القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فحذر أبو موسى القراء عن أن يطول عليهم الأمد، فتقسو قلوبهم . ثم لما كان نقض الميثاق يدخل فيه نقض ما عهد إليهم من الأمر والنهي، وتحريف الكلم عن مواضعه، بتبديل وتأويل كتاب الله أخبر ابن مسعود بما يشبه ذلك. فروى الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن الربيع بن عميلة الفزاري حدثنا عبد الله حديثا ما سمعت حديثا هو أحسن منه إلا كتاب الله، أو رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد قست قلوبهم، فاخترعوا كتابا من عند أنفسهم، اشتهته قلوبهم، واستحلته أنفسهم، وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم، حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، كأنهم لا يعلمون، فقالوا اعرضوا هذا الكتاب على بني إسرائيل فإن تابعوكم فاتركوهم، وإن خالفوكم فاقتلوهم، ثم قالوا : لا، بل أرسلوا إلى فلان رجل من علمائهم، فاعرضوا عليه هذا الكتاب، فإن تابعكم فلن يخالفكم أحد بعده وإن خالفكم فاقتلوه، فلن يختلف عليكم بعده أحد، فأرسلوا إليه، فأخذ ورقة فكتب فيها كتاب الله، ثم جعلها في قرن، ثم علقها في عنقه، ثم لبس عليها الثياب، ثم أتاهم فعرضوا عليه الكتاب، فقالوا : أتؤمن بهذا ؟ فأوما إلى صدره فقال : آمنت بهذا، ومالي لا أومن بهذا ؟ - يعني الكتاب الذي في القرن- فخلوا سبيله وكان له أصحاب يغشونه، فلما مات نبشوه فوجدوا القرن، فوجدوا فيه الكتاب، فقالوا : ألا ترون قوله : آمنت بهذا، وما لي لا أومن بهذا ؟ إنما عنى هذا الكتاب، فاختلف بنو إسرائيل على بضع وسبعين ملة، وخير مللهم : أصحاب ذي القرن " قال عبد الله : " وإن من بقي منكم سيرى منكرا، وبحسب امرئ يرى منكرا لا يستطيع أن يغيره، أن يعلم الله من قلبه أنه له كاره ". حفظ
القارئ : " فحذر أبو موسى القراء عن أن يطول عليهم الأمد، فتقسو قلوبهم . ثم لما كان نقض الميثاق يدخل فيه نقض ما عُهد إليهم من الأمر والنهي وتحريف الكلم" ..
الشيخ : وما عهد الله .
القارئ : ما عهد الله إليهم؟ .
الشيخ : إي نسخة؟ عندكم إذا كان ما ذكره ... نسخة .
القارئ : كتبتها يا شيخ، سجلتها نسخة " ثم لما كان نقض الميثاق يدخل فيه نقض ما عهد إليهم من الأمر والنهي، وتحريف الكلم عن مواضعه، بتبديل وتأويل كتاب الله أخبر ابن مسعود بما يُشبه ذلك.
فروى الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن الربيع بن عميلة الفزاري حدثنا عبد الله حديثا ما سمعت حديثا هو أحسن منه إلا كتاب الله، أو رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد قست قلوبهم، فاخترعوا كتاباً من عند أنفسهم، اشتهته قلوبهم، واستحلته أنفسهم ) "

الشيخ : واستحلته
القارئ : " ( واستحلته أنفسهم وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم، حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، كأنهم لا يعلمون، فقالوا : اعرضوا هذا الكتاب على بني إسرائيل فإن تابعوكم فاتركوهم، وإن خالفوكم فاقتلوهم، ثم قالوا : لا، بل أرسلوا إلى فلان رجلٍ من علمائهم، فاعرضوا عليه هذا الكتاب، فإن تابعكم فلن يخالفكم أحد بعده وإن خالفكم فاقتلوه، فلن يختلف عليكم بعده أحد، فأرسلوا إليه، فأخذ ورقة فكتب فيها كتاب الله، ثم جعلها في قرن، ثم علقها في عنقه، ثم لبس عليها الثياب، ثم أتاهم فعرضوا عليه الكتاب، فقالوا : أتؤمن بهذا ؟ فأومأ إلى صدره فقال : آمنت بهذا، ومالي لا أومن بهذا ؟ - يعني الكتاب الذي في القرن- فخلوا سبيله وكان له أصحاب يغشونه، فلما مات نبشوه فوجدوا القرن، فوجدوا فيه الكتاب، فقالوا : ألا ترون قوله : آمنت بهذا، وما لي لا أومن بهذا ؟ إنما عنى هذا الكتاب، فاختلف بنو إسرائيل على بضع وسبعين ملة، وخير مللهم : أصحاب ذي القرن . قال عبد الله : وإن من بقي منكم سيرى منكراً، وبحسب امرئ يرى منكرا لا يستطيع أن يغيره، أن يَعلم الله من قلبه أنه له كاره ) " .
الشيخ : الله أكبر كلام عظيم من عبد الله بن مسعود وما أشبه كلامه بكلام النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأت كلامه الذي من عنده تقول يخرج من مشكاة النبوة انظر إلى قوله في صلاة الجماعة : ( إن الله تعالى شرع لنبيه سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ) وذكر الحديث بطوله إذا قرأته تقول لولا أنه ثابت أنه من قول ابن مسعود لكان تحكم بأنه من قول الرسول وهذه الجملة الأخيرة هذه من أهم ما يكون أن من رأى منكرا لا يستطيع أن يغيره فإنه إذا علم الله من قلبه أنه لو قدر لغيره سلم منه الحيلة التي ذكرها هذا العالم جائزة أو غير جائزة ؟
الطالب : جائزة
الشيخ : نعم هو يعرف إنه لو قال لا قتلوه ولو وافقهم لخان كتاب الله فتحيل بهذه الحيلة جعلها في قرن وعلقها في صدره وقال أنا أومن بهذا فهم ظنوا إنه يؤمن بهذا يعني بكتابهم وأنه هو الذي في قلبه فتركوه ولكن الله تعالى بين الحق حينما مات نبشوه ووجدوا هذا الكتاب واختلفوا فيه وهذا مما يدل على ما ذكرناه في التفسير أن بني إسرائيل لا يوثق بما عنده من الكتب لأنهم نسوا كثيراً منها نسوه علماً ونسوه عملاً .