قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأنه : << ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير * له مقاليد السموات والأرض يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر إنه بكل شيئ عليم >> [ الشورى : 11_ 12 ] حفظ
الشيخ : نعم يقول من جملة عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بأن الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (( ليس كمثله شيء )) (( شيء )) خبر اسم ليس مؤخر و (( كمثله )) خبرها مقدم
واختلف العلماء في الكاف هل هي زائدة أو أم ماذا فقال بعضهم إنها زائدة وقال بعضهم إنها غير زائدة فالذين قالوا إنها غير زائدة يلزمهم أن يؤلوا المثل إلى معنى تكون به الكاف غير زائدة قالوا نعم المثل هنا بمعنى الصفة أي ليس كصفته شيء وقالوا ان المثل والمثل يأتيان بمعنى واحد والمثل قد اتى بمعنى الصفة كما في قوله تعالى (( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن )) إلى آخره (( مثل )) أي
الطالب : صفة
الشيخ : صفة فقالوا إن المثل هنا بمعنى الصفة وعلى هذا فتكون الكاف أيش زائدة أو غير زائدة غير زائدة ليس كصفته شيء وقال بعضهم إن إن مثل بمعنى نفس أي ذات أي ليس كذاته شيء وعلى هذا فالكاف
الطالب : غير زائدة
الشيخ : ها غير زائدة طيب وقال بعضهم أن المثل بمعنى المماثلة وعلى هذا تكون الكاف زائدة لأنك إذا قلت (( ليس كمثله )) بمعنى المماثل أثبت له مماثل وأن المماثل ليس له مماثل أليس كذلك وهذا لا يستقيم قالوا إذن الكاف زائدة للتوكيد كما تزاد الباء وكما تزاد من للتوكيد كذلك هنا الكاف زيدت للتوكيد أيش التوكيد قالوا التوكيد نفي المماثلة توكيد نفي المماثل يعني أن الله ليس له مماثل وعلى فرض أن يكون له مماثل فليس لمماثليه مماثل وعلى هذا فتكون الكاف زائدة للتوكيد وهذا كله لأن المسلمين متفقون على أن الله سبحانه وتعالى ليس له مثل كما دلت على ذلك آيات صريحة مثل قوله تعالى (( هل تعلم سميا )) وقوله تعالى (( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) وقوله (( ليس كمثله شيء )) هذه صفة من الصفات المنفية فلماذا نفيت المماثلة لكماله وعدم إلحاق أحد به فهو لكماله لا يوجد له مثيل أبدا لا لأنه ليس بموجود ولكن لأنه موجود لكن لا يماثله أحد وفي هذه الجملة رد على الممثلة الذين يقولون إن الله تعالى له مثيل ويمثلون الله بالخلق والعياذ بالله حتى قام بعضهم خطيبا وقال " سلوني عن كل شيء أخبركم به وأعفوني عن الفرج واللحية " نسأل الله العافية لأن الفرج لا يحتاج إليه إلا من يحتاج إلى النسل واللحية على زعمه تنافي الجمال لأن الأمرد أجمل من ذي اللحية فقال أعفوني عن هذا الباقي أنا مستعد أن أمثله له أقول اليد مثل يدك مثلا الوجه كذلك وهذا رأي من؟ الضلال الممثلة الذين يعبدون الصنم قال ابن القيم رحمه الله في مقدمة النونية قال " المعطل يعبد عدما والممثل يعبد صنما " صحيح الممثل يعبد صنم لأنه يقول الله مثل كذا والمعطل يعبد عدما لأن نتيجة تعطيلهم أن لا وجود لله طيب المهم هذه الآية فيها رد صريح على من الممثلة
(( وهو السميع البصير )) السميع من أسمائه والبصير من أسمائه عز وجل السميع من أسمائه قال العلماء وينقسم إلى قسمين سمع إجابة وسمع إدراك يعني أن سمع الله ينقسم إلى قسمين سمعي إجابة وسمع إدراك من سمع الإجابة قوله تعالى (( إن ربي لسميع الدعاء )) المعنى سامع والا مجيب
الطالب : مجيب
