القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وهذا الأمر ، كما أنه قد دل عليه الكتاب والسنة والإجماع ، فهو أيضا معقول بالتجارب المشهورة والأقيسة الصحيحة ، فإن الصلاة والزكاة يحصل بهما خير الدنيا والآخرة ، ويجلبان كل خير ، ويدفعان كل شر . فهذا الكلام في بيان أنه لا يحصل بتلك الأسباب المحرمة لا خير محض ، ولا غالب ، ومن كان له خبرة بأحوال العالم وعقل ، تيقن ذلك يقينا لا شك فيه . وإذا ثبت ذلك : فليس علينا من سبب التأثير أحيانا ، فإن الأسباب التي يخلق الله بها الحوادث في الأرض والسماء ، لا يحصيها على الحقيقة إلا هو ، أما أعيانها فبلا ريب - وكذلك أنواعها أيضا - لا يضبطها المخلوق لسعة ملكوت الله سبحانه وتعالى ، ولهذا كانت طريقة الأنبياء عليهم السلام ، أنهم يأمرون الخلق بما فيه صلاحهم ، وينهونهم عما فيه فسادهم ، ولا يشغلونهم بالكلام في أسباب الكائنات كما تفعل المتفلسفة ، فإن ذلك كثير التعب ، قليل الفائدة ، أو موجب للضرر . ومثال النبي مثال طبيب دخل على مريض ، فرأى مرضه فعلمه ، فقال له : اشرب كذا ، واجتنب كذا . ففعل ذلك ، فحصل غرضه من الشفاء . والمتفلسف قد يطول معه الكلام في سبب ذلك المرض ، وصفته ، وذمه وذم ما أوجبه . ولو قال له المريض : فما الذي يشفيني منه؟ لم يكن له بذلك علم تام . والكلام في بيان تأثير بعض هذه الأسباب قد يكون فيه فتنة لمن ضعف عقله ودينه ، بحيث تختطف عقله فيتأله ، إذا لم يرزق من العلم والإيمان ما يوجب له الهدى واليقين . ويكفي العاقل أن يعلم أن ما سوى المشروع لا يؤثر بحال ، فلا منفعة فيه ، أو أنه وإن أثر فضرره أكثر من نفعه . حفظ
القارئ : " وهذا الأمر كما أنه قد دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، فهو أيضا معقول بالتجارب المشهورة والأقيسة الصحيحة، فإن الصلاة والزكاة يحصل بهما خير الدنيا والآخرة "
الشيخ : الآن مثلاً إن المشركين إذا كانوا في البحر وغشيهم موج كالظلل ماذا يدعون ؟ يدعون الله، يعرفون أنه لن يكشف هذا الضر إلا الله عز وجل، وعند آلهتم يدعون آلهتهم، مما يدل على أن الدعاء النافع هو دعاء الله تبارك وتعالى. نعم.
القارئ : " وهذا الأمر كما أنه قد دل عليه الكتاب والسنة والإجماع فهو أيضاً معقول بالتجارب المشهورة والأقيسة الصحيحة، فإن الصلاة والزكاة يحصل بهما خير الدنيا والآخرة ويجلبان كل خير، ويدفعان كل شر.
فهذا الكلام في بيان أنه لا يحصل بتلك الأسباب المحرمة لا خير محض ولا غالب، ومن كان له خبرة بأحوال العالم وعقل، تيقن ذلك يقيناً لا شك فيه "
.
الشيخ : الله أكبر.
القارئ : " وإذا ثبت ذلك فليس علينا من سبب التأثير أحياناً، فإن الأسباب التي يخلق الله بها الحوادث في الأرض والسماء، لا يحصيها على الحقيقة إلا هو، أما أعيانها فبلا ريب - وكذلك أنواعها أيضا - لا يضبطها المخلوق لسعة ملكوت الله سبحانه وتعالى.
ولهذا كانت طريقة الأنبياء عليهم السلام، أنهم يأمرون الخلق بما فيه صلاحهم، وينهونهم عما فيه فسادهم، ولا يشغلونهم بالكلام في أسباب الكائنات كما تفعل المتفلسفة، فإن ذلك كثير التعب، قليل الفائدة، أو موجب للضرر "
.
الشيخ : والله عجائب هذا، كلام مهم، يعني: اشتغال الإنسان بأسباب الكائنات وطبائعها الفلكية والأرضية كما قال الشيخ رحمه الله نفعه قليل وهو مضيع للوقت ويحرم الإنسان مما هو أهم، وربما يكون ضاراً لأن الإنسان لا يحيط بحكمة الله عز وجل، قد يقول له الشيطان هذا تناقض في الخلق، هذا تناقض في التكوين، هذا كذا هذا كذا، ولهذا نرى الذين يبحثون في هذه الأمور ويتعمقون فيها نرى أنهم قاصرون مهما بلغوا. الله المستعان. نعم.
القارئ : " ومثال النبي صلى الله عليه وسلم "
الشيخ : شوف يقول : " فإن ذلك كثير التعب قليل الفائدة أو موجب للضرر " فيكون تعب وضرر. نعم.
القارئ : وش بعدها؟
الشيخ : ومثال النبي مثال الطبيب.
القارئ : " ومثال النبي صلى الله عليه وسلم "
الشيخ : لا، ما عندنا صلى الله عليه وسلم.
القارئ : عندي.
الشيخ : ما هي بعندي، عندك؟
الطالب : ما عندي.
الشيخ : ما هي عندنا، لأنه لا يريد محمد صلى الله عليه وسلم، مثال النبي يعني في أمته، عام.
القارئ : " ومثال النبي مثال طبيب دخل على مريض فرأى مرضه فعلمه، فقال له : اشرب كذا، أو اجتنب كذا، ففعل ذلك، فحصل غرضه من الشفاء. والمتفلسف قد يطول معه الكلام في سبب ذلك المرض وصفته وذمه وذم ما أوجبه. ولو قال له المريض : فما الذي يشفيني منه؟ لم يكن له بذلك علم تام ".
الشيخ : الله أكبر.
القارئ : " والكلام في بيان تأثير بعض هذه الأسباب قد يكون فيه فتنة لمن ضعف عقله ودينه ".
الشيخ : صحيح، لا شك في هذا، يعني التعمق في هذا ربما يكون فتنة للإنسان إذا لم يكن عنده عقل راسخ أو دين قوي. نعم.
القارئ : " قد يكون فيه فتنة لمن ضعف عقله ودينه بحيث تختطف عقله فيتأله، إذا لم يرزق من العلم والإيمان ما يوجب له الهدى واليقين. ويكفي العاقل أن يعلم أن ما سوى المشروع لا يؤثر بحال، فلا منفعة فيه، أو أنه وإن أثر فضرره أكثر من نفعه ".