القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وعامة هذه الأعمال المحكية عن النصارى، وغيرها مما لم يحك، قد زينها الشيطان لكثير ممن يدعي الإسلام، وجعل لها في قلوبهم مكانة وحسن ظن، وزادوا في بعض ذلك ونقصوا، وقدموا وأخروا ؛ إما لأن بعض ما يفعلونه قد كان يفعله بعض النصارى، أو غيروه هم من عند أنفسهم، كما قد يغيرون بعض أمر الدين الحق . لكن كلما خصت به هذه الأيام ونحوها، من الأيام التي ليس لها خصوص في دين الله، وإنما خصوصها في الدين الباطل : إنما أصل تخصيصها من دين الكافرين، وتخصيصها بذلك فيه مشابهة لهم، وليس لجاهل أن يعتقد أن بهذا تحصل المخالفة لهم، كما في صوم يوم عاشوراء ؛ لأن ذلك فيما كان أصله مشروعا لنا، وهم يفعلونه، فإنا نخالفهم في وصفه، فأما ما لم يكن في ديننا بحال، بل هو من دينهم، المبتدع أو المنسوخ، فليس لنا أن نشابههم لا في أصله، ولا في وصفه، كما قدمنا قاعدة ذلك فيما مضى . فإحداث ما في هذه الأيام التي يتعلق تخصيصها بهم لا بنا، هو مشابهة لهم في أصل تخصيص هذه الأيام بشيء فيه تعظيم، وهذا بين على قول من يكره صوم يوم النيروز والمهرجان، لا سيما إذا كانوا يعظمون اليوم الذي أحدث فيه ذلك . ويزيد ذلك وضوحا أن الأمر قد آل إلى أن كثيرا من الناس صاروا في مثل هذا الخميس الذي هو عيد الكفار - عيد المائدة - آخر خميس في صوم النصارى الذي يسمونه الخميس الكبير - وهو الخميس الحقير - يجتمعون في أماكن اجتماعات عظيمة، ويصبغون البيض ويطبخون باللبن، وينكتون بالحمرة دوابهم، ويصنعون الأطعمة التي لا تكاد تفعل في عيد الله ورسوله، ويتهادون الهدايا التي تكون في مثل مواسم الحج، وعامتهم قد نسوا أصل ذلك وعلته، وبقي عادة مطردة كاعتيادهم بعيدي الفطر والنحر وأشد . واستعان الشيطان في إغوائهم بذلك أن الزمان زمان ربيع، وهو مبدأ العام الشمسي، فيكون قد كثر فيه اللحم واللبن والبيض ونحو ذلك، مع أن عيد النصارى ليس هو يوما محدودا من السنة الشمسية، وإنما يتقدم فيها ويتأخر، في نحو ثلاثة وثلاثين يوما كما قدمناه حفظ
القارئ : " وعامة هذه الأعمال المحكية عن النصارى وغيرها مما لم يحك قد زينها الشيطان لكثير ممن يدعي الإسلام وجعل لها في قلوبهم مكانة وحسن ظن وزادوا في بعض ذلك ونقصوا وقدموا وأخروا إما لأن بعض ما يفعلونه قد كان يفعله بعض النصارى أو غيروه هم من عند أنفسهم كما قد يغيرون بعض أمر الدين الحق لكن كلما خصت به هذه الأيام ونحوها من الأيام التي ليس لها خصوص في دين الله وإنما خصوصها في الدين الباطل إنما أصل تخصيصها من دين الكافرين وتخصيصها بذلك فيه مشابهة لهم وليس لجاهل أن يعتقد أن بهذا تحصل المخالفة لهم كما في صوم يوم عاشوراء لأن ذلك فيما "