الشيخ : ليش لأن مجرد السمع ليس به ذاك الثناء وهذا توسل إلى الله عز وجل أن يجيب الله الدعوة والتوسل إلى الله تعالى بمجرد إدراكه للصوت ليس ليس وسيلة في الواقع التوسل إلى الله بكونه مجيبا للدعاء فيجيب دعاء هذا السائل ومنه أيضا قول المصلي سمع الله لمن حمده سمع الله لمن حمده يعني استجاب الله لمن حمده وسمع الإدراك سمع الإدراك ينقسم إلى أقسام تارة يكون للتأييد وتارة للتهديد وتارة لبيان شمول إدراكه عز وجل سمعتم الآن
الطالب : نعم
الشيخ : الأقسام كم التهديد والتأييد وبيان شمول سمعه عز وجل لكل شيء ففي قول الله تبارك وتعالى (( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء )) هذا للتهديد بدليل قوله (( سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق )) ومثل قوله تعالى (( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم )) هذا أيضا للتهديد لقوله (( بلى ورسلنا لديهم يكتبون )) وتارة يكون لتأييد كقوله تعالى لموسى وهارون (( لا تخافا إنني معكما )) أيش
الطالب : أسمع وأرى
الشيخ : (( أسمع وأرى )) هذا ليس المراد مجرد إخبار موسى وهارون إن الله يسمعهما ويراهما بل المراد أيش التأييد والنصر وما أشبه ذلك وتارة يراد به بيان شمول سمع الله لكل شيء كقوله تعالى (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما )) ولهذا قالت عائشة ( الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد كنت في طرف الحجرة وإن حديثها ليخفى علي ) ( وإنه ليخفى علي بعض حديثها ) والله عز وجل من فوق سبع سماوات يسمع هذا المراد به بيان شمول سمع الله لكل شيء إن تكلمت في بيتك فالله يسمعك إن تكلمت في ملأ فالله يسمعك إن حدثت نفسك فالله يسمعك أو يعلم
الطالب : يعلم
الشيخ : إن حدثت نفسك
الطالب : يعلم
الشيخ : فالله يعلم فإن حركت بلسانك حتى صار قولا فالله يسمع وإن خفي ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي ( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملء خير منهم ) طيب إذن السمع ينقسم أولا إلى
الطالب : قسمين
الشيخ : الأول بمعنى الإيجاب والثاني بمعنى الإدراك والإدراك ثلاثة أقسام أو قل ثلاثة أنواع أما قوله (( البصير )) فمعناه ذو البصر ولكن البصير يكون بصير علم يكون بصير علم وبصير رؤية فهل المراد هذا أو هذا أو هما؟ نعم المراد كلاهما فهو جل وعلا سميع بصير بمعنى البصر الرؤية يرى كل شيء وإن خفي وإن بعد نعم فانه تعالى يراه لا يغيب عنه شيء كذلك بصر علم مثل قوله تعالى (( والله بصير بما تعملون )) (( والله بصير بالعباد )) وما أشبه ذلك المعنى عليم بهم ولهذا جاءت معداة بالباء بصير بكذا ولو كان البصر هنا بمعنى الرؤية لقال بصير لقال يبصرهم ما قال يبصر بهم طيب فقوله تعالى (( أبصر به وأسمع )) أين البصر عند هذا
الطالب : ...
الشيخ : الظاهر يشمل الأمرين جميعا وإن كان قد يقول قائل إن (( أسمع )) عندما ذكر السمع هذا يدل على انه بصر الرؤية لكن كونه شاملا أحسن في هذه الآية الكريمة إثبات السميع اسم من أسماء الله والبصير اسم من أسماء الله فهل هذا الاسمان مما يتعلق بالإيمان بهما ثلاثة أمور أو أمران
الطالب : ثلاثة أمور
الشيخ : ثلاثة أمور لأنهما متعديان فنؤمن بالسميع اسما وبالسمع صفة وبأنه يسمع حكما وأثرا وكذلك يقال بالبصر هل يلزم من إثبات السمع إثبات الأذن
الطالب : لا
الشيخ : لا يلزم هل يلزم من إثبات البصر إثبات العين
الطالب : لا
الشيخ : لأ لا يلزم
الطالب : ...
