تفسيرقول الله تعالى : << من كفر فعليه كفره و من عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون >> حفظ
قال الله تعالى (( و من كفر فعليه كفره )) يقول المؤلف وذلك كفره وهو الناس هذا كالتفسير لقوله تعالى (( يصدعون )) لأن يصدعون يتفرقون بحسب أعمالهم فقوله من كفر هذه .... الإعراب من كفر من شرطية وفعل الشرط كفر وجوابه جملة فعليه جمله وقوله فعليه كفره جملة خبرية مكونة من مبتدأ وخبر المبتدأ قوله كفره والخبر قوله فعليه مقدم وفائدة التقديم الحصر (( ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون )) مثلها شرطية وجواب الشرط قوله (( فلأنفسهم يمهدون )) وقدم المعمول وهو لأنفسهم يمهدون للحصر وهي فائدة معنوية ولمراعاة الفواصل وهي فائدة لفظية لأنه لو قال يمهدون لأنفسهم استقام الكلام لكنه قدم لهاتين الفائدتين يقول الله عز وجل من كفر فعليه كفره نعم يعني أي إنسان يكفر فإن وبال كفره عليه لا يضر إلا نفسه ويكون على غيره ولا لا ؟ لا يكون على غيره إلا أن يكون ذلك الغير سببا فيه فإن كان سببا فيه صار عليه مثل وزره قال الله تعالى (( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون )) وقال تعالى (( ولا يحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم )) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) فإذا قيل هل هذا يناقض الآية (( من كفر فعليه كفره ))؟ الجواب لا يناقضها لأنه إذا كان هو السبب فإن ذلك من عمله لكن صورة المسألة مختلفة أنه عمل غيره وعمل نفسه إنما حقيقة الأمر أن الدال على الكفر فاعل لما يؤجر عليه قال (( ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون )) يوطئون منازلهم في الجنة من عمل صالحا طيب الكفر في اللغة العربية الكفر هو الستر ومنه الكفرة الذي هو غلاف جذع النخل ويسمى باللغة العامية الكافور غلاف النخل هنا يستر النخل فالكفر في الأصل هو هذا والمراد به الخروج عن طاعة الله لأن الخارج عن طاعة الله قد ستر ما أنعم الله به عليه من العقل والعلم وما أشبه ذلك وقوله (( ومن عمل صالحا )) العمل الصالح قال أهل العلم هو ما جمع شرطين أساسيين أحدهما الإخلاص والثاني المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ايش ضد الإخلاص ؟ ضده الشرك والمتابعة ضده الابتداع نعم فمثلا إذا وجدنا رجلا يصلي الصلاة المعتادة ولكنه يرائي الناس بها فعمله ليس يصالح أيش الذي فقد منه ؟ الإخلاص وإذا وجدنا رجلا قد أحدث نوعا من العبادات لم يرد به الشرع ولكنه مخلص يريد بذلك وجه الله وتجده خاشعا يبكي ويتأثر بهذه العبادة لكنها على غير شريعة الله فهذا عبادته باطلة لفقد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما إذا أخرج العبادات المشروعة عما شرعت عليه هي عبادة مشروعة في الأصل لكن أخرجها عما كانت عليه فإنه لا يقبل عمله كما لو صلى الصلاة بعد خروج وقتها متعمدا بدون عذر فهذا يقبل منه ؟ لماذا ؟ لأنه ما فيه متابعة وهو مخلص لكنه غير متابع وكذلك لو صلى صلاة بغير طمأنينة لو صلى صلاة ما يطمئن فيها إذا قال سمع الله لمن حمد على طول سجد إذا قام من السجود على طول سجد فصلاته باطلة لا تقبل لو صلى إلى يوم الدين ما قبل الله منه لماذا ؟ لعدم المتابعة ولهذا لما صلى رجل صلاة لا يطمئن فيها قال له النبي صلى الله عليه وسلم (( ارجع فصلي فإنك لم تصلي )) فنفى عنه الفعل لانتفاء صحته هو صلى الآن ولكن ما هي صلاة .
الطالب :....
