القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وإذا كان كذلك : لم تكن الوسيلة إليه إلا بما من به من فضله وإحسانه ، والحق الذي لعباده هو من فضله وإحسانه ، ليس من باب المعاوضة ، ولا من باب ما أوجبه غيره عليه فإنه سبحانه يتعالى عن ذلك . وإذا سئل بما جعله سببا للمطلوب من الأعمال الصالحة التي وعد أصحابها بكرامته ، وأنه يجعل لهم مخرجا ، ويرزقهم من حيث لا يحتسبون ، فيستجيب دعاءهم ، ومن أدعية عباده الصالحين ، وشفاعة ذوي الوجاهة عنده ، فهذا سؤال وتسبب بما جعله هو سببا . وأما إذا سئل بشيء ليس سببا للمطلوب : فإما أن يكون إقساما عليه به ، فلا يقسم على الله بمخلوق ، وإما أن يكون سؤالا بما لا يقتضي المطلوب فيكون عديم الفائدة ، فالأنبياء والمؤمنون لهم حق على الله بوعده الصادق لهم ، وبكلماته التامة ، ورحمته لهم : أن يمنعهم ، ولا يعذبهم ، وهم وجهاء عنده ، يقبل من شفاعتهم ودعائهم ، ما لا يقبله من دعاء غيرهم . فإذا قال الداعي أسألك بحق فلان ، وفلان لم يدع له ، وهو لم يسأله باتباعه لذلك الشخص ومحبته وطاعته ، بل بنفس ذاته ، وما جعله له ربه من الكرامة ، لم يكن قد سأله بسبب يوجب المطلوب . وحينئذ فيقال: أما التوسل والتوجه إلى الله وسؤاله بالأعمال الصالحة التي أمر بها ، كدعاء الثلاثة الذين آووا إلى الغار بأعمالهم الصالحة ، وبدعاء الأنبياء والصالحين وشفاعتهم ، فهذا مما لا نزاع فيه ، بل هذا من الوسيلة التي أمر الله بها في قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة } ، وقوله سبحانه { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه } ، فإن ابتغاء الوسيلة إليه ، هو : طلب من يتوسل به ، أي يتوصل ويتقرب به إليه سبحانه ، سواء كان على وجه العبادة والطاعة وامتثال الأمر ، أو كان على وجه السؤال له ، والاستعاذة به ، رغبة إليه في جلب المنافع ودفع المضار . ولفظ الدعاء في القرآن يتناول هذا وهذا ، الدعاء بمعنى العبادة ، والدعاء بمعنى المسألة ، وإن كان كل منهما يستلزم الآخر ، لكن العبد قد تنزل به النازلة فيكون مقصوده طلب حاجته ، وتفريج كرباته ، فيسعى في ذلك بالسؤال والتضرع ، وإن كان ذلك من العبادة والطاعة ، ثم يكون في أول الأمر قصده حصول ذلك المطلوب : من الرزق والنصر والعافية مطلقا ، ثم الدعاء والتضرع يفتح له من أبواب الإيمان بالله عز وجل ومعرفته ومحبته ، والتنعم بذكره ودعائه ، ما يكون هو أحب إليه وأعظم قدرا عنده من تلك الحاجة التي أهمته . وهذا من رحمة الله بعباده، يسوقهم بالحاجات الدنيوية إلى المقاصد العلية الدينية. حفظ
القارئ : " وإذا كان كذلك لم تكن الوسيلة إليه إلا بما من به من فضله وإحسانه.
والحق الذي لعباده هو من فضله وإحسانه، ليس من باب المعاوضة، ولا من باب ما أوجبه غيره عليه، فإنه سبحانه هو يتعالى عن ذلك.
وإذا سُئل بما جعله سببا للمطلوب من الأعمال الصالحة التي وعد أصحابها بكرامته، وأنه يجعل لهم مخرجاً، ويرزقهم من حيث لا يحتسبون، فيستجيب دعاءهم، ومن أدعية عباده الصالحين، وشفاعة ذوي الوجاهة عنده، فهذا سؤال وتسبب بما جعله هو سبباً.
