القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وإنما وجه النهي عن مشابهة الأعراب والأعاجم مع ما ذكرناه من الفضل فيهم ، وعدم العبرة بالنسب والمكان مبني على أصل ، وذلك : أن الله سبحانه وتعالى جعل سكنى القرى يقتضي من كمال الإنسان في العلم والدين ، ورقة القلوب ، ما لا يقتضيه سكنى البادية ، كما أن البادية توجب من صلابة البدن والخلق ، ومتانة الكلام مالا يكون في القرى ، هذا هو الأصل . وإن جاز تخلف هذا المقتضى لمانع ، وكانت البادية أحيانا أنفع من القرى ، وكذلك جعل الله الرسل من أهل القرى ، فقال تعالى : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالًا نوحي إليهم من أهل القرى } وذلك لأن الرسل لهم الكمال في عامة الأمور ، حتى في النسب ، ولهذا قال الله سبحانه : { الأعراب أشد كفرًا ونفاقًا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله } ذكر هذا بعد قوله : { إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون. يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون. سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجسٌ ومأواهم جهنم جزاءً بما كانوا يكسبون. يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين. الأعراب أشد كفرًا ونفاقًا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليمٌ حكيمٌ }. فلما ذكر الله المنافقين الذين استأذنوه في التخلف عن الجهاد في غزوة تبوك ، وذمهم وهؤلاء كانوا من أهل المدينة ، قال سبحانه : { الأعراب أشد كفرًا ونفاقًا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله } فإن الخير كله - أصله وفصله - منحصر في العلم والإيمان كما قال سبحانه : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجاتٍ } وقال تعالى : { وقال الذين أوتوا العلم والإيمان } . وضد الإيمان: إما الكفر الظاهر، أو النفاق الباطن ، ونقيض العلم : عدمه فقال سبحانه عن الأعراب : إنهم أشد كفرا ونفاقا من أهل المدينة وأحرى منهم أن لا يعلموا حدود الكتاب والسنة ، والحدود : هي حدود الأسماء المذكورة ، فيما أنزل الله من الكتاب والحكمة ، مثل : حدود الصلاة والزكاة والصوم والحج ، والمؤمن والكافر ، والزاني والسارق والشارب ، وغير ذلك حتى يعرف من الذي يستحق ذلك الاسم الشرعي ممن لا يستحقه ، وما تستحقه مسميات تلك الأسماء : من الأحكام . ولهذا : روى أبو داود وغيره من حديث الثوري: حدثني أبو موسى عن وهب بن منبه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال سفيان مرة : ولا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال : " من سكن البادية جفا ، ومن اتبع الصيد غفل ، ومن أتى السلطان افتتن "." حفظ
القارئ : " وإنما وجه النهي عن مشابهة الأعراب والأعاجم مع ما ذكرناه من الفضل فيهم وعدم العبرة بالنسب والمكان مبني على أصل وذلك أن الله سبحانه وتعالى جعل سكنى القرى يقتضي من كمال الإنسان بالعلم والدين ورقة القلوب ما لا يقتضيه سكنى البادية كما أن البادية توجب من صلابة البدن والخلق ومتانة الكلام ما لا يكون في القرى هذا هو الأصل وإن جاز تخلف هذا المقتضي لمانع وكانت البادية أحيانا أنفع من القرى وكذلك جعل الله الرسل من أهل القرى قال تعالى "
الشيخ : أنا ولذلك جعل الله هكذا عندكم ؟
الطالب : فيه باء وجيم ودال ولذلك
الشيخ : أحسن
القارئ : " ولذلك جعل الله الرسل من أهل القرى فقال تعالى "
الشيخ : (( وما أرسلنا من قبلك ))
القارئ : " فقال تعالى : (( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى )) وذلك لأن الرسل "
الشيخ : أعلنت الساعة
القارئ : في اقتضاء الصراط المستقيم " وكذلك جعل الله الرسل من أهل القرى فقال تعالى : (( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى )) وذلك لأن الرسل لهم الكمال في عامة الأمور حتى في النسب ولهذا قال الله سبحانه "
الشيخ : وذلك لأن الرسل
الطالب : لهم الكمال في عامة الأمور
الشيخ : تمام نعم
القارئ : " وذلك لأن الرسل لهم الكمال في عامة الأمور حتى في النسب ولهذا قال الله سبحانه : (( الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله )) ذكر هذا بعد قوله : (( إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم )) فلما ذكر الله المنافقين الذين استأذنوه في التخلف عن الجهاد في غزوة تبوك وذمهم وهؤلاء كانوا من أهل المدينة قال سبحانه : (( الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله )) فإن الخير كله أصله وفصله منحصر في العلم والإيمان كما قال سبحانه "
الشيخ : مثل هذا يجوز فيه وجهان الرفع على أنه مبتدأ وما بعده خبر والجملة خبر نسبا ويجوز أن يتبع نعم
القارئ : " قال سبحانه (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) وقال تعالى (( وقال الذين أوتوا العلم والإيمان )) وضد الإيمان إما الكفر الظاهر أو النفاق الباطن ونقيض العلم عدمه فقال سبحانه عن الأعراب إنهم أشد كفرا ونفاقا من أهل المدينة وأحرى منهم أن لا يعلموا حدود الكتاب والسنة والحدود هي حدود الأسماء المذكورة فيما أنزل الله من الكتاب والحكمة مثل حدود الصلاة والزكاة والصوم والحج والمؤمن والكافر والزاني والسارق والشارب وغير ذلك حتى يعرف من الذي يستحق ذلك الاسم الشرعي ممن لا يستحقه وما تستحقه مسميات تلك الأسماء من الأحكام ولهذا روى أبو داود وغيره من حديث الثوري قال حدثني أبو موسى "
الشيخ : الحدود تطلق على كل الشرع لأن كل الشرع محدد صلاة زكاة صيام حج الصلاة أيضا محددة فريضة ونافلة مؤقتة وغير مؤقتة كله محدد ويطلق الحد على العقوبة كحدود الزنا السرقة وقطع الطريق وما أشبه ذلك ويطلق الحد على الواجب ويقال لا تعتدوا وعلى المحرم ويقال لا تقربوا نعم
القارئ : " ولهذا روى أبو داود وغيره من حديث الثوري قال حدثني أبو موسى عن وهب بن منبه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سفيان مرة ولا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن أتى السلطان افتتن ) ورواه أبو داود "