تتمة تفسير قوله تعالى : << فانظر إلى ءاثار رحمت الله كيف يحي الأرض بعد موتهآ إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شيئ قدير >> حفظ
نعم ألسنا مثلا نشاهد من يخالفنا في العمل من يخالفنا في الأخلاق من يخالفنا في العقيدة ونتألم من ذلك ولا لا ؟ نعم نتألم لو أن الله يسلي الرسول صلى الله عليه وسلم (( لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين )) وما أشبه ذلك مما يتقطع قلبه نحن الآن نتألم ممن يخالفنا في العقيدة وممن يخالفنا في الأخلاق وممن يخالفنا في الأحوال نتأمل لا شك هذا الألم يؤثر علينا ولكن يقول الله عز وجل (( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون )) فالحاصل أن هذا الكون العظيم ما يمكن أن يكون عبثا يحيا ثم يكون ترابا والله عز وجل يحيي الموتى ليس بني آدم فقط ولكن بنو آدم وغيرهم (( وما من دآبة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون )) (( وإذا الوحوش حشرت )) وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن البهائم يقتص من القرناء للجلحاء حتى البهائم يقضى بينهم واضح يا جماعة ولذلك نقول الموت لا يختص بالإنسان فقط بل بالإنسان وغيره إن ذلك لمحيي الموتى ثم أكد ذلك إحياء الموتى بمؤكد آخر في الآية التي بعدها وهو قوله (( وهو على كل شيء قدير )) فإذا أكد إحياء الموتى بمؤكدين لفظيين ومؤكدين معنويين نعم وقوله (( وهو على كل شيء قدير )) كل شيء هو قادر عليه كل شيء بدون استثناء ....كل ما تتعلق به القدرة ويمكن أن يكون قادرا عليه فإن الله تعالى قادر على كل شيء قدير ليس على ما يشاء فقط بل على ما يشاء وما لا يشاء فهداية الكافر الذي مات على كفره الله قادر عليها ولا لا ؟ شاءها ؟ ما شاءها وهو قادر عليها فلا تختص قدرته بما شاءه ولهذا أن التعبير نعرف أن تعبير بعض الناس أنه على كل شيء قدير أنه لا ينبغي بل قل كما قال الله فيه إنه على كل شيء قدير وأما حديث الرجل الذي حاج الله يوم القيامة وذكر في القصة أن الله قال له إني على ما أشاء قادر فهذه ليس المراد بها وصف الله بالقدرة مطلقا بل وصف الله بالقدرة على هذا الشيء المعين الذي استبعده المخاطب فالله يقول قد شئته فأنا قادر عليه وكذلك قوله تعالى (( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير )) فالتقييد بالمشيئة هنا ليس عائد على قدرته الشيء المعين يمكن أن تقيده بالحكم أما إذا وصفت الله بالقدرة فلا تقيده بمثله ففرق بين أن تعلق القدرة بشيء في ذاته وبين أن تذكر على سبيل الوصف العام ما قال الله تعالى ما ذكر الله المشيئة مع القدرة أبدا (( وكان ربك قديرا )) (( وكان الله على كل شيء قدير )) (( والله على كل شيء قدير )) وما أشبه ذلك والقدرة ضد العدل فانظر إلى قوله تعالى (( وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا )) وأفاد العلم هنا لأن العابد قد يعجز بعدم علمه بالشيء نعم واحد مهندس لكن فيه الروماتيزم ما عند علم قلنا لنا اصنع السيارة هذه يصنع ولا لا ؟ لا يصنع ما عنده قدرة عاجزا وآخر نشيط يحمل الحجر الذي أكبر منه لكنه ما يعرف شىء قلنا له اصنع سيارة قال ما أستطيع ليش لعدم العلم انتفاء القدرة قد يكون لعدم العلم وقد يكون لعدم القدرة ما عنده علم ما عنده شيء يعني عاجز طيب ذكر هذا في قوله تعالى (( لله ما في السماوات والأرض )) آخر سورة المائدة (( لله ما في السماوات وما في الأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير )) يأتي بعبارة منكرة وهو ما أراد بها سوءا والله عز وجل ما أراد بها سوءا فقال فخص العقل ذاته فليس عليها بقادر خص العقل ذاته يعني إن العقل يقتضي تخصيص ذات الله فالله ما يقدر عليه نعم صحيح هذا هذا ليس بصحيح بل الله على كل شيء قدير ولهذا الله عز وجل استوى على العرش بفعله ولا لا ؟ بفعله وقدرته ينزل إلى السماء الدنيا يأتي للفصل بين عباده نعم يتكلم بما أراد كل هذا بما يتعلق بذاته وهو قادر عليه فإن قال قائل الله يقدر على إماتة فلان هل يقدر على أن يميت نفسه ؟ هذا ما يمكن لا لعدم القدرة لكن هذا أمر لا يليق به وهو أشد من العدل فنقول امتناع هذا لأنه مستحيل على الله عز وجل ولهذا السفاريني رحمه الله في العقيدة لما ذكر صفة القدرة قال " بقدرة تعلقت بممكن " أما المستحيل فهو مستحيل ما يمكن لأنه أصله مستحيل ما تتعلق به القدرة يقال إن الشيطان إذا مات العالم يفرح فرحا عظيما وإذا مات العباد يعني ما يهموا قال له جنوده كيف تفرح لموت العابد هذا الفرح ولا تفرح لموت العابد اللي يصوم نهار .... قال نعم لأن العالم أشد علينا من العابد وإذا شئت أنا الآن فاذهبوا إليه فذهبوا إلى العابد فقالوا هل يقدر الله عز وجل أن يجعل السماوات والأرض في جوف بيضة قال لا ما يقدر .... فذهبوا إلى العالم فقال ولا يمكن للمخلوق أن يكون كالخالق أبدا مهما كان وأما كونه يجعل السماوات والأرض في بيضة فهو على كل شيء قدير فالعابد كفر من وجهين أثبت ما لا يمكن ونفى ما يمكن يعني العباد مثل ما قال سفيان ابن عيينة قال " من فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى ومن فسد من علمائنا ففيه شيء من اليهود " واليهود أفضل من النصارى لا شك لأن العالم فساده عن علم الجاهل فساده عن ومن كان عن جهل فهو أهو مما كان عن علم .
الطالب :....
الشيخ :.... المراد بإنا أنزلناه في ليلة القدر المراد .... وأما التنزيل في مجموعه .... (( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا )) مع أنه قد جاء في التنزيل بشيء من الوحي (( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم )) فعلى هذا تكون القاعدة ....