وأما إذا سُئل بشيء ليس سببا للمطلوب، فإما أن يكون إقساماً عليه به، فلا يقسم على الله بمخلوق، وإما أن يكون سؤالاً بما لا يقتضي المطلوب، فيكونُ عديم الفائدة، فالأنبياء والمؤمنون لهم حق على الله بوعده الصادق لهم، وبكلماته التامة، ورحمته لهم : أن ينعمهم ولا يعذبهم، وهم وجهاء عنده، يقبل من شفاعتهم ودعائهم ما لا يقبله من دعاء غيرهم.
فإذا قال الداعي أسألك بحق فلان، وفلان لم يدع له، وهو لم يسأله باتباعه لذلك الشخص ومحبته وطاعته، بل بنفس ذاته، وما جعله له ربه من الكرامة، لم يكن قد سأله بسبب يوجب المطلوب.
وحينئذٍ فيقال: أما التوسل والتوجه إلى الله وسؤاله بالأعمال الصالحة التي أمر بها، كدعاء الثلاثة الذين آووا إلى الغار بأعمالهم الصالحة، وبدعاء الأنبياء والصالحين وشفاعتهم، فهذا مما لا نزاع فيه، بل هذا من الوسيلة التي أمر الله بها في قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ))، وقوله سبحانه : (( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه )) فإن ابتغاء الوسيلة إليه هو طلب من يُتوسل به، أي يُتوصل ويتقرب به إليه سبحانه، سواء كان على وجه العبادة والطاعة وامتثال الأمر، أو كان على وجه السؤال له، والاستعاذةُ به "

الشيخ : والاستعاذةِ، بالكسر
القارئ : أنا عندي بدون واو.
الشيخ : بس بالكسر، على وجه السؤال له والاستعاذة به.
القارئ : أضيف الواو؟
الشيخ : إي نعم، ما هي عندك؟
القارئ : " أو كان على وجه السؤال له والاستعاذة به رغبة إليه في جلب المنافع ودفع المضار. ولفظ الدعاء في القرآن يتناول هذا وهذا، الدعاء بمعنى العبادة، أو الدعاء بمعنى المسألة ".
الشيخ : والدعاء ، والدعاء.
القارئ : تصحيح يا شيخ ؟
الشيخ : نعم.
القارئ : " ولفظ الدعاء في القرآن يتناول هذا وهذا، الدعاء بمعنى العبادة، والدعاء بمعنى المسألة وإن كان كل منهما "
الشيخ : الأحسن الدعاءَ " يتناول هذا وهذا الدعاءَ بمعنى العبادة " يعني يتناول الدعاء بمعنى العبادة.
القارئ : " ولفظ الدعاء في القرآن يتناول هذا وهذا، الدعاءَ بمعنى العبادة، والدعاءَ بمعنى المسألة، وإن كان كل منهما يستلزم الآخر، لكن العبد قد تنزل به النازلة فيكون مقصوده طلب حاجته وتفريج كرباته، فيسعى في ذلك بالسؤال والتضرع، وإن كان ذلك من العبادة والطاعة، ثم يكون في أول الأمر قصده حصول ذلك المطلوب من الرزق والنصر والعافية مطلقا، ثم الدعاءُ والتضرع يفتح له من أبواب الإيمان بالله عز وجل ومعرفته ومحبته والتنعم بذكره ودعائه ما يكون هو أحب إليه وأعظم قدراً عنده من تلك الحاجة التي همته ".
الشيخ : أنا عندي أهمته.
الطالب : أهمته.
الشيخ : بالهمزة.
القارئ : تصحيح؟
الشيخ : نعم.
القارئ : " وأعظم قدراً عنده من تلك الحاجة التي أهمته وهذا من رحمة الله بعباده، يسوقهم بالحاجات الدنيوية إلى المقاصد العلية الدينية، وقد يفعل العبد ما أمر به ".
الشيخ : نعم.
السائل : أحسن الله إليكم، الإيجاب على الله، قلنا أنه يجب على الله ما أوجبه على نفسه، دون ما يوجبه العباد عليه، يذكرون بعض أهل العلم استدلال بصفات الله وأسمائه على أفعاله، ويقولون بأن مقتضى اسمه كذا أو صفته كذا أن يفعل كذا.
الشيخ : نعم، لكن قد تظن أن المصلحة فيه وليس كذلك، الآن مثلاً قد يقول الإنسان: أنا من مصلحتي أن الله تعالى يبقي ولدي حتى يكبر ويعينني على عبادة الله وعلى دنياي، ولا يكون من المصلحة، قد يكون سوءً عليك وعلى قبيلته كلها.