بيان حكم الدعاء خلف الصلاة سواء الفريضة أو النافلة، وحكم تغميض العينين في الصلاة . حفظ
الشيخ : قوله رحمه الله : " في ضمن صلاته " يشير إلى أن الدعاء المشروع في النوافل والفرائض أن يكون في ضمن الصلاة لوجهين :
أولاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) فجعل الدعاء في نفس الصلاة.
وثانياً : أنه قال في التشهد إذا قال ذلك : قال ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ) وقال : ( إذا تشهد أحدكم التشهد الأخير فليستعذ بالله من من أربع ) فجعل الدعاء في ضمن الصلاة. وإذا كان قد جعل الدعاء في ضمن الصلاة تبين أن ما يفعله بعض الناس اليوم من الدعاء بعد الفرائض أو الدعاء بعد النوافل مخالف لما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في كونه يدعو في نفس الصلاة، وإذا كان هذا مخالفا لما تقتضيه السنة فهو أيضاً مخالف لما يقتضيه النظر، لأن كونك تدعو وأنت بين يدي الله تناجيه خير من كونك تدعوه بعد الانصراف، وهذا معنى معقول.
وما تحبيب الدعاء بعد الصلاة النافلة عند كثير من أهل نجد أو الفريضة عند كثير من الوافدين، ما تحسين ذلك إلا كتحسين التغميض في الصلاة، كثير من الناس يقول إنه إذا غمض عينيه في صلاته كان ذلك أخشع له، وهذا من تحسين الشيطان له، لأن التغميض في الصلاة إما مكروه أو خلاف الأولى، لكن الشيطان يحبب للنفوس بحيث إنه إذا غمض يدعي أنه يجتمع قلبه على الصلاة ومعانيها.
فالصواب أن نقول : من أراد أن يدعو الله عز وجل فليدع قبل أن يسلم، إما في السجود، وإما بعد التشهد.
وأما الفريضة فقد بين الله عز وجل ماذا نقول بعدها، فقال سبحانه وتعالى : (( فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله )) اذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم، وفي يوم الجمعة لما كان سبحانه وتعالى منع الناس من البيع والشراء بعد النداء قال : (( إذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله )) فأخر الذكر عن طلب الرزق، لأنهم منعوا من طلب الرزق إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة.
فعلى كل حال صلاة الفريضة بين الله تعالى ماذا يفعل بعدها أو ماذا يقال.
ولا يرد علينا أن الإنسان إذا سلم في الفريضة استغفر ثلاث، والاستغفار هو طلب المغفرة، لأن هذا الاستغفار ليس لعموم الذنوب بل لما حصل من خلل ونقص في الصلاة، ولهذا بدئ به قبل كل شيء، إذا سلم الإنسان قال : أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام إلى آخره. نعم.
القارئ : " الثالث أن الاستجابة "
الشيخ : هل يرد علينا صلاة الاستخارة ؟ لأن صلاة الاستخارة دل الحديث على أن الدعاء بعد التسليم.
لا يرد، لأن هذا شيء خصصه النبي عليه الصلاة والسلام، فليكن على ما خُصص.