القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ولما نهى الله عن التشبه بهؤلاء الذين قست قلوبهم، ذكر أيضا في آخر السورة حال الذين ابتدعوا الرهبانية، فما رعوها حق رعايتها فعقبها بقوله : { اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورًا تمشون به ويغفر لكم والله غفورٌ رحيمٌ لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيءٍ من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم } فإن الإيمان بالرسول : تصديقه وطاعته واتباع شريعته، وفي ذلك مخالفة للرهبانية ؛ لأنه لم يبعث بها، بل نهى عنها، وأخبر : أن من اتبعه كان له أجران، وبذلك جاءت الأحاديث الصحيحة، من طريق ابن عمر وغيره، في مثلنا ومثل أهل الكتاب . وقد صرح صلى الله عليه وسلم بذلك فيما رواه أبو داود في سننه، من حديث ابن وهب ، أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء: أن سهل بن أبي أمامة حدثه أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم، فإن قوما شددوا على أنفسهم، فشدد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات، رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ". هذا الذي في رواية اللؤلؤي عن أبي داود ، وفي رواية ابن داسة عنه : " أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة، في زمان عمر بن عبد العزيز، وهو أمير بالمدينة، فإذا هو يصلي صلاة خفيفة، كأنها صلاة المسافر، أو قريبا منها، فلما سلم قال : يرحمك الله، أرأيت هذه الصلاة المكتوبة أم شيء تنفلته ؟ قال : إنها للمكتوبة، وإنها لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقول : " لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم، فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات رهبانية ابتدعوها، ما كتبناها عليهم " . ثم غدا من الغد، فقال : ألا تركب لتنظر ولتعتبر؟ قال: نعم، فركبوا جميعا، فإذا بديارٍ باد أهلها وانقضوا وفنوا، خاوية على عروشها، قال: أتعرف هذه الديار ؟ فقال: نعم، ما أعرفني بها وبأهلها، هؤلاء أهل ديار أهلكهم الله ببغيهم وحسدهم ؛ إن الحسد يطفئ نور الحسنات، والبغي يصدق ذلك أو يكذبه، والعين تزني والكف، والقدم، والجسد، واللسان، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه." فأما سهل بن أبي أمامة، فقد وثقه يحيى بن معين وغيره، وروى له مسلم وغيره . أما ابن أبي العمياء فمن أهل بيت المقدس ما أعرف حاله، لكن رواية أبي داود للحديث، وسكوته عنه : يقتضي أنه حسن عنده، وله شواهد في الصحيح. فأما ما فيه من وصف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتخفيف : ففي الصحيحين عنه - أعني : أنس بن مالك - قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجز الصلاة ويكملها ". وفي الصحيحين أيضا عنه قال: " ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة، ولا أتم من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ". زاد البخاري: " وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف، مخافة أن تفتتن أمه ". حفظ
القارئ : " ولما نهى الله عن التشبه بهؤلاء الذين قست قلوبهم، وذكر أيضا في آخر السورة حال الذين ابتدعوا الرهبانية " .
الشيخ : ها .
القارئ : عندي ذكر بدون واو
الشيخ : وذكر ذكر أيضاً وعندي: ذكر أيضا في أواخر السورة .
القارئ : لكن ما عندكم واو يا شيخ ؟
الشيخ : لا ما عندي واو .
القارئ : أشيلها ؟
الشيخ : إي نعم عندكم في أواخر السورة أواخر جمع .
القارئ : آخر .
الشيخ : طيب نسخة .
القارئ : " ذكر أيضاً في آخر السورة حال الذين ابتدعوا الرهبانية : فما رعوها حق رعايتها فعقبها بقوله : (( اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورًا تمشون به ويغفر لكم والله غفورٌ رحيمٌ * لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيءٍ من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )) ".
الشيخ : في قوله : (( لئلا يعلم )) أي ليعلم أي ليعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيءٍ من فضل الله فلا هنا زائدة للتوكيد كهي في قوله تعالى : (( فلا أقسم بيوم القيامة )) (( لا أقسم بهذا البلد )) فاللام زائدة للتنبيه قصدي فلا زائدة للتنبيه .
