القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " بل قد روي عن عائشة رضي الله عنها أنها كشفت عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لينزل المطر ، فإنه رحمة تنزل على قبره ولم تستسق عنده ولا استغاثت هناك . ولهذا لما بنيت حجرته على عهد التابعين - بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم تركوا في أعلاها كوة إلى السماء وهي إلى الآن باقية فيها ، موضوع عليها مشمع على أطرافه حجارة تمسكه ، وكان السقف بارزا إلى السماء وبني كذلك لما احترق المسجد والمنبر سنة بضع وخمسين وستمائة ، وظهرت النار بأرض الحجاز ، التي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى ، وجرت بعدها فتنة الترك ببغداد وغيرها . ثم عمر المسجد والسقف كما كان ، وأحدث حول الحجرة الحائط الخشبي ، ثم بعد ذلك بسنين متعددة بنيت القبة على السقف ، وأنكره من كرهه . على أنا قد روينا في مغازي محمد بن إسحاق من زيادات يونس بن بكير، عن أبي خلدة خالد بن دينار ، حدثنا أبو العالية قال : " لما فتحنا تستر ، وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرا عليه رجل ميت ، عند رأسه مصحف له ، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر رضي الله عنه فدعا له كعبا فنسخه بالعربية ، فأنا أول رجل من العرب قرأه قراءة مثلما أقرأ القرآن هذا ، فقلت لأبي العالية : ما كان فيه ؟ ، قال : " سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم ، وما هو كائن بعد " قلت : فما صنعتم بالرجل ؟ قال : " حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة ، فلما كان بالليل دفناه ، وسوينا القبور كلها لنعميه على الناس لا ينبشونه " فقلت : ما يرجون منه ؟ قال : " كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره فيمطرون " . فقلت : من كنتم تظنون الرجل؟ قال : " رجل يقال له دانيال " فقلت : منذ كم وجدتموه مات؟ قال : " منذ ثلاثمائة سنة " . قلت : ما كان تغير منه شيء؟ قال : " لا ، إلا شعيرات من قفاه ، إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض ، ولا تأكلها السباع " . ففي هذه القصة : ما فعله المهاجرون والأنصار من تعمية قبره ، لئلا يفتتن به الناس ، وهو إنكار منهم لذلك حفظ
القارئ : " بل قد روي عن عائشة رضي الله عنها أنها كشفت عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لينزل المطر، فإنه رحمة تنزل على قبره، ولم تستسق عنده، ولا استغاثت هناك. ولهذا لما بُنيت حجرته على عهد التابعين - بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم_ تركوا في أعلاها كوة إلى السماء وهي إلى الآن باقية فيها، موضوع عليها مشمع على أطرافه حجارة تمسكه، وكان السقف بارزا إلى السماء ".
الشيخ : الله أكبر.
القارئ : " وبني كذلك لما احترق المسجد والمنبر سنة بضع وخمسين وستمائة، وظهرت النار بأرض الحجاز التي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى ".
الشيخ : وهذا من آيات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر بأنها ( ستخرج نار في الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى )، بصرى قرية في الشام، وهذا يدل على عظمها وارتفاعها، ولهذا ضج أهل المدينة ضجيجاً عظيماً وصاروا يتوافدون على المسجد لمدة ثلاثة أيام أو أكثر، وكانوا يسمعون مثل الصواعق تتفجر الأرض، ورهبوا رهبة عظيمة، مع أن الرسول قد أخبر بذلك لكن ليس الخبر كالمعاينة، الإنسان قد يُخبَر عن شيء مهيل ولا يتأثر ذلك التأثر، لكن إذا وقع صار له أثر كبير، الله أكبر. نعم.
