القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقد يفعل العبد ما أمر به ابتداء لأجل العبادة لله، والطاعة له، ولما عنده من محبته والإنابة إليه، وخشيته، وامتثال أمره، وإن كان ذلك يتضمن حصول الرزق والنصر والعافية ، وقد قال تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } . وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أهل السنن أبو داود وغيره : " الدعاء هو العبادة " ، ثم قرأ قوله تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } . وقد فسر هذا الحديث مع القرآن بكلا النوعين : " ادعوني " أي اعبدوني وأطيعوا أمري ؛ أستجيب دعاءكم . وقيل : سلوني أعطكم ، وكلا المعنيين حق . وفي الصحيحين في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النزول : " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له . حتى يطلع الفجر " فذكر أولا : إجابته الدعاء ، ثم ذكر : إعطاء السائل ، والمغفرة للمستغفر ، فهذا جلب المنفعة ، وهذا دفع المضرة ، وكلاهما مقصود الداعي المجاب . وقال تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } .
وقد روي : أن بعض الصحابة قال : يا رسول الله ، ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فأنزل الله هذه الآية فأخبر سبحانه أنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ، ثم أمرهم بالاستجابة له وبالإيمان به ، كما قال بعضهم : فليستجيبوا لي إذا دعوتهم ، وليؤمنوا بي إني أجيب دعوتهم . قالوا : وبهذين السببين تحصل إجابة الدعوة : بكمال الطاعة لألوهيته ، وبصحة الإيمان بربوبيته ، فمن استجاب لربه بامتثال أمره ونهيه ؛ حصل مقصوده من الدعاء ، وأجيب دعاؤه ، كما قال تعالى { ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله } أي : يستجيب لهم ، يقال : استجابه واستجاب له . فمن دعاه موقنا أن يجيب دعوة الداعي إذا دعاه أجابه ، وقد يكون مشركا وفاسقا ، فإنه سبحانه هو القائل : { وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدًا أو قائمًا فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضرٍ مسه } ، وهو القائل سبحانه : { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورًا } ، وهو القائل سبحانه { قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين }{ بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون } . ولكن هؤلاء الذين يستجاب لهم لإقرارهم بربوبيته ، وأنه يجيب دعاء المضطر ، إذا لم يكونوا مخلصين له الدين ، في عبادته ، ولا مطيعين له ولرسوله ، كان ما يعطيهم بدعائهم متاعا في الحياة الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق . وقال تعالى : { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذمومًا مدحورًا }{ ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ فأولئك كان سعيهم مشكورًا }{ كلًا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورًا } .
وقد دعا الخليل عليه الصلاة والسلام بالرزق لأهل الإيمان فقال : { وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر } . قال الله تعالى : { ومن كفر فأمتعه قليلًا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير } فليس كل من متعه الله برزق ونصر ، إما إجابة لدعائه ، وإما بدون ذلك ، يكون ممن يحبه الله ويواليه ، بل هو سبحانه يرزق المؤمن والكافر ، والبر والفاجر ، وقد يجيب دعاءهم ويعطيهم سؤلهم في الدنيا ، وما لهم في الآخرة من خلاق . وقد ذكروا أن بعض الكفار من النصارى حاصروا مدينة للمسلمين فنفد ماؤهم العذب ، فطلبوا من المسلمين أن يزودوهم بماء عذب ليرجعوا عنهم ، فاشتور ولاة أمر المسلمين ، وقالوا : بل ندعهم حتى يضعفهم العطش فنأخذهم ، فقام أولئك فاستسقوا ودعوا الله فسقاهم ، فاضطرب بعض العامة ، فقال الملك لبعض العارفين : أدرك الناس فأمر بنصب منبر له وقال : اللهم إنا نعلم أن هؤلاء من الذين تكفلت بأرزاقهم كما قلت في كتابك : { وما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها } ، وقد دعوك مضطرين ، وأنت تجيب المضطر إذا دعاك ، فأسقيتهم ؛ لما تكفلت به من رزقهم ، ولما دعوك مضطرين لا لأنك تحبهم ، ولا تحب دينهم ، والآن فنريد أن ترينا آية يثبت بها الإيمان في قلوب عبادك المؤمنين . فأرسل الله عليهم ريحا فأهلكتهم ، أو نحو هذا . حفظ
القارئ : بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاقتضاء : " وقد يفعل العبد ما أمر به ابتداء لأجل العبادة لله، والطاعة له، ولما عنده من محبته والإنابة إليه، وخشيته، وامتثال أمره، وإن كان ذلك يتضمن حصول الرزق والنصر والعافية، وقد قال تعالى : ((وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )). وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أهل السنن أبو داود وغيره: ( الدعاء هو العبادة )، ثم قرأ قوله تعالى : (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )). وقد فسر هذا الحديث مع القرآن بكلا النوعين : قيل ادعوني أي: اعبدوني وأطيعوا أمري، أستجب دعاءكم. وقيل : سلوني أعطكم، وكلا المعنيين حق. وفي الصحيحين في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النزول : ( ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى يطلع الفجر ) فذكر أولا إجابته الدعاء، ثم ذكر إعطاء السائل، والمغفرة للمستغفر، فهذا جلب المنفعة، وهذا دفع المضرة، وكلاهما مقصود الداعي المجاب. وقال تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ).
