تتمة تفسير آية [ الحشر : 22_ 24 ] . حفظ
الشيخ : من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بأن الله تعالى هو الذي لا إله إلا هو الملك القدوس العزيز (( الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر )) انتهينا في تفسير الآية إلى قوله (( الجبار ))
الطالب : العزيز ...
الشيخ : العزيز
الطالب : ...
الشيخ : أخذناها بارك الله فيك
الطالب : ...
الشيخ : الجبار الجبار صيغة مبالغة من الجبر والجبر له ثلاثة معاني جبر بمعنى الجبروت وجبر آخر بمعنى جبر الكسير وجبر ثالث بمعنى العلو فالجبر إذن ثلاثة معاني الجبر الأول منين
الطالب : من الجبروت
الشيخ : من الجبروت والجبروت هو القوة والعظمة وما أشبه ذلك وأما الجبر الثاني فهو من جبر الكسير فكم من كسير جبره الله عز وجل فهو سبحانه وتعالى جبار لكل كسر
والثالث من العلو وهذا المعنى قد يكون غريبا كيف يكون الجبر من العلو قال ابن القيم في النونية " مأخوذ من قولهم للنخلة الطويلة هذه نخلة جبارة أي طويلة " والعلو لا شك أنه من صفات الله وإذا كان من صفات الله قد ثبت وكان لمعنى الجبر وكان للجبر الذي بمعنى العلو أصل في اللغة فلا مانع من أن نقول إن الجبار تشمل ثلاثة معاني الجبروت وجبر الكسير والعلو
(( المتكبر )) يعني ذو الكبرياء وليس المعنى مصطنع الكبر لأن تكبر يحتمل بأن تكون بمعنى الاصطناع اصطناع الكبر ويحتمل أن تكون بمعنى أن وصفه الكبرياء والثاني هو المراد الثاني هو المراد فهو سبحانه وتعالى متكبر أي له الكبرياء كما قال تعالى (( وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم )) وهذا الوصف بالنسبة لله حق لكن بالنسبة للمخلوق باطل لأن المخلوق أذل وأقل وأضعف من أن يتكبر ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة خردل من كبر ) فالكبرياء لله عز وجل وأما المخلوق فليس له كبرياء (( سبحان الله عما يشركون )) تقدم الكلام على (( سبحان الله )) و (( عما يشركون )) أي ما يشركون به من الأصنام فهو عال عليها عز وجل منزه عن أن يكون مثلها
(( هو الله الخالق البارئ المصور )) (( الخالق )) من اتصف بالخلق وهو الإيجاد بعد العدم الإيجاد بعد العدم يسمى خلقا وهذا الوصف من خصائصه عز وجل فلا خالق إلا الله وأما ما جاء في الحديث ( أحيوا ما خلقتم ) فإن الخلق المضاف إلى المخلوق ليس معناه إيجاد بعد عدم ولكنه تغيير وتحويل مثلا الصانع يحول صفائح الحديد إلى قدور وأواني فيقال خلقها قدرا خلقها آنية لكن هل هو الخلق المختص بالله وهو الإيجاد بعد العدم؟ أبدا لا يستطيع حد أن يقلب حقيقة بعض الأشياء إلى حقيقة البعض الآخر ابدا ولا أن يوجد شيئا من العدم لكن يمكن أن يحول شيئا من صفة إلى صفة أخرى فالخلق المضاف إلى المخلوق هو بمعنى التغيير أو التحويل وليس معناه التبديل بل ذلك الى الله عز وجل
(( البارئ )) أي الخالق على غير مثال سبق لأن الخالق قد يكون على مثال سابق وقد يكون على مثال غير سابق والبارئ هو هذا الذي على غير مثال سبق يعني ليس خلق خلقا يقلد غيره مثلا أو يعيد خلقا آخر بل هو خالق خلقا ابتداء وخلقا ثانيا
