القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وعن معاوية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء - كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة " . وقال: " إنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه ، فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ، والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به محمد لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به ". هذا حديث محفوظ من حديث صفوان بن عمرو عن الأزهر بن عبد الله الحرازي عن أبي عامر عبد الله بن لحي عن معاوية . رواه عنه غير واحد، منهم: أبو اليمان وبقية وأبو المغيرة. رواه أحمد وأبو داود في سننه . وقد روى ابن ماجه هذا المعنى من حديث صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عوف بن مالك الأشجعي ويروى من وجوه أخرى ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بافتراق أمته على ثلاث وسبعين فرقة ، واثنتان وسبعون ؛ لا ريب أنهم الذين خاضوا كخوض الذين من قبلهم . ثم هذا الاختلاف الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم إما في الدين فقط ، وإما في الدين والدنيا ثم قد يؤول إلى الدماء وقد يكون الاختلاف في الدنيا فقط. وهذا الاختلاف الذي دلت عليه هذه الأحاديث ، هو مما نهي عنه في قوله سبحانه : { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا } . وقوله : { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيءٍ }، وقوله : { وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل } وهو موافق لما رواه مسلم في صحيحه، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه " أنه أقبل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال : " سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ، ومنعني واحدة : سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها وسألت ربي أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها " حفظ
القارئ : نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : " وعن معاوية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين )" .
الشيخ : أنا عندي وعن معاوية بن أبي سفيان وهذا قرأناه .
القارئ : هذا قرأناه لكن أحسن الله إليكم وقفنا على نهاية الحديث ثم بعده حديث محفوظ فلا .
الشيخ : ما يخالف اقرأ ... عن معاوية بن أبي سفيان .
القارئ : " وعن معاوية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء - كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ) .
وقال : ( إنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما )"
.
الطالب : عندي في أمتي .
الشيخ : ماذا قال ؟
القارئ : من أمتي .
الشيخ : لا في اجعلها نسخة لأن المعاني متقاربة .
القارئ : " ( إنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلَب بصاحبه ، فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ، والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به محمد لَغَيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به ). هذا حديث محفوظ من حديث صفوان بن عمرو عن الأزهر بن عبد الله الحرازي عن أبي عامر عبد الله بن لحي عن معاوية . رواه عنه غير واحد منهم أبو اليمان " .
الشيخ : الظاهر لي أن قوله : ( والله يا معشر العرب ) إنه مدرج من كلام معاوية هذا الظاهر لأن مثل هذا الخطاب لا يرد من النبي صلى الله عليه وسلم .
القارئ : هنا يا شيخ ذكر كلام حول هذا .
الشيخ : ماذا قال ؟
القارئ : قال : " أخرجه أحمد في * المسند * وأبو داود مختصرا في كتاب السنة وابن أبي عاصم في * كتاب السنة * في ذكر الأهواء المذمومة ولم يذكر قوله ( والله يا معشر العرب ) إلى آخر الحديث " .
الشيخ : هو شيخ الإسلام ساقه لكن على كل حال الظاهر لي أنه مدرج نعم .
القارئ : " رواه عنه غير واحد منهم : أبو اليمان وبقية وأبو المغيرة. رواه أحمد وأبو داود في * سننه * .
وقد روى ابن ماجه هذا المعنى من حديث صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عوف بن مالك الأشجعي ويُروى من وجوه أخرى ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بافتراق أمته على ثلاث وسبعين فرقة ، واثنتان وسبعون، لا ريب أنهم الذين خاضوا كخوض الذين من قبلهم .
ثم هذا الاختلاف الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم إما في الدين فقط ، وإما في الدين والدنيا ثم قد يؤول إلى الدماء وقد يكون الاختلاف في الدنيا فقط.
وهذا الاختلاف الذي دلت عليه هذه الأحاديث ، هو مما نُهي عنه في قوله سبحانه : (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا )) . وقولِه : (( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيءٍ )) وقوله : (( وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل )) وهو موافق لما رواه مسلم في * صحيحه *، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ( أنه أقبل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه من العالية حتى إذا مَرَّ بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال : سألتُ ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ، ومنعني واحدة : سألتُ ربي أن لا يُهلك أمتي بالسَنة فأعطانيها وسألت ربي أن لا يهلك أمتي بالغَرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها ) ورَوى أيضاً في صحيحه عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
.
الشيخ : هذا الحديث لا ينافي فيما وقع في بعض الأمة من الغرق ونحوه لأن المقصود الهلاك العام وكذلك السَنة العامة ولهذا ما زالت البلاد الإسلامية أنه يكون غرق عواصف مدمرة جدب قَحط جوع لكن هذا لا ينافي الحديث لأنه لم يُهلكهم بسَنة عامة وأما أن لا يجعل بأسهم بينهم فهذا أيضا يعرفه من يتتبع التاريخ يخبو أحياناً ويتقد أحياناً أحيانا تكون الأمة ساكنة وأحياناً تثور ويكون بأسُهم بينهم لكن لا يبعد أننا في هذه الأيام في زمن أَخْبر عنه الرسول عليه الصلاة والسلام أنه يكثر الهرج يعني القتل القتل الذي لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قُتل الناس في طيش وحمق ليس عندهم روية لا القاتلون ولا المقتولون نعم .