القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وروى مسلم في صحيحه من حديث جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي مع أمه، وهو في الصلاة، فيقرأ بالسورة الخفيفة أو بالسورة القصيرة ". فبين أن التخفيف الذي كان يفعله هو تخفيف القراءة، وإن كان ذلك يقتضي ركوعا وسجودا يناسب القراءة، ولهذا قال : " كانت صلاته متقاربة " أي يقرب بعضها من بعض . وصدق أنس: فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بنحو الستين إلى المائة، يقرأ في الركعتين بطول المفصل بـ : الم . تنزيل، وهل أتى، وبالصافات، وبقاف ؛ وربما قرأ أحيانا بما هو أطول من ذلك، وأحيانا بما هو أخف. فأما عمر رضي الله عنه، فكان يقرأ في الفجر بيونس، وهود، ويوسف، ولعله علم أن الناس خلفه يؤثرون ذلك ". حفظ
القارئ : وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب * اقتضاء الصراط المستقيم * : " وروى مسلم في * صحيحه * من حديث جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَسمع بكاء الصبي مع أمه، وهو في الصلاة، فيقرأ بالسورة الخفيفة أو بالسورة القصيرة ) .
فبين أن التخفيف الذي كان يفعلُه هو تخفيف القراءة، وإن كان ذلك يقتضي ركوعاً وسجوداً يناسب القراءة، ولهذا قال : ( كانت صلاته متقاربة ) أي يقرُب بعضها من بعض .
وصدق أنس : فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ في الفجر بنحو الستين إلى المائة، يَقرأ في الركعتين بطوال المفصل ب (( الم . تنزيل )) و ((هل أتى ))، وبالصافات، وب ((ق)) ، وربما قرأ أحياناً بما هو أطول من ذلك، وأحيانا بما هو أخف.
فأما عمر رضي الله عنه، فكان يقرأ في الفجر بيونس، وهود، ويوسف، ولعله علم أن الناس خلفه يؤثرون ذلك "
.
الشيخ : يعني يؤثرون ذلك أي يرغبونه وإذا كان الناس وراء الإمام يرغبون التطويل فلا بأس أن يطول أكثر مما كان يعتاده، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء ) والذي يختار الجماعة أن يطول فيهم كأنما صلى لنفسه نعم .
القارئ : " فأما عمر رضي الله عنه، فكان يقرأ في الفجر بيونس، وهود، ويوسف، ولعله علم أن الناس خلفه يؤثرون ذلك ".