الشيخ : لا يلزم ولهذا نقول لا نثبت لله أذنا لأنه لم يرد أن لله أذنا ونثبت لله عينا لا بهذه الآية لآية أخرى مثل قوله تعالى (( ولتصنع على عيني )) وقوله تعالى (( تجري بأعيننا )) واضح يا جماعة طيب
فإن قال قائل لماذا لماذا لا تقولون إنه من لزوم السمع إثبات الأذن قلنا لا نقول ذلك أليست أليست الأرض تحدث أخبارها
الطالب : بلى
الشيخ : وهو ما عمل عليها من خير أو شر أو قول أو فعل وهل لها أذن
الطالب : لا
الشيخ : لأ طيب فإن قال قائل ما تقولون في قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أذن الله لشيء إذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به ) فقال ( ما أذن ) قلنا أذن هنا بمعنى استمع بمعنى استمع وقد يقال أذن هنا بمعنى الإذن القدري الكوني ليس بمعنى الاستماع لكن الأول أصح أنها أذن بمعنى استمع ولا يلزم من الاستماع إلا السماع أما إثبات الأذن فالأذن شيء آخر فوق السماع ولذلك لو قطعت أذن واحد يسمع والا ما يسمع
الطالب : يسمع
الشيخ : انتبه
الطالب : السمع يكون خفيف
الشيخ : قطعت أذنه يا اخي
الطالب : يسمع
الشيخ : يسمع لو قطعت أذنه ولو قلعت عينه
الطالب : لا يرى
الشيخ : طيب لماذا لا نقول إذا قطعت أذنه لا يسمع
الطالب : لأن السمع من الداخل
الشيخ : لأن السمع من الداخل وهذه الأذن إنما كانت على هذه الصفة من أجل تنظيم دخول الهواء على صماخ الأذن لأنكم تعرفون الصوت له هواء أتظنون الآن صوتي ماله هواء يدفعه لا له هوا لو جاءت الأصوات على الأذن وهي مخروقة فقط بدون هذه التعرجات لأثرت لأن الإنسان دائما يسمع الأصوات لكن من حكمة الله عز وجل أن الله جعل تعرجات من أجل أن الصوت يلف يمين ويسار فيدخل إلى الصماخ بهدوء وهذا واضح ولذلك تجد الإنسان إذا قطعت أذنه تكثر عليه الآلام من الداخل تكثر عليه الآلام من الداخل لأن الهواء يأتي بقوة فيزعج السماع الداخلي طيب
وقال " ونؤمن بأن له مقاليد السماوات والأرض (( يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم )) " (( له مقاليد )) المقاليد جمع مقلاد وهو بمعنى القلادة أي أن أزمة الأمور بيد الله عز وجل في السماوات وفي الأرض فنسأل الله تعالى أن ... يرسخ إيماننا بذلك لان الإنسان إذا آمن بهذا حق الإيمان رضي بالله بالخير وبالشر ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له )
أنت إذا آمنت بهذا تمام الإيمان اطمأننت إذا أصابك الله بضر ... من انت؟ ألست عبد الله أليس الله له مقاليد السماوات والأرض أليس الله يفعل ما يشاء؟ والحمد لله أنه إذا ابتلاني بضرر أثابني على ذلك وإن ابتلاني بسراء أيضا امتحنني بذلك (( هذا من فضل ربي ليبلوني )) أيش
الطالب : (( أأشكر أم أكفر ))
الشيخ : (( أأشكر أم أكفر )) ولهذا قد نقول أحيانا إن الابتلاء بالنعماء أشد من الابتلاء بالضراء لأن النعمة ... على الاشر والبطر وقل من يقوم بذلك حتى قال عليه الصلاة والسلام ( والله ما الفقر أخشى عليكم وإنما أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم ) وصدق الرسول عليه الصلاة السلام إن الإنسان يشعر أحيانا بأنه لو كان فقيرا محتسبا صابرا خير مما لو كان غنيا مترفا غافلا فعلى كل حال اقول إذا آمن الإنسان بأن الله له مقاليد السماوات والأرض اطمأن تماما ورضي وهانت عليه المصائب وانظر إلى الله عز وجل يصبرنا سبحانه وتعالى وله المنة والفضل (( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله )) أنت إذا علمت أنه بإذن الله ماذا تقول
الطالب : آمنت
