القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وأما القسم الثاني من الاختلاف المذكور في كتاب الله : فهو ما حمد فيه إحدى الطائفتين ، وهم المؤمنون ، وذم فيه الأخرى، كما في قوله تعالى : { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعضٍ } إلى قوله : { ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا }. فقوله : { ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر } حمد لإحدى الطائفتين - وهم المؤمنون - وذم للآخرى ، وكذلك قوله : { هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثيابٌ من نارٍ } إلى قوله : { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات } مع ما ثبت في الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه : " أنها نزلت في المقتتلين يوم بدر : علي وحمزة وعبيدة ، والذين بارزوهم من قريش وهم : عتبة وشيبة والوليد . وأكثر الاختلاف الذي يؤول إلى الأهواء بين الأمة من القسم الأول، وكذلك آل إلى سفك الدماء ، واستباحة الأموال ، والعداوة والبغضاء ؛ لأن إحدى الطائفتين لا تعترف للأخرى بما معها من الحق ولا تنصفها بل تزيد على ما مع نفسها من الحق زيادات من الباطل والأخرى كذلك . وكذلك جعل الله مصدره البغي في قوله : { وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيًا بينهم } ؛ لأن البغي : مجاوزة الحد . وذكر هذا في غير موضع من القرآن ليكون عبرة لهذه الأمة . وقريب من هذا الباب : ما خرجاه في الصحيحين عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ، وإذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم " فأمرهم بالإمساك عما لم يؤمروا به معللا بأن سبب هلاك الأولين إنما كان كثرة السؤال ، ثم الاختلاف على الرسل بالمعصية ، كما أخبرنا الله عن بني إسرائيل من مخالفتهم أمر موسى في الجهاد وغيره ، وفي كثرة سؤالهم عن صفات البقرة. لكن هذا الاختلاف على الأنبياء : هو - والله أعلم - مخالفة الأنبياء ، كما يقول : اختلف الناس على الأمير إذا خالفوه . والاختلاف الأول: مخالفة بعضهم بعضا وإن كان الأمران متلازمين أو أن الاختلاف عليه هو الاختلاف فيما بينهم ، فإن اللفظ يحتمله ." حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب * اقتضاء الصراط المستقيم * : " وأما القسم الثاني من الاختلاف المذكور في كتاب الله : فهو ما حمد فيه إحدى الطائفتين ، وهم المؤمنون ، وذم فيه الأخرى، كما في قوله تعالى " .
الطالب : ...
الشيخ : كيف ؟
الطالب : هم المؤمنون .
الشيخ : فهو ما حمد فيه إحدى الطائفتين
الطالب : وهم المؤمنون
الشيخ : ما عندنا وهم المؤمنون .
القارئ : عندي يا شيخ وهم المؤمنون .
الشيخ : ما أشار إليها المحشي ؟
القارئ : هذا ما أشار إليها وإنما أشار إلى "وذم فيه الأخرى" قال : إنها ساقطة من نسخة ب .
الشيخ : لا عندنا ما فيه .
القارئ : " كما في قوله تعالى : (( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعضٍ )) إلى قوله : (( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا )).
فقوله : (( ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر )) حمدٌ لإحدى الطائفتين - وهم المؤمنون - وذم الأخرى ، وكذلك قوله : (( هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثيابٌ من نارٍ )) إلى قوله : (( إن الله يُدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات )) مع ما ثبت في الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه : ( أنها أنزلت في المقتتلين يوم بدر )"
.
الشيخ : نزلت عندي نزلت نسخة .
القارئ : " ( أنها نزلت : علي وحمزة وعبيدة ، والذين بارزوهم من قريش وهم : عتبة وشيبة والوليد ) .
وأكثر الاختلاف الذي يؤول إلى الأهواء بين الأمة من القسم الأول، وكذلك آل إلى سفك "
.
الشيخ : ولذلك
القارئ : ولذلك
الشيخ : إي ولذلك أصح.
القارئ : " ولذلك آل إلى سفك الدماء ، واستباحة الأموال ، والعداوة والبغضاء ، لأن إحدى الطائفتين لا تعترف للأخرى بما معها من الحق ولا تنصفها بل تزيد على ما مع نفسها من الحق زيادات من الباطل والأخرى كذلك .
وكذلك جَعل الله مصدره البغي في قوله : (( وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيًا بينهم )) ، لأن البغي : مجاوزة الحد .
وذكر هذا في غير موضع من القرآن ليكون عبرة لهذه الأمة .
وقريب من هذا الباب : ما خرجاه في * الصحيحين * عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ، وإذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم ) فأمرهم بالإمساك عما لم يؤمروا به معللا بأنه سبب هلاك الأولين إنما كان كثرة السؤال "
.
الشيخ : بأن سبب
القارئ : بأن
الشيخ : بأن أنت قلت بأنه.
القارئ : " معللاً بأن سبب هلاك الأولين إنما كان كثرة السؤال"
الشيخ : كثرةَ
القارئ : " إنما كان كثرةَ السؤال ، ثم الاختلافَ على الرسل بالمعصية ، كما أخبرنا الله عن بني إسرائيل من مخالفتهم أمر موسى في الجهاد وغيره ، وفي كثرة سؤالهم عن صفات البقرة. لكن هذا الاختلاف على الأنبياء : هو - والله أعلم - مخالفة الأنبياء ، كما يقول : اختلف الناس " .
الشيخ : كما يقال نسخة .
القارئ : " كما يقال : اختلف الناس على الأمير إذا خالفوه .
والاختلاف الأول : مخالفة بعضهم بعضا وإن كان الأمران متلازمين أو أن الاختلاف عليه هو الاختلاف فيما بينهم ، فإن اللفظ يحتمله ثم الاختلاف كله قد"
.
الشيخ : لكن الظاهر المعنى الأول الاختلاف على الشيء غير الاختلاف معه وغير الاختلاف معه ولهذا جاء في الحديث : ( إنما جُعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه ) فكأنه مضمن معنى المخالفة والمباعدة عنه ولذلك كان القول الراجح أنه يصح أن يصلي الإنسان صلاة العصر خلف من يصلي الظهر أو بالعكس لأن هذا اختلاف في النية وليس اختلافا على الإمام الاختلاف على الإمام ألا تركع إذا ركع ولا تسجد إذا سجد وأن تقوم إذا جلس وما أشبه ذلك فيُفرق بين الاختلاف على الشيء يعني المخالفة له وبين الاختلاف بين الناس فهذا قد يكون اختلاف في الرأي ولكن ليس مخالفة هذا هو الأقرب والتلازم قد يكون أحياناً أي أنه إذا حصل الاختلاف بين الناس حصل الاختلاف عليهم نعم .