القارئ : " وجرت بعدها فتنة التُرك ببغداد وغيرها. ثم عُمر المسجد والسقف كما كان، وأُحدث حول الحجرة الحائط الخشب، ثم بعد ذلك بسنين متعددة بنيت القبة على السقف، وأنكره من كرهه. على أنا قد روينا في مغازي ابن إسحاق من زيادات يونس بن بكير، عن أبي خلدة خالد بن دينار، حدثنا أبو العالية، قال : (لما فتحنا تستر، وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرا عليه رجل ميت، عند رأسه مصحف له، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر رضي الله عنه، فدعا له كعبا فنسخه بالعربية، فأنا أول رجل من العرب قرأه قراءة مثلما أقرأ القرآن هذا، فقلت لأبي العالية : ما كان فيه ؟ قال : سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم، وما هو كائن بعد. قلت : فما صنعتم بالرجل ؟ قال : حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة، فلما كان بالليل دفناه، وسوينا القبور كلها لنعميه على الناس لا ينبشونه. فقلت : وما يرجون منه ؟ قال : كانت السماء إذا حُبست عنهم برزوا بسريره فيُمطرون. فقلت : من كنتم تظنون الرجل؟ قال : رجل يقال له دانيال. فقلت : منذ كم وجدتموه مات؟ قال : منذ ثلاثمائة سنة. قلت : ما كان تغير منه شيء؟ قال : لا، إلا شعيرات من قفاه، إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض، ولا تأكلها السباع ).
ففي هذه القصة : ما فعله المهاجرون والأنصار من تعمية قبره ".
الشيخ : يرحمك الله.
القارئ : " من تعمية قبره لئلا يفتتن به الناس، وهو إنكار منهم لذلك ".
الشيخ : الله أكبر.
القارئ : " وبني كذلك لما احترق المسجد والمنبر سنة بضع وخمسين وستمائة، وظهرت النار بأرض الحجاز التي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى ".
الشيخ : وهذا من آيات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر بأنها ( ستخرج نار في الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى )، بصرى قرية في الشام، وهذا يدل على عظمها وارتفاعها، ولهذا ضج أهل المدينة ضجيجاً عظيماً وصاروا يتوافدون على المسجد لمدة ثلاثة أيام أو أكثر، وكانوا يسمعون مثل الصواعق تتفجر الأرض، ورهبوا رهبة عظيمة، مع أن الرسول قد أخبر بذلك لكن ليس الخبر كالمعاينة، الإنسان قد يُخبَر عن شيء مهيل ولا يتأثر ذلك التأثر، لكن إذا وقع صار له أثر كبير، الله أكبر. نعم.
القارئ : " وجرت بعدها فتنة التُرك ببغداد وغيرها. ثم عُمر المسجد والسقف كما كان، وأُحدث حول الحجرة الحائط الخشب، ثم بعد ذلك بسنين متعددة بنيت القبة على السقف، وأنكره من كرهه. على أنا قد روينا في مغازي ابن إسحاق من زيادات يونس بن بكير، عن أبي خلدة خالد بن دينار، حدثنا أبو العالية، قال : (لما فتحنا تستر، وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرا عليه رجل ميت، عند رأسه مصحف له، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر رضي الله عنه، فدعا له كعبا فنسخه بالعربية، فأنا أول رجل من العرب قرأه قراءة مثلما أقرأ القرآن هذا، فقلت لأبي العالية : ما كان فيه ؟ قال : سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم، وما هو كائن بعد. قلت : فما صنعتم بالرجل ؟ قال : حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة، فلما كان بالليل دفناه، وسوينا القبور كلها لنعميه على الناس لا ينبشونه. فقلت : وما يرجون منه ؟ قال : كانت السماء إذا حُبست عنهم برزوا بسريره فيُمطرون. فقلت : من كنتم تظنون الرجل؟ قال : رجل يقال له دانيال. فقلت : منذ كم وجدتموه مات؟ قال : منذ ثلاثمائة سنة. قلت : ما كان تغير منه شيء؟ قال : لا، إلا شعيرات من قفاه، إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض، ولا تأكلها السباع ).
ففي هذه القصة : ما فعله المهاجرون والأنصار من تعمية قبره ".
الشيخ : يرحمك الله.
القارئ : " من تعمية قبره لئلا يفتتن به الناس، وهو إنكار منهم لذلك ".