الشيخ : عجيب أقول آمنت بالله وأنا عبده يفعل ما يشاء ولهذا قال (( ومن يؤمن بالله يهد قلبه )) قال علقمة رحمه الله وهو أحد اكابر أصحاب ابن مسعود قال " هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم "
(( يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر )) (( يبسط )) يوسع (( يقدر )) يضيق كما قال تعالى (( ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله )) وقوله (( لمن يشاء )) هل هو مجرد مشيئة أن الله يبسط ويقدر؟ نقول لا ليس مجرد مشيئة بل مشيئة مقرونة بحكمة كما قال تعالى (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله )) أتم (( إن الله كان عليما حكيما )) فهو جل وعلا يشاء الاشياء لا أحد يرده لكن مشيئته تابعة لحكمته فمن اقتضت حكمة الله أن يبسط له الرزق بسطه ومن اقتضت حكمته أن يضيق عليه رزقه ضيق عليه ولهذا ختمها بالعلم فقال (( إنه بكل شيء عليم ))
واختلف العلماء في الكاف هل هي زائدة أو أم ماذا فقال بعضهم إنها زائدة وقال بعضهم إنها غير زائدة فالذين قالوا إنها غير زائدة يلزمهم أن يؤلوا المثل إلى معنى تكون به الكاف غير زائدة قالوا نعم المثل هنا بمعنى الصفة أي ليس كصفته شيء وقالوا ان المثل والمثل يأتيان بمعنى واحد والمثل قد اتى بمعنى الصفة كما في قوله تعالى (( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن )) إلى آخره (( مثل )) أي
الطالب : صفة
الشيخ : صفة فقالوا إن المثل هنا بمعنى الصفة وعلى هذا فتكون الكاف أيش زائدة أو غير زائدة غير زائدة ليس كصفته شيء وقال بعضهم إن إن مثل بمعنى نفس أي ذات أي ليس كذاته شيء وعلى هذا فالكاف
الطالب : غير زائدة
الشيخ : ها غير زائدة طيب وقال بعضهم أن المثل بمعنى المماثلة وعلى هذا تكون الكاف زائدة لأنك إذا قلت (( ليس كمثله )) بمعنى المماثل أثبت له مماثل وأن المماثل ليس له مماثل أليس كذلك وهذا لا يستقيم قالوا إذن الكاف زائدة للتوكيد كما تزاد الباء وكما تزاد من للتوكيد كذلك هنا الكاف زيدت للتوكيد أيش التوكيد قالوا التوكيد نفي المماثلة توكيد نفي المماثل يعني أن الله ليس له مماثل وعلى فرض أن يكون له مماثل فليس لمماثليه مماثل وعلى هذا فتكون الكاف زائدة للتوكيد وهذا كله لأن المسلمين متفقون على أن الله سبحانه وتعالى ليس له مثل كما دلت على ذلك آيات صريحة مثل قوله تعالى (( هل تعلم سميا )) وقوله تعالى (( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) وقوله (( ليس كمثله شيء )) هذه صفة من الصفات المنفية فلماذا نفيت المماثلة لكماله وعدم إلحاق أحد به فهو لكماله لا يوجد له مثيل أبدا لا لأنه ليس بموجود ولكن لأنه موجود لكن لا يماثله أحد وفي هذه الجملة رد على الممثلة الذين يقولون إن الله تعالى له مثيل ويمثلون الله بالخلق والعياذ بالله حتى قام بعضهم خطيبا وقال " سلوني عن كل شيء أخبركم به وأعفوني عن الفرج واللحية " نسأل الله العافية لأن الفرج لا يحتاج إليه إلا من يحتاج إلى النسل واللحية على زعمه تنافي الجمال لأن الأمرد أجمل من ذي اللحية فقال أعفوني عن هذا الباقي أنا مستعد أن أمثله له أقول اليد مثل يدك مثلا الوجه كذلك وهذا رأي من؟ الضلال الممثلة الذين يعبدون الصنم قال ابن القيم رحمه الله في مقدمة النونية قال " المعطل يعبد عدما والممثل يعبد صنما " صحيح الممثل يعبد صنم لأنه يقول الله مثل كذا والمعطل يعبد عدما لأن نتيجة تعطيلهم أن لا وجود لله طيب المهم هذه الآية فيها رد صريح على من الممثلة
(( وهو السميع البصير )) السميع من أسمائه والبصير من أسمائه عز وجل السميع من أسمائه قال العلماء وينقسم إلى قسمين سمع إجابة وسمع إدراك يعني أن سمع الله ينقسم إلى قسمين سمعي إجابة وسمع إدراك من سمع الإجابة قوله تعالى (( إن ربي لسميع الدعاء )) المعنى سامع والا مجيب
