تفسير قول الله تعالى : << فانظر إلى ءاثار رحمت الله كيف يحي الأرض بعد موتهآ إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شيئ قدير >> حفظ
فانظر إلى أثر رحمة الله فانظر الخطاب لمن ؟ للإنسان لا للرسول الخطاب للإنسان لم يتأتى خطابه الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره لأنه قال في الأول (( فترى الودق يخرج من خلاله )) ثم قال هنا فانظر أي انظر أيها الإنسان إلى أثر رحمة الله وفي قراءة يقول المؤلف آثار رحمة الله شوف الرسم العثماني من فوائد التزامه أنه لا يتغير بتغير القراءات آثار على مقتضى القواعد الرسم العصرية كيف تكتب ؟ بألف بين الثاء والراء لكنها على قواعد المصحف العثماني يكتب فيها ألف ؟ لا أثر ثاء وراء فتصلح آثار وتصلح أثر نعم وقوله (( إلى آثار )) (( وإلى أثر )) لا فرق بينهما في الجملة من حيث المعنى لأن آثار مضاف فيفيد العموم وأثر مضاف فيفيد العموم لأن المفرد إذا أضيف أفاد العموم فأثر وآثار من حيث الجملة لا فرق بينهما لأن آثار رحمة الله بمعنى أثر لكن الفرق بينهما من حيث المعنى الخاص أن أثر يشمل الجنس باعتباره شيئا واحدا وأما آثار فتشمل الجنس باعتباره أنواعا نعم كيف باعتباره أنواعا ؟ مثل أثر المطر يخرج به الزرع ويخرج به الشجر ويخرج به شيء صغير وشيء كبير نعم وشيء له أشجار مفتحة وشيء له أشجار دقيقة كالعيدان فلهذا يعتر هذه آثارا باعتبار أنواعها ثم أيضا الآثار تختلف من أرض إلى أرض هذه الأرض تنبت كذا وهذه الأرض تنبت كذا هذه ينبت فيها الكلأ وهذه لا ينبت وهكذا فهي آثار باعتبار الأنواع أما باعتبار الجنس وأن كله حصل بسبب المطر فهو شيء واحد وهذا هو الفرق الخاص بين أثر وآثار ، آثار رحمة الله أي نعمته بالمطر وقد سبق لنا أن الرحمة في مثل هذا يصح أن تكون اسما للمخلوق ويصح أن تكون من صفات الله فإن كان المراد الأثر المباشر فالمراد بالرحمة المطر لأن هذا النبات نبت بماذا؟ بالمطر وإن كان المراد السبب غير المباشر فالمراد بالرحمة صفة الله يعني لكون الله جل وعلا رحيما فهذه من آثار رحمته أن ينزل المطر وتنبت به الأرض ويزول به القحط نعم فالآية صالحة لهذا ولهذا قال (( كيف يحيي الأرض بعد موتها )) كيف يحيي الأرض بعد موتها هذا مما يرجح أن المراد بالرحمة الصفة رحمة الله كيف يحيي هو أي بالرحمة سبحانه وتعالى يحيي الأرض يجعلها حية بعد موتها قال المؤلف أي يبسها فحياة كل شيء بحسبه فالأرض اليابسة اللي ما فيها خضار تسمى ميتا ما فيها شيء حي فإذا نزل عليها المطر وحى النبات سميت حية يحيي الأرض بعد موتها وهذا دليل على قدرة الرب عز وجل وعلى رحمته نعم لأنه من يقدر على أن يخلق النواة والحب في باطن الأرض حتى يخرج منه هذا النبات النامي أحد يقدر على هذا ؟ ما أحد يقدر لهذا قد حاء في الحديث الصحيح القدسي ( فليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة ) ما يستطيعون ما يستطيع أحد أن يخلق هذا (( إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون )) كيف يحيي الأرض بعد موتها كيف يعني انظر إلى الكيفية والقدرة كيف هذه الأرض اللى كانت غبراء كأنها محترقة أصبحت الآن روضة خضراء قال الله عز وجل (( إن ذلك )) أي يبسها بأن تنبت (( إن ذلك لمحيي الموتى )) إن ذلك المشار إليه.