قال المصنف رحمه الله تعالى : الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين حفظ
الشيخ : يقول مؤلفها " الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين " أما " الحمد لله رب العالمين " فقد أثنى الله بها على نفسه في قوله في سورة الفاتحة (( الحمد لله رب العالمين )) " والعاقبة للمتقين " كذلك أخبر الله بها في كتابه (( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا )) بعده (( فاصبر إن العاقبة للمتقين )) مؤكدة بإن وهذا يعني أن الإنسان يجب عليه أن ينتظر الفرج وأن يصبر ما دام متقيا لله عز وجل فالعاقبة ستكون له وإذا قلنا ستكون له ليس المعنى أنه يجب أنه يدرك هذه العاقبة في حياته أبدا مو شرط قد تكون العاقبة له فيما يدعو إليه الحق ولو بعد مماته ولهذا نجد بعض الدعاة مات بالتعذيب ولم يذق حلاوة العاقبة التي أمر الله بها لكن كان قوله من بعده يورث موروثا عنه فيكون قد ذاق طعم العاقبة التي للمتقين
" ولا عدوان إلا على الظالمين " العدوان هنا عدوان مكافئة وليس ابتداء لأن العدوان الابتدائي أيش؟ ظلم والظالم لا يفلح لكن العدوان الذي هو رفع للظلم هذا يكون على الظالمين كما قال الله تعالى (( ولا عدوان إلا على الظالمين )) كل ظالم نعتدي عليه بمثل ظلمه واعتداؤنا عليه ليس هذا من باب الظلم بل هو من باب إزالة الظلم
" وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له " وقد سبق بيانها في الدرس الماضي ولا حاجة للتكرار
" الملك الحق المبين " هو جلا وعلا ملك وهو مالك ولهذا جاءت قراءتان في سورة الفاتحة (( ملك يوم الدين )) و (( مالك يوم الدين )) والقراءتان
الطالب : سبعيتان
الشيخ : سبعيتان صحيحتان وإذا ضممت احدهما إحداهما إلى الأخرى صار المعنى أنه ملك مالك ملك مالك وأيهما أبلغ في الوصف
الطالب : مالك
الطالب : ملك
الشيخ : إن قلت ملك أخطأت إن قلت مالك أخطأت لأن المالك ملكه محدود أنا أملك مالي وأملك التصرف فيه لكن ليس لي سلطان الملك الملك سلطته عامة ووصفه الملك والسلطان لكن قد يكون هناك ملك بلا ملك أي أنه ملك لكنه ليس بمالك أليس هكذا ؟ نعم يوجد حتى الآن في عهدنا من يسمى ملكا وهو ليس بمالك مثل من
الطالب : ملكة بريطانيا
الشيخ : أي نعم ملكة بريطانيا كما قال الأخ حجاج هي ملكة لكنها ليس لها نصيب من الملك كذلك أيضا يوجد بعض الملوك يكون قاصرا ضعيفا ويدبر المملكة سواه فهذا ملك وليس بمالك هناك مالك وليس بملك وهذا كثير والله عز وجل ملك ملك مالك ولهذا جاءت القراءتان (( مالك يوم الدين )) من أسماء الله تعالى الملك يعني ذو السلطة العالية العليا التي ليس فوقها سلطة وليس مثلها سلطة الحق ضد
الطالب : الباطل
الشيخ : الباطل وهو الثابت الجدير بالأمر والله تعالى نعم ألوهيته وربوبيته حق وهو جدير بذلك جل وعلا وضده الباطل ودليل هذا قوله تعالى (( ذلك بأن الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل )) وفي الآية الاخرى (( وأن ما يدعون من دونه الباطل ))