الطالب : مجيب
الشيخ : ليش لأن مجرد السمع ليس به ذاك الثناء وهذا توسل إلى الله عز وجل أن يجيب الله الدعوة والتوسل إلى الله تعالى بمجرد إدراكه للصوت ليس ليس وسيلة في الواقع التوسل إلى الله بكونه مجيبا للدعاء فيجيب دعاء هذا السائل ومنه أيضا قول المصلي سمع الله لمن حمده سمع الله لمن حمده يعني استجاب الله لمن حمده وسمع الإدراك سمع الإدراك ينقسم إلى أقسام تارة يكون للتأييد وتارة للتهديد وتارة لبيان شمول إدراكه عز وجل سمعتم الآن
الطالب : نعم
الشيخ : الأقسام كم التهديد والتأييد وبيان شمول سمعه عز وجل لكل شيء ففي قول الله تبارك وتعالى (( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء )) هذا للتهديد بدليل قوله (( سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق )) ومثل قوله تعالى (( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم )) هذا أيضا للتهديد لقوله (( بلى ورسلنا لديهم يكتبون )) وتارة يكون لتأييد كقوله تعالى لموسى وهارون (( لا تخافا إنني معكما )) أيش
الطالب : أسمع وأرى
الشيخ : (( أسمع وأرى )) هذا ليس المراد مجرد إخبار موسى وهارون إن الله يسمعهما ويراهما بل المراد أيش التأييد والنصر وما أشبه ذلك وتارة يراد به بيان شمول سمع الله لكل شيء كقوله تعالى (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما )) ولهذا قالت عائشة ( الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد كنت في طرف الحجرة وإن حديثها ليخفى علي ) ( وإنه ليخفى علي بعض حديثها ) والله عز وجل من فوق سبع سماوات يسمع هذا المراد به بيان شمول سمع الله لكل شيء إن تكلمت في بيتك فالله يسمعك إن تكلمت في ملأ فالله يسمعك إن حدثت نفسك فالله يسمعك أو يعلم
الطالب : يعلم
الشيخ : إن حدثت نفسك
الطالب : يعلم
الشيخ : فالله يعلم فإن حركت بلسانك حتى صار قولا فالله يسمع وإن خفي ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي ( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملء خير منهم ) طيب إذن السمع ينقسم أولا إلى
الطالب : قسمين
الشيخ : الأول بمعنى الإيجاب والثاني بمعنى الإدراك والإدراك ثلاثة أقسام أو قل ثلاثة أنواع أما قوله (( البصير )) فمعناه ذو البصر ولكن البصير يكون بصير علم يكون بصير علم وبصير رؤية فهل المراد هذا أو هذا أو هما؟ نعم المراد كلاهما فهو جل وعلا سميع بصير بمعنى البصر الرؤية يرى كل شيء وإن خفي وإن بعد نعم فانه تعالى يراه لا يغيب عنه شيء كذلك بصر علم مثل قوله تعالى (( والله بصير بما تعملون )) (( والله بصير بالعباد )) وما أشبه ذلك المعنى عليم بهم ولهذا جاءت معداة بالباء بصير بكذا ولو كان البصر هنا بمعنى الرؤية لقال بصير لقال يبصرهم ما قال يبصر بهم طيب فقوله تعالى (( أبصر به وأسمع )) أين البصر عند هذا
الطالب : ...
الشيخ : الظاهر يشمل الأمرين جميعا وإن كان قد يقول قائل إن (( أسمع )) عندما ذكر السمع هذا يدل على انه بصر الرؤية لكن كونه شاملا أحسن في هذه الآية الكريمة إثبات السميع اسم من أسماء الله والبصير اسم من أسماء الله فهل هذا الاسمان مما يتعلق بالإيمان بهما ثلاثة أمور أو أمران
الطالب : ثلاثة أمور
الشيخ : ثلاثة أمور لأنهما متعديان فنؤمن بالسميع اسما وبالسمع صفة وبأنه يسمع حكما وأثرا وكذلك يقال بالبصر هل يلزم من إثبات السمع إثبات الأذن
الطالب : لا
الشيخ : لا يلزم هل يلزم من إثبات البصر إثبات العين
الطالب : لا
الشيخ : لأ لا يلزم
الطالب : ...
