الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << و إذآ أذقنا الناس رحمة فرحوا بها و إن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون >> حفظ
(( وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون )) يستفاد من الآية الكريمة أن الرحمة من الله تفضلا منه وامتنانا كيف ذلك ؟ أن قوله من كقوله (( وإذا أذقنا )) وأما كونها تفضلا فلأنه لم يذكر لها سببا نعم تفضلا وامتنانا طيب ومن فوائد الآية الكريمة ذم الفرح إذا كان على سبيل الأشر والبطر قد تقولون من أين نأخذه من الآية من أين يؤخذ من الآية ؟ تقييد الفرح بالأشر والبطر من قوله (( وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون )) يمكن يؤخذ أن الفرح المذموم من الصفة التي بعده نعم طيب ومن فوائد الآية الكريمة أن السيئة لا تضاف إلى الله لأنه قال وإن تصبهم ولم يقل وما أصبناهم نعم فإن قال قائل ما تقولون في قوله تعالى في سورة النساء (( وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله .... )) فما هو الجمع طيب السيئة لا تضاف إلى الله أي أن إيقاعها سيئة ولا لا ؟ إيقاعها ليس بسيئة هي سيئة لكن إيجادها ليس بسيئة بل ولحكمة فالشيء بنفسه قد يكون سوءا لكن بالنسبة لفعل الفاعل لا يكون فعل الفاعل سوءا هذا رجل لدغ ابنه واحتاج ابنه إلى كي فأحمى الحديدة في النار وكواه فصرخ الابن فرحا أم ألما ؟ ألما إذن هذه سيئة ولا لا لكن كي والده إياه سيئة حسنة ؟ حسنة فحينئذ يجب أن نعرف الفرق بين الفعل والمفعول فالسوء والشر إنما هو بالنسبة لمفعول الله من الصفات المنفصلة عن الله أما بالنسبة للفعل الذي هو فعل نفسه فإنه لا يمكن أن يكون شرا أبدا بل هو خير ويمكن أن تقول إن الخير نوعان خير لذاته وخير لغيره فما كان شرا في نفسه وقدره الله فهو خير لغيره وما كان خيرا في نفسه فهو خير واضح ممكن نقول هكذا ؟ فإذن لنا على هذا جوابان الجواب الأول أن يقال إن الشر ليس في فعل الله بل هو في مفعوله أما إيجاد الله له فهو خير لما يتضمنه من الحكمة البالغة هذا واحد ونظيره ايش نظيره يا عبدالوهاب ؟ نظيره كي الإنسان ابنه ليشفى من المرض فهو في ذاته الكي شر لكن بالنسبة لفعل الأب له خير هذا وجه أو يقال إن الخير نوعان خير لذاته وخير لغيره فما كان خيرا محضا فهو خير لذاته كالمطر والنبات والأمن وما أشبه ذلك وما كان شرا لذاته فهو خيرا لغيره إذا كان الشر خيرا لغيره صار بهذا خيرا فالجدب والقحط والخوف وما أشبه ذلك خير لأنه يؤدي إلى خير كما قال الله عز وجل (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) نعم ومن فوائد الآية الكريمة عرفنا أن الشر لا يضاف إلى الله وإنما يضاف إلى مفعولاته من فوائد الآية الكريمة أن السوء لا ينال الناس إلا بأعمالهم لقوله (( بما قدمت أيديكم )) طيب سؤال هل هذا يشمل السوء في الأمور الدينية والأمور الدنيوية أو في الأمور الدنيوية فقط ؟ فيهما جميعا فالجدب والقحط بسبب الأعمال السيئة والمعاصي كذلك زيغ القلب بسبب المعاصي (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )) إذن المصائب الدينية والدنيوية كلها بسبب أعمالنا نحن فلو استقمنا استقامت لنا الأمور (( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم )) فرقانا إذن التقوى سبب للعلم لأن الفرقان ما يكون إلا بعلم يفرق الإنسان فيه بين النافع والضار والحق والباطل إذا نقول هذا يشمل أمور الدين وأمور الدنيا ومن فوائد الآية الكريمة تحريم القنوط من رحمة الله من أين يؤخذ ؟ لأن الله أطلقه على سبيل الذم إذا هم يقنطون هذا دليل على تحريمه ودليل على تحريمه بالنظر أن القنوط يستلزم عدم الرجوع إلى الله يعني إذا قنط من رحمة الله كيف يرجوا رحمة الله فيستحسر وييأس والعياذ بالله ولا يتعرض لما فيه الرجاء والأمل.
الطالب : .....
الشيخ : البلاء بما يؤلم هذا سوء والبلاء بما يسر هذا ابتلاء وليس سوء.
الطالب :....
الشيخ : يبتلى على قدر إيمانه لأن أحيانا يكون الابتلاء بالمصائب ليس من أجل عقوبة لكن من أجل التمثيل والبيان وهذا مر علينا أنه قد يقع (( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين )) (( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء ... )) وقلنا أن الابتلاء مع استقامة الحال ليس المراد به تكفير سيئة حصلت بل المراد به رفع درجات لأن الصبر ما يكون إلا على بلوى والصبر مرتبة عالية ما ينال إلا بمشقة طيب ومن فوائد الآية الكريمة نعم إثبات الاختيار في البحث لقوله (( بما قدمت أيديهم )) فيكون في ذلك رد لقول من ؟ الجبرية الذين يقولون إن الإنسان ما له اختيار في العمل ومن فوائد الآية الكريمة أن الإنسان قد يعاقب على أعمال القلوب أو قد يذم على أعمال القلوب لأن القنوط من أعمال القلوب لأنه أشد اليأس ومحله القلب نعم .