القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فإن القوم تنازعوا في علة فعل الله سبحانه وتعالى لما فعله ، فأرادوا أن يثبتوا شيئا يستقيم لهم به تعليل فعله ، بمقتضى قياسه سبحانه على المخلوقات ، فوقعوا في غاية الضلال ؛ إما بأن فعله ما زال لازما له ، وإما بأن الفاعل اثنان ؛ وإما بأنه يفعل البعض ، والخلق يفعلون البعض ، وإما بأن ما فعله لم يأمر بخلافه ، وما أمر به لم يقدر خلافه وذلك حين عارضوا بين فعله وأمره ، حتى أقر فريق بالقدر وكذبوا بالأمر ، وأقر فريق بالأمر وكذبوا بالقدر ، حين اعتقدوا جميعا أن اجتماعهما محال ، وكل منهما مبطل بالتكذيب بما صدق به الآخر، وأكثر ما يكون ذلك لوقوع المنازعة في الشيء قبل إحكامه وجمع حواشيه وأطرافه ولهذا قال : " ما عرفتم منه فاعملوا به ، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه ". والغرض بذكر هذه الأحاديث التنبيه من الحديث على مثل ما في القرآن من قوله تعالى : { وخضتم كالذي خاضوا }. ومن ذلك : ما روى الزهري عن سنان بن أبي سنان الدؤلي عن أبي واقد الليثي أنه قال : " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ، ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينيطون بها أسلحتهم يقال لها : ذات أنواط ، فمررنا بسدرة فقلنا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر! إنها السنن قلتم - والذي نفسي بيده - كما قالت بنو إسرائيل لموسى { اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهةٌ قال إنكم قومٌ تجهلون } لتركبن سنن من كان قبلكم " رواه مالك والنسائي والترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح ولفظه " لتركبن سنة من كان قبلكم " ." حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في * اقتضاء الصراط المستقيم * : " فإن القوم تنازعوا في علة فعل الله سبحانه وتعالى لما فعله ، فأرادوا أن يثبتوا شيئاً يستقيم لهم به تعليل فعله ، بمقتضى قياسِه على المخلوقات ، فوقعوا في غاية الضلال ، إما بأن فعله ما زال لازماً له ، وإما بأن الفاعل اثنان ، وإما بأنه يفعل البعض ، والخلقَ يفعلون البعض ، وإما بأن ما فعله لم يأمر بخلافه ، وما أمر به لم يقدر خلافه وذلك حين عارضوا بين فعله وأمره ، حتى أقر فريق بالقدر وكذبوا بالأمر ، وأقر فريق بالأمر وكذبوا بالقدر ، حين اعتقدوا جميعاً أن اجتماعهما محال ، وكل منهما مبطل " .
الشيخ : حين ولا حتى ؟
القارئ : حين .
الشيخ : كل النسخ؟ عندي حتى .
القارئ : أشار إلى نسخة حتى .
الشيخ : لا حين أحسن نعم .
القارئ : " حين اعتقدوا جميعاً أن اجتماعهما محال ، وكل منهما مبطل بالتكذيب بما صدق به الآخر، وأكثر ما يكون ذلك لوقوع المنازعة في الشيء القليل قبل إحكامه وجمع حواشيه" .
الشيخ : إيش؟ لوقوع
القارئ : "وأكثر ما يكون ذلك لوقوع المنازعة في الشيء القليل قبل إحكامه"
الشيخ : عندنا في الشيء قبل إحكامه، القليل الظاهر أنها زائدة إي نعم "الشيء قبل إحكامه ".
القارئ : " وأكثر ما يكون ذلك لوقوع المنازعة في الشيء قبل إحكامه وجمع حواشيه وأطرافه ولهذا قال : ( ما عرفتم منه فاعملوا به ، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه ).
والغرض بذكر هذه الأحاديث التنبيه من الحديث على مثل ما في القرآن من قوله تعالى : (( وخضتم كالذي خاضوا )) .
ومن ذلك : ما روى الزهري عن سنان بن أبي سنان الدؤلي عن أبي واقد الليثي أنه قال : ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حُنين ، ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها : ذات أنواط ) "
.
الشيخ : ينوطونها أي يعلقونها نعم .
القارئ : " ( يقال لها : ذات أنواط ، فمررنا بسدرة فقلنا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر! إنها السنن قلتم - والذي نفسي بيده - كما قالت بنو إسرائيل لموسى : (( اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهةٌ قال إنكم قومٌ تجهلون )) لتركبن سنن من كان قبلكم ) رواه مالك والنسائي والترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح ولفظه : ( لتركبن سنةَ من كان قبلكم ) وقد قدمت ما خرجاه" ..
الشيخ : وهذا اللفظ يدل على أنها سُنن على أنها بالضم أقرب لأن السَّنن طريق، سُنن جمع سنة .