وقد روي : ( أن بعض الصحابة قال : يا رسول الله، ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فأنزل الله هذه الآية ) فأخبر سبحانه أنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ثم أمرهم بالاستجابةِ له "
الشيخ : النصب أحسن.
القارئ : نعم.
الشيخ : النصب أحسن، نناجيَه، نناديَه.
القارئ : ( قال : يا رسول الله، ربنا قريب )
الشيخ : فنناجيَه، لأن الجملة الأولى استفهامية.
القارئ : " ( ربنا قريب فنناجيَه أم بعيد فنناديَه ؟ فأنزل الله هذه الآية ) فأخبر سبحانه أنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ثم أمرهم بالاستجابةِ له وبالإيمان به، كما قال بعضهم: فليستجيبوا لي إذا دعوتهم، وليؤمنوا بي أني أجيب دعوتهم. قالوا وبهذين السببين تحصل إجابة الدعوة: لكمال الطاعة لألوهيته، وبصحة الإيمان بربوبيته، فمن استجاب لربه بامتثال أمره ونهيه حصل مقصوده من الدعاء، وأجيب دعاؤه، كما قال تعالى (( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله )) أي : يستجيب لهم، يقال : استجابه واستجاب له.
فمن دعاه موقنا أنه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه أجابه، وقد يكون مشركاً وفاسقاً، فإنه سبحانه هو القائل : (( وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدًا أو قائمًا فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضرٍ مسه ))، وهو القائل سبحانه : (( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورًا ))، وهو القائل سبحانه (( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين * بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون )).
ولكن هؤلاء الذين يُستجاب لهم لإقرارهم بربوبيته، وأنه يجيب دعوة المضطر، إذا لم يكونوا مخلصين له الدين في عبادته ولا مطيعين له ولرسوله، كان ما يعطيهم بدعائهم متاعاً في الحياة الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق. قال تعالى : (( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذمومًا مدحورًا *ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ فأولئك كان سعيهم مشكورًا * كلًا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورًا )).
وقد دعا الخليل عليه الصلاة والسلام "
الشيخ : محظوراً يعني ممنوعاً، ولهذا جاءت بالظاء المشالة دون الضاد. نعم.
القارئ : " وقد دعا الخليل عليه الصلاة والسلام بالرزق لأهل الإيمان، فقال : (( وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر )). قال الله تعالى : (( ومن كفر فأمتعه قليلًا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير )) فليس كل من متعه الله برزق ونصر، إما إجابة لدعائه، وإما بدون ذلك، يكون ممن يحبه الله ويواليه، بل هو سبحانه يرزق المؤمن والكافر، والبر والفاجر، وقد يجيب دعاءهم ويعطيهم سؤالهم في الدنيا، وما لهم في الآخرة من خلاق.
وقد ذكروا أن بعض الكفار من النصارى حاصروا مدينة للمسلمين فنفد ماؤهم العذب، فطلبوا من المسلمين أن يزودوهم بماء عذب ليرجعوا عنهم، فاشتور ولاة أمر المسلمين، وقالوا : بل ندعهم حتى يضعفهم العطش فنأخذُهم ".