القارئ : " فإن الإيمان بالرسول : تصديقه وطاعته واتباع شريعته، وفي ذلك مخالفة للرهبانية ، لأنه لم يبعث بها، بل نهى عنها، وأخبر : أن من اتبعه كان له أجران، وبذلك جاءت الأحاديث الصحيحة، من طريق ابن عمر وغيره، في مثلنا ومثل أهل الكتاب ."
الشيخ : في
القارئ : في مِثلنا
الشيخ : مَثَلنا
القارئ : "وبذلك جاءت الأحاديث الصحيحة، من طريق ابن عمر وغيره، في مَثَلنا وقد صرح صلى الله عليه وسلم بذلك فيما رواه أبو داود في * سننه *، من حديث ابن وهب ، أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء : ( أن سهل بن أبي أمامة حدثه أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم، فإن قوما شددوا على أنفسهم، فشدد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات، رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ) .
هذا الذي في رواية اللؤلؤي عن أبي داود ، وفي رواية ابن داسة عنه : ( أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة، في زمان عمر بن عبد العزيز، وهو أمير المدينة، فإذا هو يصلي صلاة خفيفة، كأنها صلاة المسافر، أو قريبا منها، فلما سلم قال : يرحمك الله، أرأيت هذه الصلاة المكتوبة أم شيء تنفلته ؟ قال : إنها للمكتوبة، وإنها لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقول : لا تُشددوا على أنفسكم فيُشدد الله عليكم ) "
.
الشيخ : يشدَّد، عندك فيها لفظ الجلالة .
القارئ : نعم وقال : " في نسخة في أ وب وط لم يذكر اسم الجلالة في الموضعين " .
الشيخ : إذن نسخة نعم .
القارئ : ( كان يقول : لا تشددوا على أنفسكم فَيُشدد الله عليكم ، فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدَّد الله عليهم فتلك بقاياها في الصوامع ) .
الشيخ : بقاياهم .
القارئ : تصحيح يا شيخ ؟
الشيخ : إي صحِّ
القارئ : " ( فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات رهبانية ابتدعوها، ما كتبناها عليهم . ثم غدا من الغد، فقال : ألا تركب لتنظُر ولتعتبر ؟ قال : نعم، فركبوا جميعاً، فإذا بديارٍ باد أهلها وانقضوا ) "
الشيخ : بادَ
القارئ : " ( فإذا بديار باد أهلها وانقضوا وفنوا، خاوية على عروشها، قال : أتعرف هذه الديار ؟ فقال : نعم، ما أعرفني بها وبأهلها، هؤلاء أهل ديارٍ أهلكهم الله ببغيهم وحسدهم ) " .
الشيخ : أنا عندي فقال : ما أعرَفهم . ( قال أتعرف هذه الديار ؟ قا ما أعرَفهم )
القارئ : في نسخة أ وب وط فقال : ما أعرفني . وفي أبي داود فقلت : ما أعرفني .
الشيخ : طيب .
القارئ : " ( فقال : نعم، ما أعرفني بها وبأهلها، هؤلاء أهل ديار أهلكهم الله ببغيهم وحسدهم ، إن الحسد يطفئ نور الحسنات، والبغي يصدق ذلك أو يكذبه، والعين تزني والكف، والقدم، والجسد، واللسان، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) " .
فأما سهل بن أبي أمامة، فقد وثقه يحيى بن معين وغيره، وروى له مسلم وغيره . وأما ابن أبي العمياء فمن أهل بيت المقدس ما أعرف حاله، لكن رواية أبي داود للحديث، وسكوته عنه : يقتضي أنه حسن عنده، وله شواهد في الصحيح.
فأما ما فيه من وصف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتخفيف : ففي * الصحيحين * عنه - أعني : عن أنس بن مالك - قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجز الصلاة ويُكملها ) .
وفي * الصحيحين * أيضا عنه قال : ( ما صليتُ وراء إمام قط أخفَّ صلاة، ولا أتم من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ) . زاد البخاري : ( وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف، مخافة أن تَفتتن أمه ) " .