فوائد قوله تعالى : << الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم ............ >> حفظ
ثم قال تعالى (( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم ... )) إلى آخره من فوائد الآية الكريمة الاستدلال بالأجلى والأوضح لأن الله استدل على بطلان آلهة المشركين بماذا ؟ بأمر يقرونه هم وآلهتهم ما تفعل وهو الخلق والرزق والإماتة والإحياء ومن فوائد الآية الكريمة تمام قدرة الله عز وجل وذلك بالأمور الأربعة الخلق والرزق إلى آخره ومن فوائد الآية الكريمة أيضا إثبات أن ما اكتسبه الإنسان فهو من الله لأن هذه الأربعة فيها ثلاثة ما أحد يماري فيها ما هي ؟ الخلق والإماتة والإحياء لكن الرزق قد يماري فيه مماري قارون ايش قال ؟ (( إنما أوتيته على علم عندي )) فقد فسره مجاهد أظن على علم مني بوجوه المكاسب نعم يعني معناه إني ماهر بمعرفة المكاسب وحصلت هذا المال لكنا نقول هذا التحصيل الذي حصلته بمهارتك من أين جاءك ؟ من الله سبحانه وتعالى لأن هذا الذي حصل لك بسبب وخالق الأسباب هو الله ومن فوائد الآية الكريمة أنه ينبغي لنا استجلاب الرزق من ربنا وحده لقوله (( ثم رزقكم )) وإذا كان الأمر كذلك فإنه يترتب على هذا فائدة أخرى وهي ألا نطلب رزقه بمعاصيه ايش وجهه ؟ إذا كنت تطلب الرزق من الله هل من اللائق عقلا أن تقدم له معصية ليرزقك ؟ لا الذي يستدر الرزق من غيره ايش يقدم ؟ يقدم طاعته والخضوع له ولهذا قال الله تعالى (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) إذن من استجلب رزق الله بالمعاصي فقد خالف الحكمة والصواب أليس كذلك ؟ فهؤلاء الذين يطلبون الرزق بالربا ويطلبون الرزق بالغش ويطلبونه بالكذب وغير ذلك من الوسائل المحرمة هم في الحقيقة أشبه ما يكونون بالمستهزئين بالله عز وجل الساخرين به كأنهم يقولون يا ربنا إننا نعصيك لترزقنا وهذا من أعظم ما يكون ولهذا جعل الله الذين يطلبون زيادة المال بالربا ايش جعلهم ؟ محاربين له (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله )) نعم والربا كما قال شيخ الإسلام يقول ما ورد في ذنب من الذنوب دون الشرك أعظم مما ورد في الربا الذي أصبح عند الناس الآن من أسهل الأشياء وأبسطها حتى كانوا يتعاطونه بالصراحة ويتعاطونه بالتحيل وتعاطيه بالتحيل أخفف من تعاطيه بالصراحة مثل من تعاطى الكفر بالنفاق أصرح من تعاطيه بالكفر الصريح لأن هذا المتحايل مخادع لله عز وجل جمع والعياذ بالله بين مفسدة الربا ومفسدة الخداع والتحيل فالرب عز وجل إذا حرم شيئا ليس كغيره تخفى عليه الأشياء هو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والنبي عليه الصلاة والسلام وضح أن الأعمال بماذا ؟ بالنيات ما دمت نويت الربا الآن لكن تحايلت عليه إدخال سلعة غير مقصودة هذا تلاعب استهزاء بآيات الله عز وجل يأتي إليه يقول أنا أريد منك مائة ألف على أن تكون مائة وعشرين ألفا إلى سنة نعم طيب كيف الوصول إلى هذا والله حنا مسلمين ما أقدر أعطيك المائة ألف نقدا واكتب عليك مائة وعشرين لأننا نخشى الله نعم ولكن هنا طريق نلوذ من جهة أخرى ونجعل حاجزا بيننا وبين الله نعم بماذا بأي سلعة تتفق نروح نشوف ما عند الناس وجدوا عند هذا سكر قال نشتري سكر وجدوا عنده هيلا قالوا نشتري هيلا وجدوا سيارات اشتروا سيارات وجدوا أكياسا لا يدرى ما بوصفها فلعله أن يكون رملا قالوا نشتري هذه الأكياس أليس هذا هو الواقع ؟ هذا هو الواقع ولهذا الآن ما ينظرون إلى هذه الأكياس ايش هي يقولون أكياس سكر وهي أكثر ما يكون في القبض أنه يمر إيده عليها ولا يعده واحد اثنين ثلاثة أربعة خمس ستة إلى آخره ويقولون أن هذا هو القبض فهل هذا قبض لغة أو عرف أو شرع ؟ أبدا لا يعد هذا قبضا لأن القبض معناه أن يكون الشيء في قبضتك وهذا الشيء مركون في مكانه ترد عليه عدة مبايعات في خلال ساعة أو ساعتين وهذه البلية التي ابتلي الناس بها الآن نسأل الله أن ينقذهم منها بلية عظيمة ويقبحها أنهم يعتقدون أنها حلال وأن عمل البنوك حرام حتى إن بعضهم ييجي يتميز ويتضجر أعوذ بالله شوفوا الحرام الربا يعلن صريح في البنوك وهو مما يتعامل بهذه المعاملة يبكي غيره ولا يبكي نفسه وهو أحق بأن يبكي نفسه فالمهم أن ما نقول خرجنا عن الموضوع أن الرزق إذا كان من الله عز وجل فإنه يجب عليك شرعا وعقلا أن تستمد هذا الزرق بماذا ؟ بطاعة الله لا بمعصيته .
