلف تكلم دلالة فهو يتكلم بلسان الحال وليس بلسان المقال هذا ما قاله المؤلف ولكنه يحمل أن تبقى على ظاهرها لأن الذي ينزل من عند الله كلام الله وكلام الله تعالى يصح أن ينسب الكلام إليه كما قال الله تعالى (( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق )) (( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه مختلفون )) وقوله (( بما كانوا به يشركون )) الباء هنا للاختصاص أيضا أي يتكلموا بهذا الشيء ويقول أنه حق والجواب لا إذا فليس عندهم حجة لا عقلية ولا شرعية أما العقلية فقد سبق أن فطرة الله تعالى كلها الإخلاص لله وأما الشرعية فإنه لم يأت في كتاب من الكتب المنزلة أن الشرك حق بل جميع الكتب المنزلة وجميع الرسل المرسلين كلهم يقولون اعبدوا الله ما لكم غيره (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ))