القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ويبين صحة هذه العلة أنه صلى الله عليه وسلم لعن من يتخذ قبور الأنبياء مساجد ، ومعلوم أن قبور الأنبياء لا تنبش ولا يكون ترابها نجسا ، وقد قال صلى الله عليه وسلم عن نفسه : " اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد " . وقال : " لا تتخذوا قبري عيدا " ، فعلم أن نهيه عن ذلك من جنس نهيه عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها ؛ لأن الكفار يسجدون للشمس حينئذ ، فسد الذريعة ، وحسم المادة ، بأن لا يصلى في هذه الساعة ، وإن كان المصلي لا يصلي إلا لله ، ولا يدعو إلا الله . وكذلك نهى عن اتخاذ القبور مساجد ، وإن كان المصلي عندها لا يصلي إلا لله ، ولا يدعو إلا الله ؛ لئلا يفضي ذلك إلى دعائها والصلاة لها. وكلا الأمرين قد وقع ، فإن من الناس من يسجد للشمس وغيرها من الكواكب ويدعو لها بأنواع الأدعية والتسبيحات ، ويلبس لها من اللباس والخواتم ما يظن مناسبته لها ، ويتحرى الأوقات والأمكنة والأبخرة المناسبة لها في زعمه . وهذا من أعظم أسباب الشرك الذي ضل به كثير من الأولين والآخرين ؛ حتى شاع ذلك في كثير ممن ينتسب إلى الإسلام ، وصنف فيه بعض المشهورين كتابا سماه : " السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم " على مذهب المشركين من الهند والصابئة ، والمشركين من العرب وغيرهم ، مثل طمطم الهندي ، وملكوشا البابلي ، وابن وحشية ، وأبي معشر البلخي ، وثابت بن قرة ، وأمثالهم ممن دخل في هذا الشرك ، وآمن بالجبت والطاغوت ، وهم ينتسبون إلى أهل الكتاب . كما قال تعالى { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلًا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرًا } ، وقد قال غير واحد من السلف : " الجبت : السحر ، والطاغوت : الأوثان " ، وبعضهم قال : "الشيطان" وكلاهما حق . هؤلاء يجمعون بين الجبت الذي هو السحر ، والشرك الذي هو عبادة الطاغوت ، كما يجمعون بين السحر ودعوة الكواكب ، وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام - بل ودين جميع الرسل - أنه شرك محرم ، بل هذا من أعظم أنواع الشرك الذي بعثت الرسل بالنهي عنه ، ومخاطبة إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم لقومه كانت في نحو هذا الشرك . حفظ
القارئ : قال رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم : " ويبين صحة هذه العلة أنه صلى الله عليه وسلم لعن من يتخذ قبور الأنبياء مساجد، ومعلوم أن قبور الأنبياء لا تنبش ولا يكون ترابها نجساً، وقد قال صلى الله عليه وسلم عن نفسه : ( اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد ). وقال : ( لا تتخذوا قبري عيدا )، فعلم أن نهيه عن ذلك من جنس نهيه عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، لأن الكفار يسجدون للشمس حينئذ، فسد الذريعة وحسم المادة، بأن لا يصلى في هذه الساعة، وإن كان المصلي لا يصلي إلا لله، ولا يدعو إلا الله. وكذلك نهى عن اتخاذ القبور مساجد، وإن كان المصلي عندها لا يصلي إلا لله، ولا يدعو إلا الله، لئلا يُفضي ذلك إلى دعائها والصلاة لها، وكلا الأمرين قد وقع، فإن من الناس من يسجد للشمس وغيرها من الكواكب ويدعو لها بأنواع الأدعية والتسبيحات، ويلبس لها من اللباس والخواتم ما يظن مناسبته لها، ويتحرى الأوقاتِ والأمكنة ".
الشيخ : الأوقاتَ.
القارئ : الأوقاتَ
الشيخ : قلت الأوقاتِ
القارئ : سم.
الشيخ : أنت قلت الأوقاتِ، ظننت أنها جمع مؤنث سالم؟
القارئ : إي نعم
الشيخ : وهي؟
القارئ : ملحقة.
الشيخ : ملحقة بجمع المؤنث السالم، إذن بالكسر، لكني أقول أنا إنها بالنصب: الأوقاتَ.
القارئ : الأوقاتَ؟
الشيخ : نعم، هل حفظت الألفية ؟
القارئ : لا يا شيخ.
الشيخ : فاتك شيء كثير.
الطالب : جمع تكسير والتاء أصلية.
الشيخ : التاء أصلية وابن مالك يقول : " وما بتاء وألف قد جمعا" إي نعم.
القارئ : " ويتحرى الأوقاتَ والأمكنة والأبخرة المناسبة لها في زعمه. وهذا من أعظم أسباب الشرك الذي ضل به كثير من الأولين والآخرين، حتى شاع ذلك في كثير ممن ينتسب إلى الإسلام، وصنف فيه بعض المشهورين كتابا سماه: "السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم" على مذهب المشركين من الهند والصابئة، والمشركين من العرب وغيرهم، مثل طمطم الهندي، وملكوشاً البابلي، وابن وحشية "
الشيخ : وملكوشا.
القارئ : عندي منونة يا شيخ.
الشيخ : إي وملكوشا.
القارئ : وملكوشاً البابلي؟
الشيخ : الألف هذه مدة، وملكوشا البابلي.
القارئ : منونة عندي، عندي منونة يا شيخ.
الشيخ : ملكوشاً؟
القارئ : ملكوشاً.
الشيخ : ما يستقيم، لأن طمطم الهندي.
القارئ : عندي قال : في أ و ط: مكلوشا.
الشيخ : هذا هو الصواب.
القارئ : وعندي أنا ملكوشاً
الشيخ : لا لا، هذا اسم أعجمي ما ينون.
القارئ : طيب تصير: مكلوشا ولا ملكوشا؟
الشيخ : لا، عندي ملكوشا البابلي.
القارئ : أشار عندي إلى نسختكم يا شيخ، يقول: مكلوشا.
الشيخ : أنا عندي باللام مقدمة على الكاف ...
الطالب : ...
الشيخ : نعم، وش عندك؟
الطالب : ...
الشيخ : لكن الي عندي ملكوشا، رح يا رجال، رحمة الله على ابن تيمية الله المستعان.
القارئ : " وملكوشا البابلي وابن وحشية وأبي معشر البلخي، وثابت بن قرة، وأمثالهم ممن دخل في هذا الشرك، وآمن بالجبت والطاغوت، وهم ينتسبون إلى أهل الكتاب ".
الشيخ : أنا عندي وهم ينتسبون إلى الكتاب.
القارئ : عندي يقول: أهل سقطت من أ و ج و د و ط.
القارئ : " كما قال تعالى: (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلًا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرًا )).
وقد قال غير واحد من السلف : الجبت : السحر، والطاغوت: الأوثان. وبعضهم قال :الشيطان وكلاهما حق.
هؤلاء يجمعون بين الجبت الذي هو السحر، والشرك الذي هو عبادة الطاغوت، كما يجمعون بين السحر ودعوة الكواكب، وهذا مما يُعلم بالاضطرار من دين الإسلام بل ودين جميع الرسل أنه شرك محرم، بل هذا من أعظم أنواع الشرك الذي بُعثت الرسل بالنهي عنه، ومخاطبة إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم لقومه كانت في نحو هذا الشرك "
.