الشيخ : فنأخذَهم.
القارئ : " فنأخذَهم، فقام أولئك فاستسقوا ودعوا الله "
الشيخ : أولئك النصارى.
القارئ : " فاستسقوا ودعوا الله فسقاهم "
الشيخ : فقام.
القارئ : " فقام أولئك فاستسقوا "
الشيخ : أولئك النصارى
القارئ : نعم.
الشيخ : أولئك النصارى.
القارئ : نسخة
الشيخ : إي أحسن.
القارئ : " فقام أولئك النصارى فاستسقوا ودعوا الله فسقاهم، فاضطرب بعض العامة، فقال الملك لبعض العارفين: أدرك الناس، فأمر بنصب منبر له، وقال : اللهم إنا نعلم أن هؤلاء من الذين تكفلت بأرزاقهم كما قلت في كتابك : (( وما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها )) وقد دعوك مضطرين، وأنت تجيب المضطر إذا دعاك، فأسقيتهم، لما تكفلت به من رزقهم، ولما دعوك مضطرين لا لأنك تحبهم ولا تحب دينهم "
الشيخ : وتحب.
القارئ : ولا
الشيخ : لا، وتحب دينهم
القارئ : " لا لأنك تحبهم، وتحب دينهم، والآن فنريد أن ترينا آية يثبت بها الإيمان في قلوب عبادك المؤمنين. فأرسل الله عليهم ريحا فأهلكتهم، أو نحو هذا ".
الشيخ : الله أكبر. هذه فتنة يعني قد جعل الله تعالى فتنة في ضال من الضلال، إما أن يجيب دعوته أو يسهل أمره أو ينصره على عدوه أو ما أشبه ذلك، فيغتر به الناس، وهذا من الفتنة. كما أن الله تعالى قد ييسر وسائل المعصية فتنة للناس، فانتبهوا لهذا.
ليس كل من نصره الله من أعداء الله يعني أن الله يحبه، أبداً، فإن الشرع مقدم على ما يقتضيه القدر، ولكن الله يجعل ذلك من الفتن. نعم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاقتضاء : " وقد يفعل العبد ما أمر به ابتداء لأجل العبادة لله، والطاعة له، ولما عنده من محبته والإنابة إليه، وخشيته، وامتثال أمره، وإن كان ذلك يتضمن حصول الرزق والنصر والعافية، وقد قال تعالى : ((وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )). وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أهل السنن أبو داود وغيره: ( الدعاء هو العبادة )، ثم قرأ قوله تعالى : (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )). وقد فسر هذا الحديث مع القرآن بكلا النوعين : قيل ادعوني أي: اعبدوني وأطيعوا أمري، أستجب دعاءكم. وقيل : سلوني أعطكم، وكلا المعنيين حق. وفي الصحيحين في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النزول : ( ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى يطلع الفجر ) فذكر أولا إجابته الدعاء، ثم ذكر إعطاء السائل، والمغفرة للمستغفر، فهذا جلب المنفعة، وهذا دفع المضرة، وكلاهما مقصود الداعي المجاب. وقال تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ).
وقد روي : ( أن بعض الصحابة قال : يا رسول الله، ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فأنزل الله هذه الآية ) فأخبر سبحانه أنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ثم أمرهم بالاستجابةِ له "
الشيخ : النصب أحسن.
القارئ : نعم.
الشيخ : النصب أحسن، نناجيَه، نناديَه.
القارئ : ( قال : يا رسول الله، ربنا قريب )
الشيخ : فنناجيَه، لأن الجملة الأولى استفهامية.
القارئ : " ( ربنا قريب فنناجيَه أم بعيد فنناديَه ؟ فأنزل الله هذه الآية ) فأخبر سبحانه أنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ثم أمرهم بالاستجابةِ له وبالإيمان به، كما قال بعضهم: فليستجيبوا لي إذا دعوتهم، وليؤمنوا بي أني أجيب دعوتهم. قالوا وبهذين السببين تحصل إجابة الدعوة: لكمال الطاعة لألوهيته، وبصحة الإيمان بربوبيته، فمن استجاب لربه بامتثال أمره ونهيه حصل مقصوده من الدعاء، وأجيب دعاؤه، كما قال تعالى (( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله )) أي : يستجيب لهم، يقال : استجابه واستجاب له.
