بيان أن السلف كانوا يتورعون عن الشيء ولا ينهون عنه الناس. حفظ
الشيخ : هو سبق لنا قصة الإمام أحمد في لباس النعل السندي أنه كان لا يلبسُه لكنه لا ينهى غيره وذكرنا أن هذا من عمل السلف أن الإنسان يتورع عن الشيء ولكنه لا ينهى غيره فهمتم سواء كان ذلك التورع تورعاً دينياً أو لكراهة نفسية فالكراهة النفسية ككراهة النبي صلى الله عليه وسلم الضب مع إذنه في أكله والكراهة الشرعية كما ذكر عن أحمد وكما ذكر عن عبيدة السلماني مع البراء بن عازب رضي الله عنه حين حدث ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل ماذا يُتقى من الضحايا فقال : أربع وأشار بأصابعه صلوات الله وسلامه عليه: العوراء البين عورها والعرجاء البين ضلعها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تُنقي فقال له عبيدة : أنا أكره أن يكون في الأذن نقص أو في القرن نقص قال : ما كرهت فدعه ولا تحرمه على غيرك ) وهذا يقع كثيراً، إنسان مثلا تحرز في نفسه لكن نظر إلى أنه ليس عنده أدلة تكون حجة له عند الله عز وجل لا ينهى الناس عن ذلك أو لا يوجبه عليهم وهذه مسألة ينبغي لطالب العلم أن ينتبه لها لأنه لو منع عباد الله من شيء لم يتيقن أو يغلب على ظنه أن الله منعه فسوف يحاسبه الله يوم القيامة يقول : لم منعت عبادي من شيء لم يبلغك أني منعتُه وهذه مسألة يعني يجب أن يتفطن لها طالب العلم فمسائل الاحتياط غير مسائل ما قام عليه الدليل الاحتياط لنفسك اعمل ما شئت، ما لم يصل لحد التنطع وأما إفتاء الناس فتحرز منه كثيراً نعم .