الشيخ : أي نعم ولو سألته لما صليت يقول ما صليت إلا لله لكنه خالف أمر الله الإخلاص في القلب لأنه ما كان يصلي على شان الناس نقول صلى ولا ما صلى ، صلى لله لكنه خالف أمر الله .
الطالب :هل يلزم أن يفقه ما يقول المصلي ؟
الشيخ :لا ماهو بلازم ليس بلازم ولكن أفضل أن يفقه ما يقول إذا كان قلبه خشعا حاضرا في القلب فهو أفضل
الطالب : خاشع القلب الأن يخشع لأشياء خارج الصلاة ....
الشيخ :ويش لون يعني
الطالب :مثلا هو ايصلي يفكر في أشياء
الشيخ :لا ، لا أمور داخل الصلاة فليستحضر ما يقول في صلاته وما يقرأ في صلاته ما مثلا يروح يتذكر جلسة إن كان خاشعا فيها فيما سبق ما يصلح إلا إذا مرت به إذا مرت به مع قراءته نعم يقول (( ومن عمل صالحا )) إذن العمل الصالح ما هو ؟ هو الذي جمع بين شرطين الإخلاص لله سبحانه وتعالى والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم (( فلأنفسهم يمهدون )) المهد والتمهيد بمعنى التوطئة ومنها قولهم هذا طريق ممهد أي موطئ محتم لأجل أن تطأه الأقدام فمعنى يمهدون أي يحطمون الشيء حتى يكون موطئا لهم وذلك لأن الذين يعملون صالحا يتوصلون بعملهم الصالح إلى دخول الجنة فيسهل لهم الطريق الذي يوصلهم إليه وقوله (( فلأنفسهم يمهدون )) تقديم المعمول يفيد الحصر فإذا قال قائل هل هذا ينافي ما ثبت به الحديث بأن ( من سن سنة حسنة في الإسلام فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) نقول لا لا ينافيه لأن الذين يعملون حسنة يسنون الحسنات عملوا ولا لا ؟ عملوا فتبعوا على ذلك فالأجر الذي حصل لهم من أجل إتباع غيرهم لهم هو في الحقيقة من فعلهم
الطالب :....
الشيخ : أي نعم ولو سألته لما صليت يقول ما صليت إلا لله لكنه خالف أمر الله الإخلاص في القلب لأنه ما كان يصلي على شان الناس نقول صلى ولا ما صلى ، صلى لله لكنه خالف أمر الله .
الطالب :هل يلزم أن يفقه ما يقول المصلي ؟
الشيخ :لا ماهو بلازم ليس بلازم ولكن أفضل أن يفقه ما يقول إذا كان قلبه خشعا حاضرا في القلب فهو أفضل
الطالب : خاشع القلب الأن يخشع لأشياء خارج الصلاة ....
الشيخ :ويش لون يعني
الطالب :مثلا هو ايصلي يفكر في أشياء
الشيخ :لا ، لا أمور داخل الصلاة فليستحضر ما يقول في صلاته وما يقرأ في صلاته ما مثلا يروح يتذكر جلسة إن كان خاشعا فيها فيما سبق ما يصلح إلا إذا مرت به إذا مرت به مع قراءته نعم يقول (( ومن عمل صالحا )) إذن العمل الصالح ما هو ؟ هو الذي جمع بين شرطين الإخلاص لله سبحانه وتعالى والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم (( فلأنفسهم يمهدون )) المهد والتمهيد بمعنى التوطئة ومنها قولهم هذا طريق ممهد أي موطئ محتم لأجل أن تطأه الأقدام فمعنى يمهدون أي يحطمون الشيء حتى يكون موطئا لهم وذلك لأن الذين يعملون صالحا يتوصلون بعملهم الصالح إلى دخول الجنة فيسهل لهم الطريق الذي يوصلهم إليه وقوله (( فلأنفسهم يمهدون )) تقديم المعمول يفيد الحصر فإذا قال قائل هل هذا ينافي ما ثبت به الحديث بأن ( من سن سنة حسنة في الإسلام فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) نقول لا لا ينافيه لأن الذين يعملون حسنة يسنون الحسنات عملوا ولا لا ؟ عملوا فتبعوا على ذلك فالأجر الذي حصل لهم من أجل إتباع غيرهم لهم هو في الحقيقة من فعلهم