القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فهذا الحديث يدل على كثرة ما شرعه الله لنبيه من مخالفة اليهود بل على أنه خالفهم في عامة أمورهم حتى قالوا: ما يريد أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه. ثم إن المخالفة كما سنبينه تارة تكون في أصل الحكم وتارة في وصفه. ومجانبة الحائض : لم يخالفوا في أصله بل خولفوا في وصفه حيث شرع الله مقاربة الحائض في غير محل الأذى ، فلما أراد بعض الصحابة أن يعتدي في المخالفة إلى ترك ما شرعه الله ، تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الباب - باب الطهارة - كان على اليهود فيه أغلال عظيمة فابتدع النصارى ترك ذلك كله حتى إنهم لا ينجسون شيئا ، بلا شرع من الله فهدى الله الأمة الوسط بما شرعه لها إلى وسط من ذلك وإن كان ما كان عليه اليهود كان أيضا مشروعا ، فاجتناب ما لم يشرع الله اجتنابه مقاربة لليهود وملابسة ما شرع الله اجتنابه مقاربة للنصارى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ". حفظ
القارئ : أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب * اقتضاء الصراط المستقيم * : " فهذا الحديث يدل على كثرة ما شرعه الله لنبيه من مخالفة اليهود بل على أنه خالفهم في عامة أمورهم حتى قالوا : ما يريد أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه.
ثم إن المخالفة كما سنبينه تارة تكون في أصل الحكم وتارة في وصفه.
ومجانبة الحائض : لم يخالفوا في أصله بل خولفوا في وصفه حيث شرع الله مقاربة الحائض في غير محل الأذى ، فلما أراد بعض الصحابة أن يعتدي في المخالفة إلى ترك ما شرعه الله ، تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الباب - باب الطهارة - كان على اليهود فيه أغلال عظيمة فابتدع النصارى ترك ذلك كلّه حتى إنهم لا "
..
الشيخ : كلِّه
القارئ : " فابتدع النصارى ترك ذلك كلّه حتى إنهم لا ينجسون شيئاً ، بلا شرع من الله فهدى الله الأمة الوسط بما شرعه الله إلى وسط من ذلك وإن كان ما كان عليه اليهود كان أيضاً مشروعا ، فاجتناب ما لم يشرع الله اجتنابَه مقاربة لليهود وملابسة ما شرع الله اجتنابه مقاربة للنصارى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ".
الشيخ : اليهود والنصارى طرفا نقيض في مسألة الطهارة اليهود يشددون تشديداً عظيما فلا يقربون الحائض ولا يواكلونها والنصارى بالعكس وكذلك قيل إن اليهود لا يغسلون الثياب إذا أصابته النجاسة وإنما يقرضونها بالمقراض ولا يُطهرها الماء عندهم والنصارى بالعكس يصلون وثيابهم ملوثة بالأذى والقذر ولا يتطهرون هذه الأمة والحمد لله صارت وسطاً بين هؤلاء وهؤلاء وعلى هذا فمن تهاون في باب الطهارة صار مقاربا لمن ؟ للنصارى ومن تشدد صار مقارباً لليهود والوسط هو خير الأمور نعم .