الطالب :طب التورق يا شيخ ما يدخل في هذا ؟
الشيخ : التورق يقول شيخ الإسلام أنه داخل في هذا ويقول عنه تلميذه ابن القيم رحمه الله إنني إن شيخنا يسأل عن هذا مرارا فيصر على أنه حرام وأنه ربا التورق غير شغل الناس الآن يقولون هذا تورق التورق قال العلماء هو عبارة عن من احتاج إلى نقد فاشترى ما يساوي مائة بمائة وعشرين فلا بأس به وهي مسألة التورق هذه عبارة الروض المربع شرح الزاد شوف الآن أولا قال ومن احتاج فعلمنا أنها لا تكون إلا للحاجة ثانيا فاشترى ما يساوي مائة بمائة وعشرين وقع العقد على عين المبيع ولا قال العشر أحداش ولا اثنى عشر وكلمة اشترى تحمل على الشراء الشرعي الذي يجمع الشروط ومن جملتها العلم بالمبيع ونوعه وجنسه إلى آخره وهل هذا موجود في عمل الناس الآن ؟ أبدا كذلك اشترى ما يساوي مائة وعشرين إلى أجل هذه تنطبق لأنهم هم يقول اثنا عشر وثلاثة عشر وإحدى عشر حسب الحالة ثم نفس الفقهاء الذين أباحوا ذلك قالوا يكره أن يقول في المرابحة في بيع المرابحة المعروف أن يقول العشر إحدى عشر وذكروا عن الإمام أحمد نصا بأنه يحرم أن يقول العشر إحدى عشر حتى في غير مسألة التورق بيع المرابحة الذي يعرفه بعضكم يحرم فيه إحدى الروايات عن أحمد أن يقول العشر إحدى عشر وهو يريد السلعة نفسها ما يريد النقد يحرم والمذهب يقول يكره والرواية الثانية عن أحمد أنه يحرم يعني أنا مثلا اشتريت هذا الكتاب وأنت تبيع الكتاب نفسه ما تبيع دراهم فقلت لي أشتريه منك مرابحة أنا شاريه بمائة وأبيعه لك على أن أربح بكل عشر دراهم درهما كم يكون المائة مائة وعشرة هذا جائز لكن قلت أشتريه منك العشرة أحد عشر قالوا أنه يكره على المذهب ويحرم على المذهب الثاني فهذه ما مسألة تورق فهؤلاء الناس جمعوا بين الأمرين بين العشر بعشر وباثنى عشر وبين التورق أما شغلنا الآن لا ينطبق عليه حتى على قول القائلين بجواز التورق ولاحظ أن الإمام أحمد عنه رواية ثانية وعنه رواية بأنها جائزة والرواية الثانية بأنها من مسائل العينة التورق ذكرها عنه شيخ الإسلام ابن تيمية وذكرها ابن القيم في تهذيب السنن أن مسألة التورق من مسائل العينة والعينة معروف أنها حرام فالحاصل أننا في الحقيقة في عصرنا الحاضر ما كان الناس ما يبالون إلا أن يكتسبوا المال فجعلوا المال مقصودا مخدوما بعد أن كان وسيلة خادما حقيقة المال أنه وسيلة خادما ولكنا جعلناها الآن مقصودا مخدوما وهذا من سفه الإنسان أن يستخدمه ماله الذي خلق له (( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا )).