القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فصل: النوع الثاني من الأمكنة : ما له خصيصة لكن لا يقتضي اتخاذه عيدا ، ولا الصلاة ونحوها من العبادات عنده . فمن هذه الأمكنة : قبور الأنبياء والصالحين ، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والسلف النهي عن اتخاذها عيدا ، عموما وخصوصا . وبينوا معنى العيد . فأما العموم : فقال أبو داود في سننه : حدثنا أحمد بن صالح ، قال : قرأت على عبد الله بن نافع ، أخبرني ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، ولا تجعلوا قبري عيدا ، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم » " وهذا إسناد حسن ، فإن رواته كلهم ثقات مشاهير ، لكن عبد الله بن نافع الصائغ الفقيه المدني صاحب مالك فيه لين لا يقدح في حديثه . قال يحيى بن معين : هو ثقة . وحسبك بابن معين موثقا . وقال أبو زرعة : لا بأس به . وقال أبو حاتم الرازي : ليس بالحافظ ، وهو لين تعرف حفظه وتنكر . فإن هذه العبارات منهم تنزل حديثه من مرتبة الصحيح إلى مرتبة الحسن ، إذ لا خلاف في عدالته وفقهه ، وأن الغالب عليه الضبط ، لكن قد يغلط أحيانا ، ثم هذا الحديث مما يعرف من حفظه ، ليس مما ينكر ، لأنه سنة مدنية ، وهو محتاج إليها في فقهه ، ومثل هذا يضبطه الفقيه . وللحديث شواهد من غير طريقه ، فإن هذا الحديث روي من جهات أخرى فما بقي منكرا . وكل جملة من هذا الحديث رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد معروفة ، وإنما الغرض هنا النهي عن اتخاذه عيدا . فمن ذلك : ما رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا زيد بن الحباب ، حدثنا جعفر بن إبراهيم -من ولد ذي الجناحين- حدثنا علي بن عمر ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين : أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو . فنهاه ، فقال : ألا أحدثكم حديثا سمعته عن أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا تتخذوا قبري عيدا ، ولا بيوتكم قبورا ، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم » رواه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي الحافظ ، فيما اختاره من الأحاديث الجياد الزائدة على الصحيحين ، وشرطه فيه أحسن من شرط الحاكم في صحيحه . حفظ
القارئ : " فصل: النوع الثاني من الأمكنة : ما له خصيصة لكن لا يقتضي اتخاذه عيداً، ولا الصلاة ونحوها من العبادات عنده. فمن هذه الأمكنة : قبور الأنبياء والصالحين، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف النهي عن اتخاذها عيداً عموماً وخصوصاً، وبينوا معنى العيد.
فأما العموم، فقال أبو داود في سننه: حدثنا أحمد بن صالح، قال : قرأت على عبد الله بن نافع، أخبرني ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ) وهذا إسناد حسن ، فإن رواته كلهم ثقات مشاهير، لكن عبد الله بن نافع الصائغ الفقيه المدني صاحب مالك فيه لين لا يَقدح في حديثه، أو لا يُقدح في حديثه "
الشيخ : لماذا ؟ الأول أحسن.
القارئ : " لا يَقدح في حديثه، قال يحيى بن معين : هو ثقة، وحسبك بابن معين موثقا، وقال أبو زرعة : لا بأس به. وقال أبو حاتم الرازي : ليس بالحافظ، وهو لين، تعرف حفظه وتُنكر ".
الشيخ : لا، أو من حفظه، هو المعروف في مثل هذه العبارة تعرف من حفظه وتنكر، لكن قد يتساهل فيها فيقال تعرف وتنكر.
القارئ : عندي في باء والمطبوعة: يعرف حديثه وينكر.
الشيخ : يُعرف ويُنكر؟
القارئ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : ... لكن المعروف في مثل هذه العبارة تعرف من حفظه وتنكر، ما يخالف ما هي مشكلة، عبد الله عوض ما أدري وين هو اليوم؟ لو تستلم مكان محمود.
الطالب : ...
الشيخ : خير إن شاء الله، معذور يعني، نعم.
القارئ : " فإن هذه العبارات منهم تنزل حديثه من مرتبة الصحيح إلى مرتبة الحسن، إذ لا خلاف في عدالته وفقهه، وأن الغالب عليه الضبط، لكن قد يغلط أحياناً، ثم هذا الحديث مما يُعرف من حفظه، ليس مما ينكر، لأنه سنة مدنية، وهو محتاج إليها في فقهه، ومثل هذا يضبطه الفقيه، وللحديث شواهد من غير طريقه ".
الشيخ : يعني مثل هذا الكلام الجيد لشيخ الإسلام تعرف به اندفاع العلل في الحديث أو ثبوت العلل، وقل من يفقه هذا، حتى من المحدثين الذين يعتمدون على ظاهر الإسناد، فمثلاً : هذا الرجل فقيه ومدني، وتردد الناس إلى قبر الرسول عليه الصلاة والسلام مما يحتاج هذا الفقيه المدني إلى معرفته، فلا بد أن يكون ضابطاً لما رواه، حتى لو كان فيه لين، فمثل هذا لا يمكن أن يلين فيه، لأنه مما يتعلق به فقهه، أي نعم .
القارئ : " وللحديث شواهد من غير طريقه، فإن هذا الحديث روي من جهات أخرى فما بقي منكرا.
