القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ويعلم أن الأقسام ثلاثة : أمور قدرها الله ، وهو لا يحبها ولا يرضاها ، فإن الأسباب المحصلة لهذه تكون محرمة موجبة لعقابه . * وأمور شرعها فهو يحبها من العبد ويرضاها ، لكن لم يعنه على حصولها ، فهذه محمودة عنده مرضية ، وإن لم توجد . والقسم الثالث : أن يعين الله العبد على ما يحبه منه . فالأول : إعانة الله . والثاني : عبادة الله . والثالث : جمع له بين العبادة والإعانة . كما قال تعالى : { إياك نعبد وإياك نستعين } .فما كان من الدعاء غير المباح إذا أثر : فهو من باب الإعانة لا العبادة كسائر الكفار والمنافقين والفساق . ولهذا قال تعالى في مريم : { وصدقت بكلمات ربها وكتبه } " وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ " بكلمات الله التامات التي لا يجاوزها بر ولا فاجر " ومن رحمة الله تعالى ، أن الدعاء المتضمن شركًا ، كدعاء غيره أن يفعل ، أو دعائه أن يدعو ، ونحو ذلك - لا يحصل غرض صاحبه ، ولا يورث حصول الغرض شبهة إلا في الأمور الحقيرة ، فأما الأمور العظيمة ، كإنزال الغيث عند القحوط ، أو كشف العذاب النازل ، فلا ينفع فيه هذا الشرك . كما قال تعالى : { قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين. بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون. إليه إن شاء وتنسون ما تشركون } . وقال تعالى : { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورًا } . وقال تعالى : { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض } . وقال تعالى : { قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلًا. أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورًا } . وقال تعالى : { أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئًا ولا يعقلون. قل لله الشفاعة جميعًا } . فكون هذه المطالب العظيمة لا يستجيب فيها إلا هو سبحانه ، دل على توحيده ، وقطع شبهة من أشرك به ، وعلم بذلك أن ما دون هذا أيضًا من الإجابات إنما فعلها هو سبحانه وحده لا شريك له ، وإن كانت تجري بأسباب محرمة أو مباحة ، كما أن خلقه السماوات والأرض والرياح والسحاب ، وغير ذلك من الأجسام العظيمة ، دل على وحدانيته ، وأنه خالق لكل شيء ، وأن ما دون هذا بأن يكون خلقًا له أولى ، إذ هو منفعل عن مخلوقاته العظيمة ، فخالق السبب التام ، خالق للمسبب لا محالة . حفظ
القارئ : رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم:
" ويعلم أن الأقسام ثلاثة : أمور قدرها الله، وهو لا يحبها ولا يرضاها، فإن الأسباب المحصلة لهذه تكون محرمة موجبة لعقابه.
وأمور شرعها فهو يحبها من العبد ويرضاها، لكن لم يعنه على حصولها، فهذه محمودة عنده مرضية، وإن لم توجد.
والقسم الثالث : أن يعين الله العبد على ما يحبه منه.
فالأول : إعانة الله. والثاني : عبادة الله. والثالث : جمع له بين العبادة والإعانة. كما قال تعالى : (( إياك نعبد وإياك نستعين )). فما كان من الدعاء غير المباح ذا أثر "

الشيخ : إذا أثر فهو مباح.
القارئ : " فما كان من الدعاء غير المباح إذا أثر فهو من باب الإعانة لا العبادة، كسائر الكفار والمنافقين والفساق. ولهذا قال تعالى في مريم : (( وصدقت بكلمات ربها وكتبه )) ( وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزها بر ولا فاجر ).
ومن رحمة الله تعالى أن الدعاء المتضمن شركًا، كدعاء غيره أن يفعل، أو دعائه أن يدعو، ونحو ذلك - لا يحصل غرض صاحبه، ولا يورث حصول الغرض شبهة إلا في الأمور الحقيرة، فأما الأمور العظيمة، كإنزال الغيث عند القحوط، أو كشف العذاب النازل، فلا ينفع فيه هذا الشرك. كما قال تعالى : (( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة )) "

الشيخ : أرأيتكم كذا عندكم؟ أنا عندي أرأيتم لكن في المصحف بالكاف ...
القارئ : " كما قال تعالى (( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين. بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون )). وقال تعالى : (( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورًا )).
وقال تعالى : (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض )).
وقال تعالى : (( قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلًا. أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورًا )) "
.
الشيخ : يعني أولئك الذين يدعونهم من دون الله يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب، يعني: يطلبون من الله عز وجل الوسيلة التي تقربهم إلى الله، فهم في أنفسهم محتاجون إلى الوسيلة التي تقربهم إلى الله عز وجل، نعم.
القارئ : " وقال تعالى : (( أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئًا ولا يعقلون. قل لله الشفاعة جميعًا )). فكون هذه المطالب العظيمة لا يستجيب ".
الشيخ : فتكون.
القارئ : أشار إليها.
الشيخ : إي طيب، فتكون أحسن.
القارئ : " فتكون هذه المطالب العظيمة لا يستجيب فيها إلا هو سبحانه، دل على توحيده، وقطع شبهة من أشرك به، وعلم بذلك أن ما دون هذا أيضًا من الإجابات إنما فعلها هو سبحانه وحده لا شريك له، وإن كانت تجري بأسباب محرمة أو مباحة، كما أن خلقه السماوات والأرض والرياح والسحاب وغير ذلك من الأجسام العظيمة، دل على وحدانيته، وأنه خالق لكل شيء، وأن ما دون هذا بأن يكون خلقاً له أولى، إذ هو منفعل عن مخلوقاته العظيمة، فخالق السبب التام، خالق للمسبَّب لا محالة ".