فمن دعاه موقنا أنه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه أجابه، وقد يكون مشركاً وفاسقاً، فإنه سبحانه هو القائل : (( وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدًا أو قائمًا فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضرٍ مسه ))، وهو القائل سبحانه : (( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورًا ))، وهو القائل سبحانه (( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين * بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون )).
ولكن هؤلاء الذين يُستجاب لهم لإقرارهم بربوبيته، وأنه يجيب دعوة المضطر، إذا لم يكونوا مخلصين له الدين في عبادته ولا مطيعين له ولرسوله، كان ما يعطيهم بدعائهم متاعاً في الحياة الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق. قال تعالى : (( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذمومًا مدحورًا *ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ فأولئك كان سعيهم مشكورًا * كلًا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورًا )).
وقد دعا الخليل عليه الصلاة والسلام "
الشيخ : محظوراً يعني ممنوعاً، ولهذا جاءت بالظاء المشالة دون الضاد. نعم.
القارئ : " وقد دعا الخليل عليه الصلاة والسلام بالرزق لأهل الإيمان، فقال : (( وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر )). قال الله تعالى : (( ومن كفر فأمتعه قليلًا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير )) فليس كل من متعه الله برزق ونصر، إما إجابة لدعائه، وإما بدون ذلك، يكون ممن يحبه الله ويواليه، بل هو سبحانه يرزق المؤمن والكافر، والبر والفاجر، وقد يجيب دعاءهم ويعطيهم سؤالهم في الدنيا، وما لهم في الآخرة من خلاق.
وقد ذكروا أن بعض الكفار من النصارى حاصروا مدينة للمسلمين فنفد ماؤهم العذب، فطلبوا من المسلمين أن يزودوهم بماء عذب ليرجعوا عنهم، فاشتور ولاة أمر المسلمين، وقالوا : بل ندعهم حتى يضعفهم العطش فنأخذُهم ".
الشيخ : فنأخذَهم.
القارئ : " فنأخذَهم، فقام أولئك فاستسقوا ودعوا الله "
الشيخ : أولئك النصارى.
القارئ : " فاستسقوا ودعوا الله فسقاهم "
الشيخ : فقام.
القارئ : " فقام أولئك فاستسقوا "
الشيخ : أولئك النصارى
القارئ : نعم.
الشيخ : أولئك النصارى.
القارئ : نسخة
الشيخ : إي أحسن.
القارئ : " فقام أولئك النصارى فاستسقوا ودعوا الله فسقاهم، فاضطرب بعض العامة، فقال الملك لبعض العارفين: أدرك الناس، فأمر بنصب منبر له، وقال : اللهم إنا نعلم أن هؤلاء من الذين تكفلت بأرزاقهم كما قلت في كتابك : (( وما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها )) وقد دعوك مضطرين، وأنت تجيب المضطر إذا دعاك، فأسقيتهم، لما تكفلت به من رزقهم، ولما دعوك مضطرين لا لأنك تحبهم ولا تحب دينهم "
الشيخ : وتحب.
القارئ : ولا
الشيخ : لا، وتحب دينهم
القارئ : " لا لأنك تحبهم، وتحب دينهم، والآن فنريد أن ترينا آية يثبت بها الإيمان في قلوب عبادك المؤمنين. فأرسل الله عليهم ريحا فأهلكتهم، أو نحو هذا ".
الشيخ : الله أكبر. هذه فتنة يعني قد جعل الله تعالى فتنة في ضال من الضلال، إما أن يجيب دعوته أو يسهل أمره أو ينصره على عدوه أو ما أشبه ذلك، فيغتر به الناس، وهذا من الفتنة. كما أن الله تعالى قد ييسر وسائل المعصية فتنة للناس، فانتبهوا لهذا.
ليس كل من نصره الله من أعداء الله يعني أن الله يحبه، أبداً، فإن الشرع مقدم على ما يقتضيه القدر، ولكن الله يجعل ذلك من الفتن. نعم.