وكل جملة من هذا الحديث رُويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد معروفة ، وإنما الغرض هنا النهي عن اتخاذه عيداً.
فمن ذلك : ما رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا جعفر بن إبراهيم -من ولد ذي الجناحين-، حدثنا علي بن عمر، عن أبيه، عن علي بن الحسين : ( أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو، فنهاه، فقال : ألا أحدثكم حديثا سمعته عن أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبورا، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم ) رواه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي الحافظ، في ما اختاره من الأحاديث الجياد الزائدة على الصحيحين، وشرطه فيه أحسن من شرط الحاكم في صحيحه " .
الشيخ : ما معنى قوله : ( لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبوراً ) الجملة الأولى : لا تتخذوه عيداً تعتادون التردد إليه، لا سيما إن قيد ذلك بأيام معلومة، كما لو قيد بأيام المولد.
وأما ( ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً ) فتحتمل معنيين، المعنى الأول: لا تجعلوها كالقبور بحيث لا تصلون فيها، لأن المقبرة قد علم بالشرع أنها ليست مكاناً للصلاة. أو المعنى لا تقبروا فيها موتاكم، إذا قبر الإنسان في البيت كان ذلك وسيلة إلى الغلو فيها والتردد إليه، وكلا الأمرين منهي عنه .
فأما العموم، فقال أبو داود في سننه: حدثنا أحمد بن صالح، قال : قرأت على عبد الله بن نافع، أخبرني ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ) وهذا إسناد حسن ، فإن رواته كلهم ثقات مشاهير، لكن عبد الله بن نافع الصائغ الفقيه المدني صاحب مالك فيه لين لا يَقدح في حديثه، أو لا يُقدح في حديثه "
الشيخ : لماذا ؟ الأول أحسن.
القارئ : " لا يَقدح في حديثه، قال يحيى بن معين : هو ثقة، وحسبك بابن معين موثقا، وقال أبو زرعة : لا بأس به. وقال أبو حاتم الرازي : ليس بالحافظ، وهو لين، تعرف حفظه وتُنكر ".
الشيخ : لا، أو من حفظه، هو المعروف في مثل هذه العبارة تعرف من حفظه وتنكر، لكن قد يتساهل فيها فيقال تعرف وتنكر.
القارئ : عندي في باء والمطبوعة: يعرف حديثه وينكر.
الشيخ : يُعرف ويُنكر؟
القارئ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : ... لكن المعروف في مثل هذه العبارة تعرف من حفظه وتنكر، ما يخالف ما هي مشكلة، عبد الله عوض ما أدري وين هو اليوم؟ لو تستلم مكان محمود.
الطالب : ...
الشيخ : خير إن شاء الله، معذور يعني، نعم.
القارئ : " فإن هذه العبارات منهم تنزل حديثه من مرتبة الصحيح إلى مرتبة الحسن، إذ لا خلاف في عدالته وفقهه، وأن الغالب عليه الضبط، لكن قد يغلط أحياناً، ثم هذا الحديث مما يُعرف من حفظه، ليس مما ينكر، لأنه سنة مدنية، وهو محتاج إليها في فقهه، ومثل هذا يضبطه الفقيه، وللحديث شواهد من غير طريقه ".
الشيخ : يعني مثل هذا الكلام الجيد لشيخ الإسلام تعرف به اندفاع العلل في الحديث أو ثبوت العلل، وقل من يفقه هذا، حتى من المحدثين الذين يعتمدون على ظاهر الإسناد، فمثلاً : هذا الرجل فقيه ومدني، وتردد الناس إلى قبر الرسول عليه الصلاة والسلام مما يحتاج هذا الفقيه المدني إلى معرفته، فلا بد أن يكون ضابطاً لما رواه، حتى لو كان فيه لين، فمثل هذا لا يمكن أن يلين فيه، لأنه مما يتعلق به فقهه، أي نعم .
القارئ : " وللحديث شواهد من غير طريقه، فإن هذا الحديث روي من جهات أخرى فما بقي منكرا.
وكل جملة من هذا الحديث رُويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد معروفة ، وإنما الغرض هنا النهي عن اتخاذه عيداً.
فمن ذلك : ما رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا جعفر بن إبراهيم -من ولد ذي الجناحين-، حدثنا علي بن عمر، عن أبيه، عن علي بن الحسين : ( أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو، فنهاه، فقال : ألا أحدثكم حديثا سمعته عن أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبورا، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم ) رواه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي الحافظ، في ما اختاره من الأحاديث الجياد الزائدة على الصحيحين، وشرطه فيه أحسن من شرط الحاكم في صحيحه " .
الشيخ : ما معنى قوله : ( لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبوراً ) الجملة الأولى : لا تتخذوه عيداً تعتادون التردد إليه، لا سيما إن قيد ذلك بأيام معلومة، كما لو قيد بأيام المولد.
وأما ( ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً ) فتحتمل معنيين، المعنى الأول: لا تجعلوها كالقبور بحيث لا تصلون فيها، لأن المقبرة قد علم بالشرع أنها ليست مكاناً للصلاة. أو المعنى لا تقبروا فيها موتاكم، إذا قبر الإنسان في البيت كان ذلك وسيلة إلى الغلو فيها والتردد إليه، وكلا الأمرين منهي عنه .