فوائد قوله تعالى : << آت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ......... >> حفظ
من فوائد الآية الكريمة أن لهؤلاء الأصناف الثلاثة حق القريب والمسكين وابن السبيل ومن فوائدها وجوب إيتاء هؤلاء حقهم من أين تؤخذ ؟ من أين تؤخذ من الأمر وخلاصة الأمر الوجوب ومن فوائدها أن الأقرب فالأقرب أحق من أين تؤخذ ؟ من قوله (( ذا القربى )) لكن كيف الأحق الحق هو أن لدينا فائدة سبق أن قررتاها وهو أن الحكم إذا علق على وصف فكل ما كان أكثر في هذا الوصف فهو أحق نعم إذا علق الحكم على وصف فكلما كان هذا الوصف أشد تمكنا في شيء فهو أحق فمثلا إذا قلت أدب العاقل علق التأديب بماذا ؟ العصيان إيش يقتضي ؟ كل من كان أشد معصية كان أشد تعذيبا ولا لا ؟ وإذا قلنا أكرم المؤمن كان من ذلك كل من كان أقوى إيمانا صار أكثر إكراما ذا القربى علق الحق بماذا ؟ ذا القرابة فكل ما كان أقرب كان أحق في الإكرام واضح فهذه القاعدة مفيد لطالب العلم أنه كلما علق الحكم على وصف قوي ذلك الحكم بقوة ذلك الوصف نظرا لتعليقه بالوصف يفيد عليته وهذا أيضا القاعدة الثانية أن تعليق الحكم بالوصف يفيد ذلك الوصف علة فلما تقول أكرم المؤمن لماذا ؟ لإيمانه أدب الفاسق لفسقه والله لا يحب المفسدين إنه لا يحب المفسدين لإفسادهم وهكذا نقول إن تعليق الحكم بالوصف يدل على علية ذلك الوصف وأنه علة الحكم وبناء على هذه القاعدة تأتي القاعدة الأولى هذه طيب ومن فوائد الآية الكريمة أن كل من كان أحق بالإحسان فهو أولى به لأن المسكين أحق بالإحسان من الغني وابن السبيل والمسافر المنقطع به كفله أحق من غيره من فوائد الآية الكريمة أن النفع المتعدي خير من غيره وهل هو خير للفاعل ؟ خير له بشرط وهو خير لنفسه وإن لم ينتفع به الفاعل بناء على ذلك يتفرع على هذا أن ما يبذله الكفار من منافع للمسلمين هي خير للمسلمين ما نقول هذه صدرت من كافر ما فيها خير لا لو أن أحدا من الكفار أصلح طريقا من الطرق من هذه الشركات الكافرة هل يكون في هذا الإصلاح خير ؟ نعم خير لا شك فيه لكن ليس خيرا لهم إنما هو خير لغيرهم ومن فوائد الآية التنبيه على أهمية الإخلاص لقوله (( ذلك خير للذين يريدون وجه لله )) ومن فوائدها أنه كلما كان العمل أخلص لله كان أكثر خيرا للفاعل من أين نأخذ هذا الحكم ؟ لالا نحن أخذنا أنه فيه خير من هذا الإخلاص لكن كلما كان أخلص كان أكثر خيرا للإنسان من القاعدة التي مرت علينا أن هذا الحكم علق بعلة بالذين يريدون لأن اسم الموصول مع صلته كاسم الفاعل تماما فيكون خير للذين يريدون إذا فكلما كان الإنسان أخلص في إرادة وجه الله كان خيرا أكثر خيرا له ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الوجه لله لقوله (( وجه الله )) ووجه الله عز وجل قال أهل العلم أنه من الصفات الخبرية لأن عندهم أن الصفات خبرية محضة يعبرون عنها بالخبرية لئلا يقعوا في المحذور فلا يقولوا إنها بعضية مثلا أو جزئية لأن التبعض والتجزئة في ذات الله عز وجل محرم إطلاقه فالوجه واليد والعين والساق والقدم نعم كل هذه يعبر عنها بالصفات الخبرية لكن السمع والعلم والقدرة والحياة ايش تسمى ؟ صفات معنوية معاني ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى رؤية الله عز وجل كيف ذلك ؟ لقوله (( يريدون وجه الله )) ولا شك أنه ثابت رؤية الله عز وجل ثابتة في القرآن والسنة وإجماع السلف ففي القرآن قال الله تعالى (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) ايش معنى ناضرة الأولى ؟ من النضارة وهى الحسن إلى ربها ناظرة بالظاء من النظر وهو الرؤية بالعين وهذه الآية من أصرح ما في القرآن وفيه آيات أخرى (( على الأرائك ينظرون )) وفيه آية ثالثة (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها النظر إلى وجه الله وفيه آية رابعة (( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد )) وفيه آية خامسة وهي قوله تعالى في الأنعام ... (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار )) لأن هذه الآية تدل على الرؤية لأن الله قال لا تدركه ونفي الإدراك يدل على ثبوت الأصل نعم ولو كان لا يرى لقال لا تراه الأبصار فنفي الأخص يقتضي وجود الأعم ولهذا كانت هذه الآية التي يستدل بها أهل التعطيل على نفي رؤية الله صارت دليلا عليه لا دليلا لهم