الشيخ : لا يلزم ولهذا نقول لا نثبت لله أذنا لأنه لم يرد أن لله أذنا ونثبت لله عينا لا بهذه الآية لآية أخرى مثل قوله تعالى (( ولتصنع على عيني )) وقوله تعالى (( تجري بأعيننا )) واضح يا جماعة طيب
فإن قال قائل لماذا لماذا لا تقولون إنه من لزوم السمع إثبات الأذن قلنا لا نقول ذلك أليست أليست الأرض تحدث أخبارها
الطالب : بلى
الشيخ : وهو ما عمل عليها من خير أو شر أو قول أو فعل وهل لها أذن
الطالب : لا
الشيخ : لأ طيب فإن قال قائل ما تقولون في قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أذن الله لشيء إذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به ) فقال ( ما أذن ) قلنا أذن هنا بمعنى استمع بمعنى استمع وقد يقال أذن هنا بمعنى الإذن القدري الكوني ليس بمعنى الاستماع لكن الأول أصح أنها أذن بمعنى استمع ولا يلزم من الاستماع إلا السماع أما إثبات الأذن فالأذن شيء آخر فوق السماع ولذلك لو قطعت أذن واحد يسمع والا ما يسمع
الطالب : يسمع
الشيخ : انتبه
الطالب : السمع يكون خفيف
الشيخ : قطعت أذنه يا اخي
الطالب : يسمع
الشيخ : يسمع لو قطعت أذنه ولو قلعت عينه
الطالب : لا يرى
الشيخ : طيب لماذا لا نقول إذا قطعت أذنه لا يسمع
الطالب : لأن السمع من الداخل
الشيخ : لأن السمع من الداخل وهذه الأذن إنما كانت على هذه الصفة من أجل تنظيم دخول الهواء على صماخ الأذن لأنكم تعرفون الصوت له هواء أتظنون الآن صوتي ماله هواء يدفعه لا له هوا لو جاءت الأصوات على الأذن وهي مخروقة فقط بدون هذه التعرجات لأثرت لأن الإنسان دائما يسمع الأصوات لكن من حكمة الله عز وجل أن الله جعل تعرجات من أجل أن الصوت يلف يمين ويسار فيدخل إلى الصماخ بهدوء وهذا واضح ولذلك تجد الإنسان إذا قطعت أذنه تكثر عليه الآلام من الداخل تكثر عليه الآلام من الداخل لأن الهواء يأتي بقوة فيزعج السماع الداخلي طيب
وقال " ونؤمن بأن له مقاليد السماوات والأرض (( يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم )) " (( له مقاليد )) المقاليد جمع مقلاد وهو بمعنى القلادة أي أن أزمة الأمور بيد الله عز وجل في السماوات وفي الأرض فنسأل الله تعالى أن ... يرسخ إيماننا بذلك لان الإنسان إذا آمن بهذا حق الإيمان رضي بالله بالخير وبالشر ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له )
أنت إذا آمنت بهذا تمام الإيمان اطمأننت إذا أصابك الله بضر ... من انت؟ ألست عبد الله أليس الله له مقاليد السماوات والأرض أليس الله يفعل ما يشاء؟ والحمد لله أنه إذا ابتلاني بضرر أثابني على ذلك وإن ابتلاني بسراء أيضا امتحنني بذلك (( هذا من فضل ربي ليبلوني )) أيش
الطالب : (( أأشكر أم أكفر ))
الشيخ : (( أأشكر أم أكفر )) ولهذا قد نقول أحيانا إن الابتلاء بالنعماء أشد من الابتلاء بالضراء لأن النعمة ... على الاشر والبطر وقل من يقوم بذلك حتى قال عليه الصلاة والسلام ( والله ما الفقر أخشى عليكم وإنما أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم ) وصدق الرسول عليه الصلاة السلام إن الإنسان يشعر أحيانا بأنه لو كان فقيرا محتسبا صابرا خير مما لو كان غنيا مترفا غافلا فعلى كل حال اقول إذا آمن الإنسان بأن الله له مقاليد السماوات والأرض اطمأن تماما ورضي وهانت عليه المصائب وانظر إلى الله عز وجل يصبرنا سبحانه وتعالى وله المنة والفضل (( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله )) أنت إذا علمت أنه بإذن الله ماذا تقول
الطالب : آمنت
الشيخ : عجيب أقول آمنت بالله وأنا عبده يفعل ما يشاء ولهذا قال (( ومن يؤمن بالله يهد قلبه )) قال علقمة رحمه الله وهو أحد اكابر أصحاب ابن مسعود قال " هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم "
(( يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر )) (( يبسط )) يوسع (( يقدر )) يضيق كما قال تعالى (( ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله )) وقوله (( لمن يشاء )) هل هو مجرد مشيئة أن الله يبسط ويقدر؟ نقول لا ليس مجرد مشيئة بل مشيئة مقرونة بحكمة كما قال تعالى (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله )) أتم (( إن الله كان عليما حكيما )) فهو جل وعلا يشاء الاشياء لا أحد يرده لكن مشيئته تابعة لحكمته فمن اقتضت حكمة الله أن يبسط له الرزق بسطه ومن اقتضت حكمته أن يضيق عليه رزقه ضيق عليه ولهذا ختمها بالعلم فقال (( إنه بكل شيء عليم ))