تتمة تفسير الآية السابقة . حفظ
يعني ليذيقكم نعمة صادرة من هذه الرحمة ولتجري الفلك السفن بها بأمره وبإرادته ولتبتغوا من فضله تطلبوا من فضله الرزق بالتجارة في البحر ولعلكم تشكرون قوله (( ولتجري الفلك )) يقول السفن بها ، بها الضمير يعود على الرياح فالله تعالى يرسل الرياح لتسير بها المياه في أجواء السماء والسحاب ويرسل الرياح لتسير بها السفن في البحار وكل من السحاب ومن السفن يحمل نعما كثيرة السفن ماذا تحمل ؟ تحمل الأرزاق والأناسي والحيوان وغيرها والسحب تحمل الماء الذي هو مادة الحياة (( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون )) ففي الرياح إذن فائدتان تسيير السحب في أجواء السماء وتسيير السفن في أجواء البحار وقوله (( الفلك )) واحد ولا جماعة ؟ تصلح لهذا ولهذا الفلك تصلح للجمع وللمفرد ولا لا ؟
الطالب :في القرآن موجود
الشيخ : في القرآن موجود هات مثالا لها للمفرد ؟
الطالب :هذه للجماعة أي للجماعة أصلها يا شيخ .... والفلك التي في البحر هذا مفرد ويصنع الفلك .....
الشيخ :على كل حال المثال الذي ذكره أيضا (( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة )) هذا جمع ولا مفرد ؟ جمع الفلك وجرين ما قال في الفلك وجرى .
الطالب : مفرد يا شيخ في الفلك المشحون
الشيخ : نعم (( وترى الفلك فيه مواخر )) أيضا جمع على كل حال الفلك للمفرد والجمع نعم ذكر الفقهاء كلمة ذكرتها لكم سابقا فقالوا إن الأحدب ينوي الركوع بقلبه ما هو قائم حتى يركع بقلبه قال بعض الفقهاء فهو شبيه في اللغة العربية فهو شبيه بالفلك في اللغة العربية يعني هذا الأحدب شبيه بالفلك في اللغة العربية ما يعرف إلا بالنية نعم فالفلك صالح للمفرد و للجماعة ولا يعرف إلا بالنية أو القرينة هذه المسكين اللي أحدب في حال الركوع ما الذي يعلمنا أنه راكع أو غير راكع ؟ فكوعه وقيامه سواء هذا يمكن أن يستدل بها على ما ذكر عن الكسائي يقول إن الإنسان إذا أتقن شيئا من العلم أمكنه أن يفهم غيره من العلوم وذكروا قصة أنه كان هو وأبو موسى عند الرشيد أحد خلفاء بني العباس وأنه تناظروا في مسألة فقال له أبو يوسف يقول للكسائي ما رأيك لو سها الإنسان في سجود السهو ؟ هذا نحو كذلك يعلمك حكم هذه المسألة قال نعم إذا سها في سجود السهو فإنه لا يسجد قال أين قاعدة نحوك قال عندنا قاعدة النحو أن المصغر لا يصغر فاستدل أن سجود السهو صلاة مصغرة فإذا سها فيه .... هذا واقع أو غير واقع الله أعلم ذكروها نعم يقول (( الله الذي يرسل الرياح )) ولتجري الفلك بأمره قال بإرادته والصحيح بأمره من الأمر الذي هو بالقول وليس المراد بالإرادة فقط لأن الفلك ما تعلم عما يريد الله عز وجل لكنها إنما تأتمر بأمره القولي وقد قال الله تعالى (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) فكل مراد الله إن لم يقترن بالقول فإنه لا يقع وكيف تحدث الكائنات بمجرد إرادة لا يعلم بها إلا الله فلا بد من القول فالصواب أن المراد بأمره أمره القولي لقوله تعالى (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) ولا يمنع ذلك أن يكون هذا الجريان بأمره بأسباب محسوسة معلومة لنا لأن المقدر في الأسباب هو الله عز وجل فهو سبحانه يخلق ويسخر ولكن بأسباب (( ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله )) كل هذا مما خلقه الله عز وجل لهذه الحكم العظيمة ولتبتغوا تطلبوا من فضله الرزق بالتجارة في البحر وهو كذلك وكم من أناس كانت تجارتهم في البحار ينقلون الأرزاق من جهة إلى جهة بواسطة هذه السفن لولا هذه السفن لكان من المتعذر أن تنتقل الأرزاق من الجهة التي خلف البحر إلى جهة أخرى لكن الله عز وجل جعل هذه السفن لأجل أن تنقل هذه الأرزاق والنعم ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون هذه النعم يا أهل مكة فتوحدونه ولعلكم تشكرون لعل هذه معناها التعريض تشكرون الشكر هو القيام بطاعة المنعم ويكون باللسان وبالقلب وبالجوارح وهو القيام بطاعة الله فأما الشكر بالقلب فأن يؤمن الإنسان بأن هذه النعمة من الله عز وجل هو الذي أمده بها وهو الذي يسرها له وهو الذي جلبها إليه هذا بالقلب والشكر باللسان أن يحمد الله عليها فإن هذا من شكر النعمة وأن يتحدث بها اعترافا لله بالفضل لا اقتصارا بها على غيره وأما الشكر بالجوارح بأن يقوم لله تعالى بالعمل البدني من صلاة وزكاة وصيام وحج وغيره ولهذا يقول الشاعر " أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا " يدي الجوارح ولساني القول والضمير المحجب القلب ما هي الواسطة بين الحمد والشكر ؟ أو النسبة بين الحمد والشكر نقول الحمد أعم من حيث السبب والشكر أعم من حيث التعلق لأن الحمد يكون باللسان ويكون على النعم وعلى كمال صفات المحمود أفهمتم يعني أنه يحمد المحمود على نعمه والإحسان على إحسانه وعلى كمال صفاته وأما المتعلق فإنه يتعلق باللسان خاصة الحمد يكون باللسان فقط وربما يكون بالقلب أيضا أن يعتقد الإنسان كمال هذا المحمود ولكن لا يكون محمودا لغة إلا باللسان وأما الشكر فهو أخص من الحمد باعتبار سببه وأعم باعتبار متعلقه كيف أخص باعتبار سببه ؟ لأن سببه النعمة فقط الإنعام على الشاكر هذه السببية نعم وإلا لو كان الإنسان المحمود من أكل الناس وهو ما عطف شيء هل تشكرون ولا لا ؟ لا تشكروه الشكر يكون على النعم وأخص من حيث السبب ويكون بالقلب واللسان والجوارح فهو له متعلق أعم إذن النسبة بينهما العموم والخصوص الوجهي نعم ولعلكم تشكرون طيب الشكر قلنا هو القيام بطاعة المنعم صح هذا بالمعنى العام لكن شكر النعمة الخاصة يكون بالقيام بوظيفتها من الطاعة شكر النعمة الخاصة يكون بالقيام بوظيفتها الخاصة مثلا شكر الإنسان ربه على العلم يكون بماذا؟ يكون بالعمل به وبتعليمه هذا شكر خاص لنعمة خاصة شكر الإنسان ربه على السكن يكون بطاعته في هذا المسكن وألا يكون فيه مثلا إسراف ولا تبذير وما أشبه ذلك فالشكر هنا له معنيان المعنى العام هو القيام بطاعة المنعم والمعنى الخاص هو شكر الله تعالى القيام بطاعة الله تعالى فيما يتعلق بهذه النعمة الخاصة وكل نعمة لها شكر خاص (( ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ))