التعليق على قول المصنف مع شرح حديث " لتتبعن سنن من كان قبلكم .." وبيان أقسام الانحراف وهي أربعة: كفر وبدعة ومعصية وخطأ. وحكم من يقع في الإنحراف. حفظ
الشيخ : هذه الجملة أراد المؤلف رحمه الله أننا وإن كنا قد أمرنا باجتناب طريق اليهود والنصارى فإن ما قضاه الله تعالى في علمه لا بد أن يقع وهو ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أن هذه الأمة تتبع سنن من كان قبلها وسنن بفتح السين ويجوز ضمها فعلى الفتح تكون بمعنى الطريق وعلى الضم تكون بمعنى الطرق لأنها جمع سنة والسنة في اللغة الطريقة وقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( فمن ؟ ) هذا استفهام تقريري لأن الصحابة استغربوا واستنكروا أن تتبع هذه الأمة سنن من كان قبلها فقالوا : ( اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ ) وهذا الاستفهام للتقرير ولكن هذا التقرير لا يعني الإقرار يعني أن الرسول قرر بأن هذا سيكون لكنه لا يقره عليه الصلاة والسلام بل نهينا عن اتباعه ثم بين المؤلف رحمه الله أن هذه الأمة لا يمكن أن تكون كلها مشابهة لليهود والنصارى بل لا بد أن يكون منها أمة طائفة منصورة قائمة بأمر الله إلى يوم القيامة وكذلك بين رحمه الله أن الناس ينحرفون وأن الانحراف أربعة أقسام : كفر وفسق ومعصية وخطأ أربعة أقسام فإن كان الانحراف يؤدي إلى الردة صار كفرا. يؤدي إلى خرم المروءة والدين ولكن لا يصل إلى الكفر فهو فسق دون ذلك فهو معصية ناتج عن تأويل له مساغ في اللغة يكون خطأ ويصح أن يوصف هذا الخطأ بالانحراف لكن لا يصح أن يوصف قائله بأنه منحرف إذا علمنا أنه صادر عن اجتهاد وهذا هو بيت القصيد فيما يرى في كلام بعض الأئمة الذين تشهد لهم الأمة بالنصح لله ولكتابه وللرسول ولأئمة المسلمين من الانحراف فإننا نقول هذا انحراف صادر عن خطأ ونصف هذا بأنه انحراف وأنه ضلال لكن لا نصف المنحرف بأنه منحرف لماذا ؟ لأنه وقع عن خطأ وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن من اجتهد من هذه الأمة فأخطأ فله أجر والذي له أجر لا يمكن أن يقال منحرف لكن من علم منه سوء القصد والمعاندة حينئذ إذا قال قولا منحرفا قلنا إنه منحرف نفس الفاعل وعليه فيجب أن نعرف الفرق بين القائل والمقولة والفاعل والفعل نعم .