(( المصور )) يعني جاعل الشيء على صورة معينة وهذا أيضا لا يقدر عليه إلا الله من الذي صور بني آدم على هذا الشكل
الطالب : الله
الشيخ : الله وصور البعير على شكل وصور الفرس على شكل وهلم جرا فالله تعالى هو المصور قال الله تعالى (( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء )) ولهذا لا يستطيع أحد ان يجعل القصير طويلا ولا الطويل قصيرا نعم الطويل يمكن أن يجعله قصيرا إذا قطع رأسه ولا ما يمكن
الطالب : ... خلاص
الشيخ : إذا قطع رأسه انتهى ما بقي شيء ولكن لا يمكن أن يقصره في خلقته فالمصور هو الله عز وجل طيب فإذا قال قائل هل يمكن أن الخلق يجعلون الجميل قبيحا أو القبيح جميلا
الطالب : نعم
الشيخ : يمكن
الطالب : نعم
الشيخ : كيف يجعلون الجميل قبيحا
الطالب : يشوهونه
الشيخ : يشوهونه بالجروح حتى يكون قبيحا القبيح جميلا يعني يجرون عملية تجميل لكن مهما كانت إن عملية التجميل ليست كالجمال الأصلي ولهذا لا بد أن يكون على هذا المجمل علامات علامات تدل على أنه قد أجرى عملية تجميل
(( له الأسماء الحسنى )) هذه جملة خبرية مقدم فيها الخبر للحصر (( له )) أي لا لغيره (( الاسماء الحسنى )) سبق الكلام على معناها وتفسيرها (( يسبح له مافي السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم )) (( يسبح )) هذه جملة فعلية فعلها مضارع تدل على الاستمرار لأن (( سبح )) للماضي و (( سبح )) للمستقبل و (( يسبح )) لأيش للحال وقد تكون للماضي وجوبا مثل ما إذا اقترنت بها السين وسوف وقد تكون للماضي وجوبا مثل أن تقترن بها... الدالة على المضي وقد تكون صالحة للجميع حسب السياق فهنا يسبح هل هو تسبيح انقضى أو ما زال ولا يزال
الطالب : ما زال ولا يزال
الشيخ : ما زال ولا يزال طيب (( ما في السماوات وما في الأرض )) (( ما )) هذه اسم موصول والاسم الموصول من صيغ العموم فهل هذا مطابق للواقع أن الله يسبح له ما في السماوات والأرض الجواب لأ لكن يقال التسبيح نوعان تسبيح بلسان الحال وتسبيح بلسان المقال أما التسبيح بلسان الحال فهو عام كل ما في السماوات فهو يسبح الله بلسان الحال ومعنى قولنا بلسان الحال أن حاله تدل على تسبيح الله فالكافر مثلا يسبح الله بلسان الحال أو المقال
الطالب : الحال
الشيخ : بلسان الحال لأن خلقته وما فيها من الإبداع والنظام العجيب الغريب تسبيح لله ولأن صرفه عن الهداية إلى الشقاء أيضا تسبيح لله يدل على كمال الله عز وجل وأنه جل وعلا يريد أن تتم كلمته فجعل الناس مؤمنا وكافرا إذن الكافر يسبح بأيش
الطالب : بلسان الحال
الشيخ : بلسان الحال أما بلسان المقال فلأ لأنه يشرك بالله عز وجل ويصرح بأن الله له شريك وهلم جرا طيب الجمادات تسبح الله
الطالب : نعم
الشيخ : بأيش
الطالب : ...بلسان المقال
الشيخ : بلسان الحال والمقال بلسان الحال والمقال الإنسان المؤمن يسبح الله
الطالب : بلسان الحال ...
الشيخ : بلسان الحال
الطالب : والمقال
الشيخ : والمقال فصار كل ما في السماوات والأرض يسبح الله بلسان الحال والمقال إلا الكافر فإنه يسبح الله بلسان الحال لا بلسان المقال