القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وأما العظم: فيجوز أن يكون نهيه عن التذكية به، كنهيه عن الاستنجاء به؛ لما فيه من تنجيسه على الجن، إذ الدم نجس، وليس الغرض هنا ذكر مسألة الذكاة بخصوصها فإن فيها كلاما ليس هذا موضعه. وأيضا، في الصحيحين عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال : " البحيرة التي يمنح درها للطواغيت، فلا يحلبها أحد من الناس، والسائبة: كانوا يسيبونها لآلهتهم، لا يحمل عليها شيء " ، وقال : قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، كان أول من سيب السوائب ". وروى مسلم، من حديث سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف ، أخا بني كعب، وهو يجر قصبه في النار ". وللبخاري، من حديث أبي صالح عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف، أبو خزاعة " . هذا من العلم المشهور : أن عمرو بن لحي هو أول من نصب الأنصاب حول البيت، ويقال : إنه جلبها من البلقاء ، من أرض الشام، متشبها بأهل البلقاء، وهو أول من سيب السائبة، ووصل الوصيلة، وحمى الحام، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه " يجر قصبه في النار " وهي الأمعاء ومنه سمي القصاب بذلك ؛ لأنها تشبه القصب، ومعلوم أن العرب قبله كانوا على ملة أبيهم إبراهيم على شريعة التوحيد، والحنيفية السمحة، دين أبيهم إبراهيم . فتشبه عمرو بن لحي - وكان عظيم أهل مكة يومئذ ؛ لأن خزاعة كانوا ولاة البيت قبل قريش، وكان سائر العرب متشبهين بأهل مكة ؛ لأن فيها بيت الله، وإليها الحج، ما زالوا معظمين من زمن إبراهيم عليه السلام -، فتشبه عمرو بمن رآه في الشام، واستحسن بعقله ما كانوا عليه، ورأى أن في تحريم ما حرمه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام، تعظيما لله ودينا، فكان ما فعله أصل الشرك في العرب، أهل دين إبراهيم، وأصل تحريم الحلال، وإنما فعله متشبها فيه بغيره من أهل الأرض، فلم يزل الأمر يتزايد ويتفاقم حتى غلب على أفضل الأرض الشرك بالله عز وجل، وتغيير دينه، إلى أن بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم، فأحيا ملة إبراهيم عليه السلام وأقام التوحيد، وحلل ما كانوا يحرمونه . وفي سورة الأنعام، من عند قوله تعالى : { وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا } إلى قوله : { قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهًا بغير علمٍ وحرموا ما رزقهم الله } إلى آخر السورة، خطاب مع هؤلاء الضرب ؛ ولهذا يقول تعالى في أثنائها : { سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيءٍ }. ومعلوم أن مبدأ هذا التحريم : ترك الأمور المباحة تدينا، وأصل هذا التدين : هو من التشبه بالكفار، وإن لم يقصد التشبه بهم . فقد تبين لك : أن من أصل دروس دين الله وشرائعه، وظهور الكفر والمعاصي : التشبه بالكافرين، كما أن من أصل كل خير : المحافظة على سنن الأنبياء وشرائعهم، ولهذا عظم وقع البدع في الدين، وإن لم يكن فيها تشبه بالكفار، فكيف إذا جمعت الوصفين ؟". حفظ
القارئ : " وأما العظم : فيجوز أن يكون نهيُه عن التذكية به، كنهيه عن الاستنجاء به، لما فيه من تنجيسه على الجن، إذ الدم نجس، وليس الغرض هنا ذكر مسألة الذكاة بخصوصها فإن فيها كلاماً ليس هذا موضعه."
الشيخ : موضعَه
القارئ : " ليس هذا موضعَه، وأيضا ففي * الصحيحين * عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال : البحيرة التي يمنع درها للطواغيت، فلا يحلبها أحد من الناس، والسائبة : كانوا يسيبونها لآلهتهم، لا يُحمل عليها شيء ، وقال : قال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجرُّ قصبه في النار، كان أول من سيب السوائب ).
وروى مسلم، من حديث سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف ، أخا بني كعب، وهو يجر قُصبه في النار ).
وللبخاري، من حديث أبي صالح عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( عمرو بن لحي بن قُمعة بن خِندف، أبو خزاعة ) .
هذا من العلم المشهور : أن عمرو بن لحي هو أولُ من نصب الأنصاب حول البيت، ويقال : إنه جلبها من البلقاء ، من أرض الشام، متشبها بأهل البلقاء، وهو أول من سيبَ السائبة، ووصل الوصيلة، وحمى الحام "
.
الشيخ : أنا عندي الحامي وحمى الحامية بالياء .
الطالب : حامي .
الشيخ : نعم هذا مقتضى القواعد .
الطالب : أصحح يا شيخ ؟
الشيخ : نعم .
القارئ : " وحمى الحامي ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه رآه يجر قصبه في النار ) وهي الأمعاء ومنه سمي القصاب بذلك ، لأنها تُشبه القصب، ومعلوم أن العَرب قبله كانوا على ملة أبيهم إبراهيم على شريعة التوحيد، والحنيفية السمحة، دين أبيهم إبراهيم .
فتشبهوا بعمرو بن لحي - وكان عظيم أهل مكة يومئذ ، لأن خُزاعة كانوا ولاة "
.
الشيخ : عندك ... عندكم ؟ نعم .
الطالب : ...
الطالب : فتشبه عمرو بن لحي
الشيخ : كيف ؟
الطالب : فتشبه عمرو بن لحي
الشيخ : واللي قرأ؟
الطالب : تشبهوا
الشيخ : تشبه بالإفراد؟ الظاهر أن تشبهوا أقرب إلى الصواب .
القارئ : بعدها فيه تتمة الكلام لعل هذا كله جملة اعتراضية قال فيما بعد : " فتشبه عمرو بمن رآه في الشام " كأن الأولى جملة اعتراضية هذه الطويلة الكلام الطويل، ... ثم قال بعد ذلك بسطرين .
الشيخ : هو على كل حال كلاهما له وجه لكن تشبهوا أقرب نعم .
القارئ : " فتشبهوا بعمرو بن لحي - وكان عظيم أهل مكة يومئذ ، لأن خزاعة كانوا ولاة البيت قبل قريش، وكان سائر العرب متشبهين بأهل مكة ، لأن فيها بيتَ الله، وإليها الحج، ما زالوا مُعظمين من زمن إبراهيم عليه السلام -، فتشبه عمرو بمن رآه في الشام، واستحسن بعقله ما كانوا عليه، ورأى أن في تحريم ما حرمه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام " .
الشيخ : والوصيل ولا وصيلة
القارئ : وصيلة
الشيخ : نعم
القارئ : "والوصيلة والحامي تعظيماً لله "
الشيخ : والحامي
القارئ : بالياء ؟
الشيخ : بالياء أصلها منقوص .
القارئ : " والوصيلة والحامي تعظيماً لله ودينا، فكان ما فعله أصلَ الشرك في العرب، أهل دين إبراهيم، وأصل تحريم الحلال، وإنما فعله متشبها فيه بغيره من أهل الأرض، فلم يزل الأمر يتزايد ويتفاقم حتى غلب على أفضل الأرض الشرك بالله عز وجل، وتغيير دينه، إلى أن بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم، فأحيا ملة إبراهيم عليه السلام وأقام التوحيد، وحلل ما كانوا يحرمونه .
وسورة الأنعام، من عند قوله تعالى : (( وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا )) إلى قوله : (( قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهًا بغير علمٍ وحرموا ما رزقهم الله )) السورة "
.
الشيخ : عندي إلى آخر السورة إلى آخر السورة .
القارئ : " إلى آخر السورة خطاب مع هؤلاء الضرب ، ولهذا يقول تعالى في أثنائها : (( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا )) ".
الشيخ : أنا عندي (( وقال الذين أشركوا )) الظاهر سيقول اللي في الأنعام سيقول صحِحوه اللي عنده وقال يكتب .
القارئ : " ولهذا يقول تعالى في أثنائها : (( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيءٍ )) .
ومعلوم أن مبدأ هذا التحريم : ترك الأمور المباحة تدينا، وأصل هذا التّدين : هو من التشبه بالكفار، وإن لم يُقصد التشبه بهم . فقد تبين لك أن من أصل دروس دين الله وشرائعه، وظهور الكفر والمعاصي : التشبه بالكافرين،"

الشيخ : التشبهَ بالنصب ، من أصل ، التشبه
القارئ : نعم " فقد تبين لك أن من أصل دروس دين الله وشرائعه، وظهور الكفر والمعاصي : التشبه بالكافرين كما أن من أصل كل خير " .
الشيخ : ويؤيدُ هذا قوله عليه الصلاة والسلام : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) يعني منهم فيما تشبه به فيهم ومنهم في ما يؤول إليه أمرُه إذا لم يوفقه الله تعالى للتوبة والواقع شاهد بهذا ولذلك تجد أبعد الناس عن الإيمان والإسلام هم الذين اغتروا بمظاهر الكفار وتشبهوا بهم نسأل الله الهداية للجميع .
القارئ : " كما أن من أصل كل خير : المحافظةَ على سُنن الأنبياء " .
الشيخ : مثل هذه القاعدة يعني ينبغي أن تكتبوها عندكم نحن كتبنا المهم من هذا الكتاب في كتيب صغير لكن قد يفوتنا بعض الشيء فلو أنكم مثل هذه القواعد يجعل الإنسان دفتر كلما انتهينا من الدرس يكتب القواعد المهمة لكان هذا طيبا نعم .
القارئ : " كما أن من أصل كل خير : المحافظةَ على سنن الأنبياء وشرائعهم، ولهذا عظم وقع البدع في الدين، وإن لم يكن فيها تَشبه بالكفار، فكيف إذا جمعت الوصفين ؟ " .
الشيخ : يعني البدع في الدين أعظم من كثير من الكبائر لأن فيها تَغيير الدين حتى إن بعض أهل العلم قال : " إن صاحب البدعة لا توبة له " لما يُخلفه بعده من مخالفة الشريعة فلذلك يجب على الإنسان أن يحترز في كل ما يُتعبدُ به لله من عقيدة أو قول أو فعل وألا يجرأَ على الله عز وجل فيَسن في دينه ما ليس منه .