الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون >> حفظ
لقوله (( بما كسبت أيدي الناس )) ويدل لهذا أيضا قوله تعالى (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )) ومن فوائد الآية الكريمة إثبات العلل والأسباب وأن أفعال الله عز وجل معللة لا بد لها من علة من أين تؤخذ ؟ من قوله (( بما كسبت )) ولا شك أن أفعال الله تعالى وأحكامه معللة لأن من أسمائه الحكيم ومن فوائد الآية الكريمة أن الناس لا يعاقبون إلا بأكسابهم لقوله (( بما كسبت أيدي الناس )) فيتفرع على ذلك أن من أراد أن ترفع عنه العقوبة فليتب إلى الله لأن التوبة من أسباب رفع العقوبة وجلب المتوبة ولهذا قال هود لقومه (( ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين )) وقال نوح لقومه (( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا )) ومن فوائد الآية الكريمة أن الجزاء من جنس العمل وبقدر العمل لقوله ليذيقهم بعض الذي عملوا ومن فوائد الآية الكريمة بيان سعة رحمة الله وأن رحمته سبقت غضبه لقوله (( بعض الذي عمله )) ولو أن الغضب كان بقدر الرحمة لكان الله يذيقنا كل الذي عملنا ولو كان غالبا للرحمة لكان يذيقنا أكثر مما عملنا ولا لا فالأمور ثلاثة الآن إذاقة البعض أو المثل أو الأكثر المثل أو الأكثر ممتنع وإنما يذيق الله تعالى البعض لأنه سبب في الحديث الصحيح أن الله تعالى كتب كتابا عنده فوق العرش ( إن رحمتي سبقت غضبي ) ولولا هذا لكان الله تعالى يؤاخذ الناس بما عملوا ومن فوائد الآية الكريمة أن العقوبات قد تكون سببا في الرجوع إلى الله من أين ؟ (( لعلهم يرجعون )) كما أنها قد تكون بالعكس قد تكون سببا في الازدياد من العتو والنفور والعياذ بالله يدل على ذلك وقوله تعالى (( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين)) والجمع بين هذه الآية والذي نحن بقصده أن يقال إن العقوبات على سبيل العموم مفيدة لكن على سبيل الخصوص قد لا تفيد لأن الله قال (( ومن الناس من يعبد الله )) من الناس نعم على أن قوله (( فإن أصابته فتنة )) يحتمل أن يكون المراد بها فتنة في الدين بحيث ما يكون عنده مقاومة فيقع حبالها والعياذ بالله لكنه أظهر أنها عامة (( ونبلوكم بالشر والخير فتنة ))