الشيخ : ومراده رحمه الله أن بعض الناس يشاركهم فيما يفعلون في هذه الأعياد لكن يخالفهم نوع مخالفة ويظن أنه بهذا النوع من المخالفة صح أنه لم يتشبه به كما في صوم عاشوراء فإننا نصومه لكن نصوم يوما قبله أو يوما بعده وبذلك تحصل المخالفة فيظن بعض الناس أننا إذا احتلفنا بأعيادهم ولكن خالفناهم في نوع الأكل أو هيئته أو ما أشبه ذلك حصلت المخالفة يقول هذا غلط وبين الفرق رحمه الله أن الصوم صوم عاشوراء كان مشروعا فأصله مشروع فيبقى على مشروعيته ويصام يوما قبله ويصام يوما قبله أو يوما بعده وتحصل المخالفة أما هذا فهو أصلا غير مشروع إيه نعم
القارئ : " كما في صوم يوم عاشوراء لأن ذلك فيما كان أصله مشروعا لنا وهم يفعلونه فإنا نخالفهم في وصفه فأما ما لم يكن في ديننا بحال بل هو من دينهم المبتدع أو المنسوخ فليس لنا أن نشابههم لا في أصله ولا في وصفه كما قدمنا قاعدة ذلك "
الشيخ : وهذا يدل على فقه شيخ الإسلام رحمه الله وأنه متعمق في الفقه وإلا فقد يقول قائل إذا حصل نوع المخالفة فلا مشابهة فلو قال الفرق فلا مشابهة كصوم يوم عاشوراء فلو قال الفرق بأن صوم يوم عاشوراء ايش؟ مشروع وتحصل المخالفة بصيام يوم قبله أو يوم بعده لكن هذه الاحتفالات وهذه الأطعمة وهذه الأشياء التي يوضع على الجدران وما اشبه ذلك ليست مشروعة أصلا نعم
القارئ : " كما قدمنا قاعدة ذلك فيما مضى فإحداث أمر ما في هذه الأيام التي يتعلق تخصيصها بهم لا بنا هو مشابهة لهم في أصل تخصيص هذه الأيام بشيء فيه تعظيم وهذا بين على قول من يكره صوم "
الشيخ : طيب أرأيتم لو وضعوا احتفالا لهم بعيد الفطر مثلا فهل نقول لا نحتفل به
الطالب : لا نحتفل
الشيخ : لماذا لأن أصله مشروع بل نحتفل به ونقول هم الذين تابعونا في ذلك نعم
القارئ : " وهذا بين على قول من يكره صوم يوم النيروز والمهرجان لا سيما إذا كانوا يعظمون اليوم الذي أحدث فيه ذلك ويزيد ذلك وضوحا أن الأمر قد آل إلى أن كثيرا من الناس صاروا في مثل هذا الخميس الذي هو عيد الكفار عيد المائدة آخر خميس في صوم النصارى الذي يسمونه الخميس الكبير وهو الخميس الحقير يجتمعون في أماكن اجتماعات عظيمة ويصبغون "
الشيخ : في أماكن في أماكن اجتماعات
القارئ : في أماكن
الشيخ : إيه يعني يجتمعون في أمكنة متعددة
القارئ : إيه نعم
الشيخ : اجتماعات عظيمة
القارئ : "يجتمعون في أماكن اجتماعات عظيمة ويصبغون البيض ويطبخون باللبن وينكتون بالحمرة دوابهم ويصنعون الأطعمة التي لا تكاد تفعل في عيد الله ورسوله ويتهادون الهدايا التي تكون في مثل مواسم الحج وعامتهم قد نسوا أصل ذلك وعلته وبقي عادة مطردة كاعتيادهم "
الشيخ : وبقي وبقي
القارئ : " وبقي عادة مطردة كاعتيادهم بعيدي الفطر والنحر وأشد واستعان الشيطان في إغوائهم بذلك أن الزمان زمان ربيع وهو مبدأ العام الشمسي فيكون قد كثر فيه اللحم واللبن والبيض ونحو ذلك مع أن عيد النصارى ليس هو يوما محدودا من السنة الشمسية وإنما يتقدم فيها ويتأخر في نحو ثلاثة وثلاثين يوما كما قدمناه "