شرح حديث البراء، وذكر بعض فوائده. والرد على من ينكر إقامة الحدود. حفظ
الشيخ : التحميم تعرفونه؟ تسويد؟
الطالب : الوجه
الشيخ : تسويد الوجه حتى يكون كالحُمَمَة يعني الفحمة والفحمة سوداء وهذا يقيمونه على الشريف والوضيع لكن الرجم لو أقاموه على الشريف أعدموا أشرافهم وهذا من جهلهم بلا شك وذلك لأنهم لو أقاموه على شريف واحد امتنع البقية أو أكثر البقية حتى لا يُوجد لكن هذا الفكر الخاطئ سرى إلى بعض الناس المعاصرين المستغربين قالوا لو قطعنا يد السارق لكان نصف الشعب أشل يعني ليس له إلا يد نقول هذا من الخطأ لو قطعتم يد السارق لمنعتم مئات السراق فلا يكون نصف الشعب أشل أو أعضل لكن هذا تصوركم الخاطئ كالذي قال لو قتلنا القاتل لزدنا الطين بلة يكون المقتول واحدا والقاتل اثنين نقول هذا خطأ فادح لأن الله يقول : (( ولكم في القصاص حياة )) لو قتلتم القاتل لحيي الناس ولم يقتل أحد أحداً ولكن هذا من التصور الفاشل الظالم .
وفيه دليل على أن التصريح بالشيء وسيلة إلى الحق هؤلاء لما صرحوا العالم الذي دعاه الرسول عليه الصلاة والسلام صار وسيلة إلى الحق أعلم النبيُّ عليه الصلاة والسلام أنه أول من أحيا أمر الله
وفيه دليل على أن من أعاد ما اندرس من السنة يُعتبر محييا لها لقوله : ( اللهم إني أول من أحيا أمرك ) وبهذا نعرف السر في قول أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه حين جمع الناس على إمام واحد في قيام رمضان قال : ( نعمت البدعة هذه ) فسماها بدعة لأنه أقامها بعد أن إيش ؟ بعد أن تُركت .
وفيه أيضا أنه تجب إقامة الحد على أهل الذمة فيما يعتقدون تحريمه، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أقامه عليهم.
وفيه أيضا دليل على أن الرجم في هذه الأمة وفي غيرها من أهل الوحي المنزل .
وفيه أيضاً إشكال كيف دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاطلاع على ما في كتابهم ؟ هل نقول مثلا إذا تحاكم أهل الكتاب إلينا نرجع في الحكم إلى ما في كتابهم أو إلى ما في كتابنا ؟ إلى ما في كتابنا لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد أن يُقيم الحجة عليهم ويخزيهم ويكشف عوارهم بأن هذا الأمر الذي أنكروه وبدلوه كان موجودا في كتابهم وهذا من السياسة في نكاية العدو أن تجعله يستفّ من رماد ناره وفي الحديث أيضاً فوائد كثيرة نعم .