تتمة الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << و لقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجآءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين >> حفظ
ومن فوائدها تحذير المخالفين له لقوله (( فانتقمنا من الذين أجرموا )) ومن فوائد الآية أيضا رحمة الله عباده بإرسال الرسل إذ لولا هذه الرسالة ما عرف الناس كيف يعبدون الله عز وجل بل ولا عرفوا ما عرفوا من تفاصيل أسمائه وصفاته كما سبق فالرسل رحمة عظيمة للخلق كما قال تعالى ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) ومن فوائد الآية الكريمة أيضا أن الإنتقام من المكذبين كان بسبب فعلهم لقوله (( فانتقمنا من الذين أجرموا )) أي لإجرامهم ومن فوائدها أن الرسالات السابقة خاصة ورسالة النبي عامة لقوله إلى قومه ويبينه الحديث الثابت في الصحيحين ( وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ) ومن فوائد الآية أن الله تعالى ما أرسل الرسل إلا ببينات تشهد بصدقهم وبشرائع بينة لا توجب لبسا على المتبعين من أين تؤخذ ؟ (( فجاءوهم بالبينات )) أى بالآيات البينات الدالة على صدقهم وبالشرائع البينات الواضحة التي لا تقتضي لبسا على المبتدع قال أهل العلم وآيات البينات على حسب عصرهم ففي عهد موسى انتشر السحر وكثر فأعطاه الله تعالى من الآيات ما تبطل السحر وليست بسحر أعطاه الله تعالى اليد وأعطاه العصا قالوا وفي عهد عيسى تقدم الطب فأعطاه الله من الآيات ما لا يمكن للطب أن يقوم به وهو إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى وإخراجهم من قبورهم هذا ما يمكن أن يقوم به الطب أبدا الميت لا يحيا بالطب وقالوا أيضا إن الأبرص لا يمكن شفاؤه بالطب الأكمه من هو ؟ قالوا أنه هو الذي خلق بلا عين هذا يمكن فيما سبق من العصور ما يمكن أن يوضع له العين لكن الآن إذا وجد مكان العين يمكن أن يوضع له عين بالطب لكن إذا لم يوجد مثل أن خلقه الله عز وجل بدون أن يخلق له مكان للعين ما يمكن أن يوضع له عين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا إن البلاغة بلغت أعلى ذروتها فكان من أعظم آيات الرسول عليه الصلاة والسلام هذا القرآن الذي أعجز البلغاء والفصحاء فتحدى الله به كل الجن و الإنس (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ...)) لا انفرادا ولا تعاونا ولهذا قال (( ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )) .
الطالب :.... يقولون الآن ما هي البلاغة وما هي أوجه البلاغة ....
الشيخ : أقول يمكن أن يكون صحيحا أن القرآن في كل عصر يكون معجزة بما يناسب العصر لأنه نازل إلى جميع الخلق إلى يوم القيامة القرآن معجز في كل معنى لكن في ذلك الوقت أشد ما فيه البلاغة طيب وفيه أيضا إثبات فعل الانتقام لله عز جل فانتقمنا وفيه أيضا إثبات العظمة لقوله (( فانتقمنا )) (( وأرسلنا )) فإن هذا للتعظيم وليس للتعدد فإجماع المسلمين إنما هو للتعظيم ومن فوائد الآية الكريمة أن الله أوجب على نفسه نصر المؤمنين لقوله (( وكان حقا علينا نصر المؤمنين )) ومنها أن هذا النصر لا بد أن يكون لأنه أتى بصيغة التعظيم (( وكان حقا علينا )) ولم يقل علي بل قال علينا إشارة إلى أن هذا الحق لا بد أن يكون لأن الله تعالى أعظم من كل شيء وفيه أيضا دليل على أن غير المؤمنين لا ينصرون لقوله (( حقا علينا نصر المؤمنين )) فإذا أورد إنسان علينا ما حصل من الانتصارات الخاطفة للكفار فما هو الجواب ؟ أن هذا استدراج من الله عز وجل حتى يتم النصر للمؤمنين في النهاية أي نعم وقد يكون من مصلحتهم لأنه انتصار نصر لأنفسهم على أنفسهم ثم إنه لا يدوم هذا النصر أبدا العاقبة لا بد أن تكون للمؤمنين نعم وقال بعض أهل العلم إن النصر نوعان نصر بالحجة والبرهان ونصر بالسيف والسنان فأما النصر بالحجة والبرهان فهو مضمون وثابت ولا فيه استثناء لأن الحجة والبرهان مع المؤمنين على كل حال حتى لو هزموا عسكريا فإن الحجة والبرهان معهم غالبون بحجتهم وبرهانهم وهذا لا استثناء فيه والثاني النصر بالنصر العسكري يعني بالسيف والسنان وهو الآن بالطائرة والقنابل وما أشبهها هذا قد يحصل نصر لغير المؤمنين امتحانا للمؤمنين واستدراجا للكافرين نعم ثم قال عز وجل .
