القراءة من قول المصنف ومقابلة النسخ: " الوجه الرابع من السنة : ما خرجاه في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : " دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث، قالت : وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر رضي الله عنه : أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وذلك يوم عيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا بكر : إن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا ". وفي رواية : " يا أبا بكر : إن لكل قوم عيدا، وإن عيدنا هذا اليوم " وفي الصحيحين أيضا أنه قال : " دعهما يا أبا بكر ؛ فإنها أيام عيد " ، وتلك الأيام أيام منى فالدلالة من وجوه :
أحدها : قوله : " إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا " فإن هذا يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم، كما أن الله سبحانه لما قال : { ولكلٍ وجهةٌ هو موليها } وقال : { لكلٍ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجًا } أوجب ذلك اختصاص كل قوم بوجهتهم وبشرعتهم، وذلك أن اللام تورث الاختصاص، فإذا كان لليهود عيد وللنصارى عيد؛ كانوا مختصين به فلا نشركهم فيه، كما لا نشركهم في قبلتهم وشرعتهم. وكذلك أيضا، على هذا: لا ندعهم يشركوننا في عيدنا. الثاني: قوله : " وهذا عيدنا " ، فإنه يقتضي حصر عيدنا في هذا، فليس لنا عيد سواه، وكذلك قوله : " وإن عيدنا هذا اليوم " فإن التعريف باللام والإضافة يقتضي الاستغراق، فيقتضي أن يكون جنس عيدنا منحصرا في جنس ذلك اليوم، كما في قوله: " تحريمها التكبير وتحليلها التسليم ".
وليس غرضه صلى الله عليه وسلم الحصر في عين ذلك العيد، أو عين ذلك اليوم، بل الإشارة إلى جنس المشروع، كما تقول الفقهاء : باب صلاة العيد، وصلاة العيد كذا وكذا، ويندرج فيها صلاة العيدين، وكما يقال : لا يجوز صوم يوم العيد .
وكذا قوله : " وإن هذا اليوم " أي جنس هذا اليوم، كما يقول القائل لما يعاينه من الصلاة : هذه صلاة المسلمين، ويقال لمخرج الناس إلى الصحراء وما يفعلونه من التكبير والصلاة ونحو ذلك: هذا عيد المسلمين ، ونحو ذلك.
ومن هذا الباب : حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يوم عرفة ويوم النحر، وأيام منى عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب " . رواه أبو داود والنسائي، والترمذي وقال : حديث حسن صحيح فإنه دليل مفارقتنا لغيرنا في العيد، والتخصيص بهذه الأيام الخمسة ؛ لأنه يجتمع فيها العيدان : المكاني والزماني، ويطول زمنه، وبهذا يسمى العيد الكبير، فلما كملت فيه صفات التعييد : حصر الحكم فيه لكماله، أو لأنه هو عد أياما وليس لنا عيد هو أيام إلا هذه الخمسة ". حفظ
القارئ : " الوجه الرابع من السنة ما خرجاه في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت ( دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر رضي الله عنه أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يوم عيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ) وفي رواية ( يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وإن عيدنا هذا اليوم )
وفي الصحيحين أيضا أنه قال ( دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد ) وتلك الأيام أيام منى فالدلالة من وجوه
أحدها قوله ( إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ) فإن هذا يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم كما أن الله سبحانه لما قال (( ولكل وجهة هو موليها )) وقال (( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا )) أوجب ذلك اختصاص كل قوم بوجهتهم وبشرعتهم وذلك أن اللام تورث الاختصاص فإذا كان لليهود عيد وللنصارى عيد كانوا مختصين به فلا نشركهم فيه كما لا نشركهم في قبلتهم وشرعتهم وكذلك أيضا على هذا لا ندعهم يشركوننا في عيدنا
الثاني قوله ( وهذا عيدنا ) فإنه يقتضي حصر عيدنا في هذا فليس لنا عيد سواه وكذلك قوله ( وإن عيدنا هذا اليوم ) فإن التعريف باللام والإضافة يقتضي الاستغراق فيقتضي أن يكون جنس عيدنا منحصرا في جنس ذلك اليوم كما في قوله تحريمها التكبير وتحليلها التسليم وليس غرضه صلى الله عليه وسلم الحصر في عين ذلك العيد أو عين ذلك اليوم بل الإشارة إلى جنس المشروع كما تقول الفقهاء باب صلاة العيد وصلاة العيد كذا وكذا ويندرج فيها صلاة العيدين وكما يقال لا يجوز صوم يوم العيد وكذا قوله وإن هذا اليوم أي جنس هذا اليوم كما يقول القائل لما يعاينه من الصلاة هذه صلاة المسلمين ويقول لمخرج الناس إلى الصحراء وما يفعلونه من التكبير والصلاة ونحو ذلك هذا عيد المسلمين ونحو ذلك
ومن هذا الباب حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب ) ( أيام أكل وشرب ) رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال حديث حسن صحيح فإنه دليل مفارقتنا لغيرنا في العيد والتخصيص بهذه الأيام الخمسة لأنه يجتمع فيها العيدان المكاني والزماني ويطول زمنه وبهذا يسمى العيد الكبير فكلما كملت فيه صفات التعييد حصر حصر الحكم فيه لكماله أو لأنه هو عد أياما وليس لنا عيد هو أيام إلا هذه الخمسة الوجه الثاني "
وفي الصحيحين أيضا أنه قال ( دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد ) وتلك الأيام أيام منى فالدلالة من وجوه
أحدها قوله ( إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ) فإن هذا يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم كما أن الله سبحانه لما قال (( ولكل وجهة هو موليها )) وقال (( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا )) أوجب ذلك اختصاص كل قوم بوجهتهم وبشرعتهم وذلك أن اللام تورث الاختصاص فإذا كان لليهود عيد وللنصارى عيد كانوا مختصين به فلا نشركهم فيه كما لا نشركهم في قبلتهم وشرعتهم وكذلك أيضا على هذا لا ندعهم يشركوننا في عيدنا
الثاني قوله ( وهذا عيدنا ) فإنه يقتضي حصر عيدنا في هذا فليس لنا عيد سواه وكذلك قوله ( وإن عيدنا هذا اليوم ) فإن التعريف باللام والإضافة يقتضي الاستغراق فيقتضي أن يكون جنس عيدنا منحصرا في جنس ذلك اليوم كما في قوله تحريمها التكبير وتحليلها التسليم وليس غرضه صلى الله عليه وسلم الحصر في عين ذلك العيد أو عين ذلك اليوم بل الإشارة إلى جنس المشروع كما تقول الفقهاء باب صلاة العيد وصلاة العيد كذا وكذا ويندرج فيها صلاة العيدين وكما يقال لا يجوز صوم يوم العيد وكذا قوله وإن هذا اليوم أي جنس هذا اليوم كما يقول القائل لما يعاينه من الصلاة هذه صلاة المسلمين ويقول لمخرج الناس إلى الصحراء وما يفعلونه من التكبير والصلاة ونحو ذلك هذا عيد المسلمين ونحو ذلك
ومن هذا الباب حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب ) ( أيام أكل وشرب ) رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال حديث حسن صحيح فإنه دليل مفارقتنا لغيرنا في العيد والتخصيص بهذه الأيام الخمسة لأنه يجتمع فيها العيدان المكاني والزماني ويطول زمنه وبهذا يسمى العيد الكبير فكلما كملت فيه صفات التعييد حصر حصر الحكم فيه لكماله أو لأنه هو عد أياما وليس لنا عيد هو أيام إلا هذه الخمسة الوجه الثاني "