تتمة تفسير الآية حفظ
وقوله (( ثم رزقكم )) .رزقكم أي أعطاكم والرزق في اللغة العطاء ومنه قوله تعالى (( وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه.. )) أعطوهم نعم وهل أحد يدعي أن الرازق سوى الله قد يدعي أحد قد يقول فارزقوهم منه الله قال فارزقوهم فأنا رزقت هذا الإنسان أعطيته فيقال لكن من الذي خلق ما أعطيت ؟ الله الذي رزقك هذا هو الله ومهما كان من عمل بني آدم فإنما هو تحويل لا إيجاد كل أعمل بني آدم الصنائع والبناء وغير ذلك ليس إلا مجرد تحويل يعني تغيير من شيء إلى شيء وإلا فالأصل هو الله عز وجل هو الخالق وهو الموجد نعم هذا الرزق اللي أعطيته هذا الرجل أعطيته كيسا من الطعام صحيح أنك رزقته لكن من الذي أوجد هذا الكيس ؟ الله عز وجل فإذن الرزق أصل من الله وإن كان قد يوجد على أيدي بعض الناس لقوله تعالى (( فارزقوهم منه )) وقوله عليه الصلاة والسلام ( ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) لكن يقال من الذي خلق هذا الرزق ومن الذي جلبه إليك ومن الذي قدر أن تعطيه هذا ؟ كله الجواب هو الله وقوله (( ثم يميتكم )) يعني بعد هذا الخلق والإعداد الخلق إعداد والرزق إمداد الله عز وجل أوجدك وأعدك وهيأك ثم أمدك بما به قوامك بعد ذلك يميتكم ، يميتكم يعني بعد الحياة الدنيا يكون الموت وهو مفارقة الروح البدن مفارقة تامة لأن النوم فيه مفارقة تفارق الروح البدن ولكن ليس مفارقة تامة أما الموت الذي هو الموت فهي المفارقة التامة ولكنها تعاد إليه في قبره إعادة برزخية ليس كإعادتها في الدنيا طيب ثم يميتكم ثم يحييكم الحياة الآخرة التي ليس بعدها فناء قال الله عز وجل (( هل من شركائكم )) شركائكم هذه مضافة إلى المفعول ولا إلى الفاعل ؟
الطالب : إلى الفاعل
الشيخ : من شركائهم الذين أشركتموهم فتكون مضافة إلى المفعول يعني هل من هؤلاء الذين أشركتموهم بالله ؟ ولهذا قال المؤلف ممن أشركتم بالله .
الطالب : أشركتم ....
الشيخ : لا أشركتم لكن أشركتموهم أصلا ممن أشركتموهم
الطالب : أن الإنسان مشرك
الشيخ : نعم إذا أشرك فالمشرك به مفعول فمعنى شركائكم ليس معنى هم الذين شاركوكم أو أشركوكم بل أنتم الذين أشركتموهم مع الله فهو مضاف إلى مفعوله قال (( هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء )) من يفعل من ذلكم من شيء إعراب من يفعل ايش محلها من الإعراب ؟
الطالب : مفعول المصدر
الشيخ : لا يحتمل أن تكون نكرة موصوفة والتقدير هل من شركائكم أحد يفعل ذلك نعم ويحتمل أن تكون موصولا على أنها مبتدأ مؤخر أي الذي من شركائكم هل الذي يفعل ذلك من شركائكم نعم والأول أحسن تكون النكرة موصوفة يعني هل من شركائكم أحد يفعل من ذلك وقوله (( من شيء )) من زائدة وصحت زيادتها بأن الاستفهام هنا بمعنى النفي ومن زيادة النفي كما قال ابن مالك " وزيد في نفي وشبهه فجر نكرة كما لباغ من مطر " وقوله (( هل من شركائكم من يفعل من ذلكم )) المشار إليه ما هي ؟ هل من شركائكم من يفعل من ذلكم نعم الخلق والرزق والإحياء والإماتة فعلى هذا يكون الجواب عن كونه مفردا مذكرا مع أن السابق أربعة أشياء جمع يقال لأنه أول بالمذكور من يفعل من ذلكم أي من ذلكم المذكور فصح أن يأتي اسم الإشارة مفردا مذكرا لأنه عائد إلى مذكور وقوله (( من شيء )) يعني ما يمكن أن يفعل هؤلاء يفعلون أي شيء من هذه الأمور لا الخلق ولا الرزق ولا الإحياء ولا الإماتة نعم وهذا على سبيل التحدي فإذا كانت هذه الآلهة التي أشركت بالله لا تفعل شيئا من هذا هل تصح أن تكون آلهة ؟ لا بل تأليهها باطل لقوله تعالى (( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل )) يبقى النظر لو ادعى مدع أنه يحيي ويميت كالذي حاج إبراهيم في ربه إبراهيم صلى الله عليه وسلم قال له ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت فما هو الجواب لو قال قائل إن من المعبودين من يستطيع أن يحيي ويميت ؟ نقول هذه دعوى باطلة لأن الإحياء والإماتة من الإنسان ليست إحياء وإماتة ولكنها فعل سبب يحصل به (( وآت ذا القربى حقه و المسكين وابن السبيل ... )) إلى آخره
الطالب : إلى الفاعل
الشيخ : من شركائهم الذين أشركتموهم فتكون مضافة إلى المفعول يعني هل من هؤلاء الذين أشركتموهم بالله ؟ ولهذا قال المؤلف ممن أشركتم بالله .
الطالب : أشركتم ....
الشيخ : لا أشركتم لكن أشركتموهم أصلا ممن أشركتموهم
الطالب : أن الإنسان مشرك
الشيخ : نعم إذا أشرك فالمشرك به مفعول فمعنى شركائكم ليس معنى هم الذين شاركوكم أو أشركوكم بل أنتم الذين أشركتموهم مع الله فهو مضاف إلى مفعوله قال (( هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء )) من يفعل من ذلكم من شيء إعراب من يفعل ايش محلها من الإعراب ؟
الطالب : مفعول المصدر
الشيخ : لا يحتمل أن تكون نكرة موصوفة والتقدير هل من شركائكم أحد يفعل ذلك نعم ويحتمل أن تكون موصولا على أنها مبتدأ مؤخر أي الذي من شركائكم هل الذي يفعل ذلك من شركائكم نعم والأول أحسن تكون النكرة موصوفة يعني هل من شركائكم أحد يفعل من ذلك وقوله (( من شيء )) من زائدة وصحت زيادتها بأن الاستفهام هنا بمعنى النفي ومن زيادة النفي كما قال ابن مالك " وزيد في نفي وشبهه فجر نكرة كما لباغ من مطر " وقوله (( هل من شركائكم من يفعل من ذلكم )) المشار إليه ما هي ؟ هل من شركائكم من يفعل من ذلكم نعم الخلق والرزق والإحياء والإماتة فعلى هذا يكون الجواب عن كونه مفردا مذكرا مع أن السابق أربعة أشياء جمع يقال لأنه أول بالمذكور من يفعل من ذلكم أي من ذلكم المذكور فصح أن يأتي اسم الإشارة مفردا مذكرا لأنه عائد إلى مذكور وقوله (( من شيء )) يعني ما يمكن أن يفعل هؤلاء يفعلون أي شيء من هذه الأمور لا الخلق ولا الرزق ولا الإحياء ولا الإماتة نعم وهذا على سبيل التحدي فإذا كانت هذه الآلهة التي أشركت بالله لا تفعل شيئا من هذا هل تصح أن تكون آلهة ؟ لا بل تأليهها باطل لقوله تعالى (( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل )) يبقى النظر لو ادعى مدع أنه يحيي ويميت كالذي حاج إبراهيم في ربه إبراهيم صلى الله عليه وسلم قال له ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت فما هو الجواب لو قال قائل إن من المعبودين من يستطيع أن يحيي ويميت ؟ نقول هذه دعوى باطلة لأن الإحياء والإماتة من الإنسان ليست إحياء وإماتة ولكنها فعل سبب يحصل به (( وآت ذا القربى حقه و المسكين وابن السبيل ... )) إلى آخره