الطالب :ذكرت أمس هل يؤخذ منها أن الرسول خاتم الأنبياء ؟
الشيخ : أي نعم ما تقولون هل يؤخذ منها أن الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء ؟ من قبلك رسلا
الطالب :ما يلزم
الشيخ :يعني ما يلزم أن يكون بعده أحد ؟ إي معلوم من هذه الآية إلى قومهم أي هذه تدل على أن رسالتهم خاصة لكن هل تدل على أنه المنتهى ؟
الطالب :.... قد يستدلون بهذه الاية (( ينزل الملائكة من أمره على من يشاء من عباده )) ....
الشيخ : هذا كفر الكلام على هذه الآية هل تدل على ختم الرسالة للرسول صلى الله عليه وسلم لقوله (( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم )) أو لا تدل ؟ الوجه الذي ذكره عبد الله يقول قد تدل على أن الرسول مرسل إلى الناس عامة والعموم هذا يشمل العموم الوقت والمكان والأمم وهذا يستلزم ألا يوجد رسول بعده لو وجد رسول بعد انتقى العموم إلى الناس كافة صار معناه أن الرسول اللي بعده يكون رسولا إلى هؤلاء الناس دون محمد عليه الصلاة والسلام .
الطالب :ما فيه دليل عللى إن أرسل إلى الناس كافة ....
الشيخ : لا فيه دليل كيف لأنه إذا لم يكن آخرهم فالذي يأتي من بعده صار أرسل إلى بعض الناس وهم الذين تأخروا طيب على كل حال أخذها فيه شيء من الغموض والأمر في هذا واضح والغريب أن بعض الناس على سبيل الافتراض أنكر نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم وقال أننا لو قلنا بنزوله لكان ذلك تكذيبا للقرآن (( ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) ماذا تقولون ؟
الطالب :.... علمه للساعة هذا يدل على نزوله والشيء الثاني يا شيخ ينكرون مجىء المهدي .
