القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فإن قيل : قد أمر الله أن نتخذ من مقام إبراهيم مصلى فيقاس عليه غيره . قيل له : هذا الحكم خاص بمقام إبراهيم الذي بمكة ، سواء أريد به المقام عند الكعبة موضع قيام إبراهيم ، أو أريد به المشاعر : عرفة ومزدلفة ومنى ، فلا نزاع بين المسلمين أن المشاعر خصت من العبادات بما لم يشركها فيه سائر البقاع ، كما خص البيت بالطواف " حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد : فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : " فإن قيل : قد أمر الله أن نتخذ من مقام إبراهيم مصلى فيقاس عليه غيره. قيل له : هذا الحكم خاص بمقام إبراهيم الذي بمكة، سواءٌ أريد به المقام الذي عند الكعبة موضع قيام إبراهيم "
الشيخ : سواء؟
القارئ : " سواء أريد به المقام الذي عند الكعبة موضع قيام إبراهيم، أو أريد به المشاعر: عرفة ومزدلفة ومنى، فلا نزاع بين المسلمين أن المشاعر خصت من العبادات بما لم يشركها فيه سائر البقاع، كما خص البيت بالطواف، فما خصت به تلك البقاع لا يقاس به غيرها ".
الشيخ : بل يقال إن رجل من الملوك نذر لله نذراً أن يتعبد لله بعبادة لا يشاركه فيها أحد، فاختلف الناس لأنه ما من عبادة إلا ويمكن أن غيره متلبس بها، إن صلى يمكن يوجد مصلون إن صام يوجد سائمون إن تصدق يوجد متصدقون، فسأل العلماء وطاف بهم، فقال أحدهم: أخلوا له المطاف، إذا أخلو له المطاف وطاف به؟
الطالب : لم يشاركه أحد.
الشيخ : ما يشاركه أحد، لأنه من خصائص الكعبة، الطواف، نعم
... رحمه الله أن مقام إبراهيم (( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )) أنه يحتمل أن المراد مقامه الذي جنب الكعبة، وأن المراد به جميع مقاماته التي قامها كمنى وعرفة ومزدلفة، وأيهما أعم؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني أعم، يشمل هذا كله، فإن قال قائل: الثاني أعم لا شك، لكن كون الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ حين تقدم إلى مقام إبراهيم (( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )) ألا يرجح أنه خاص بهذا المكان ؟ ربما نقول كذلك وربما نقول أن الرسول أراد أن يفسر الآية ببعضها، يفسر الآية ببعضها.
طيب فإذا قال: اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى والإنسان إذا ذهب إلى عرفة لا يؤمر أن يصلي حين تطأ قدمه أرض عرفة؟ قلنا: أن كلمة مصلى يجوز أن يراد بها مكان الصلاة المعروفة، وأن يراد بها مكان الدعاء، لأن الصلاة في اللغة العربية تأتي بمعنى الدعاء كما في قوله تعالى : (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم )) يعني؟
الطالب : ادع لهم.
الشيخ : ادع لهم. نعم.