الشيخ : لا ندخل في هذه المسائل أقول هل استدلالهم بالآية الكريمة صحيح ولا لا ؟ غير صحيح لأن عيسى ما ينزل مشرعا وإنما ينزل تابعا للرسول صلى الله عليه وسلم ولا ينشئ ولا شيئا من الشريعة حتى كسر الصليب وقتل الخنزير هذا أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام فأقره يعني يقال إنه يأتي بذلك ولا يقبل من إنسان ما فيه جزية بعد نزول عيسى ما فيه أخذ جزية ولا عهد ما فيه إلا الإسلام فيقال إن هذا ليس شرعا جديدا ناسخا لشرع الرسول عليه الصلاة والسلام بل هو شرع مقرر من الرسول صلى الله عليه وسلم أليس كذلك ؟ الرسول أخبر بأنه سيفعل هذا مقررا له فهو لم ينزل على أنه رسول بشرع جديد بل على أنه تابع للرسول عليه الصلاة والسلام ولعل هذا والله أعلم ليتحقق ما أخبر الله به بالفعل (( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لماآتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين )) هذا خبر من الله عز وجل لكن هل نحن علمنا هذا بأن نبي من الأنبياء تابع رسول فعلا ؟ لا لكن نزول عيسى ومتابعته لرسالة الرسول عليه الصلاة والسلام تكون هذه حق اليقين لأن الآية آية آل عمران فيها علم اليقين فإذا وجد ذلك بالفعل صار حق اليقين فهذا من الحكمة في نزوله صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان وأيضا عندنا أحاديث واضحة صحيحة صريحة متلقاة بالقبول عند أهل العلم فكيف ينكر ذلك ولكن والعياذ بالله بعض الناس يأتي بقاعدة من أفسد القواعد وأبطل القواعد وهي أن العقيدة لا تثبت بأخبار الآحاد ولو كان الخبر صحيحا نعم وهذا في الحقيقة مذلة ممن قاله لأننا نقول له أنت تثبت من الأحكام العملية تثبت الحكم العملي بدليل لا يصل إلى درجة الصحة تثبته بدليل يصل إلى درجة الحسن وربما يكون إلى درجة الحسن عندك أنت وعند غيرك لا يصل إلى درجة الحسن وإثبات الحكم العملي مستلزم للعقيدة لأن تنفيذه مقتضى الإيمان ولأن الإنسان لا يعمل بهذا إلا بعد أن يعتقد أنه من شريعة الله وإلا لما عمل به فهناك عقيدة سابقة أن هذا من حكم الله ومن شريعة الله وأنه مقرب إلى الله وأنه عبادة لله ثم العمل به ثم ما هذا إذا أخذنا بذلك لازم أن ننكر أشياء كثيرة مما يتعلق بالأمور العلمية لأن الشرع كما تعلمون إما أمور علمية أو أمور عملية والصواب بلا شك أنه لا فرق بينهما وأن ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يجب الإيمان به عقيدة وعملا وإذا شئت مزيد إيضاح فاقرأ ما كتبه ابن القيم رحمه الله في آخر الصواعق المرسلة فإنه تكلم على هذه المسألة كلاما شافيا .
الطالب : هل يصل إلى التواتر ؟
الشيخ : والله ما أدري هل يصل إلى التواتر ولا لا .
الطالب :.... إذا تواتر ؟
الشيخ : إذا تواتر إذا يفيد العلم اليقيني ولا أحد يجتهد .
الطالب : نزول عيسى بن مريم .... هل الله تعالى يلزمه الطواف في ....
الشيخ :الظاهر والله أعلم أن القرآن والسنة متواصلة إلى ذلك الوقت والعجيب أن بعضهم ذكر من شبه نزوله قال أن لغة عيسى سريانية ولغة الرسول صلى الله عليه وسلم عربية كيف يحكم بشريعته وهو سرياني هذه شبه هذه ويش الجواب ؟ نقول نعم الجواب بالتقديم وبالمعنى أولا فيه الآن ناس لا يتكلمون اللغة العربية وهم ملتزمون بأحكا الإسلام قائمين به على أكمل وجه ولغتهم غير اللغة العربية والثاني أن الله على كل شيء قدير يمكن يكون لسانه عربيا إذا كان بالممارسة والمخالطة ينقلب لسان الإنسان من سرياني إلى عربي فكيف بقدرة الله سبحان الله العظيم الإنسان إذا اشتهى شيئا أتى بشبه لا تنطلي على أحد قال تعالى (( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين )) أخذنا فوائدها ؟ ايش فيها ؟
الطالب :أن الله حق عليه نصر المؤمنين وغير المؤمنين لا بد أنه لا ينصرون وفيها أيضا ........أحيانا وهو الشيخ :فيها فائدة أيضا من فوائد الآية أيضا أن على الله حقا أوجبه على نفسه لقوله تعالى (( وكان حقا علينا )) فإذا قلنا هل يجب على الله شيء ؟ نقول أما بعقولنا لا يجب على الله شيء وأما أن يوجب هو على نفسه شيئا فهذا واقع ومن فوائدها أيضا فضيلة الإيمان وأنه سبب للنصر (( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ))