إعادة قول المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأنه : << ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير * له مقاليد السموات والأرض يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر إنه بكل شيئ عليم >> [ الشورى : 11_ 12 ] حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف وفقه الله " ومن آيات " نعم " ونؤمن بأنه (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) تكلمنا على هذه الآية
الطالب : نعم
الشيخ : ها
الطالب : نعم
الشيخ : نعم وبينا أن هذه الجملة تقطع حجة كل معطل لأن عامة أقوال المعطلين يحتجون عليها بهذه الآية نعم يحتجون عليها بأن إثباتها يستلزم المماثلة فنرد عليهم بذلك ونقول لله عين لكن ليست كمثل أعيننا لأن الله يقول (( ليس كمثله شيء )) بأن له وجها لكن ليس كوجوهنا لأن الله ليس كمثله شيء ونؤكد هذا أي ثبوت أصل المعنى بلا مماثلة بالواقع المحسوس نقول لهؤلاء ألكم أعين سيقولون بلى نقول هل للحمار عين سيقول نعم نقول هل عينك تشبه عين الحمار
الطالب : يقول لا
الشيخ : نعم
الطالب : يقول لا
الشيخ : لأ نقول إذا كان هذا التباين بين المخلوقات بعضها مع بعض فكيف لا يقع التباين بين المخلوق والخالق التباين بين المخلوق والخالق أبين وأوضح وأجلى وأعظم والفرق بين المخلوقات بعضها مع بعض فرق لا يعدو أن يكون اختلافا في الصورة والشكل لكن الفرق بين الخالق والمخلوق فرق عظيم في الذات والصفات وكل شيء وعلى هذا فهذه الآية أو فهذا الجزء من الآية يقطع حجة كل معطل لأن غالب حجج أهل التعطيل أن إثبات الصفات على حقيقتها يستلزم المماثلة فنقول إن الله تعالى يقول (( ليس كمثله شيء )) ثم نقول أيضا هو رد واضح على الممثلة الذين يثبتون صفات الله سبحانه وتعالى مع التمثيل ويقول عين الله حق ولكننها كأعيننا لأن الله لا يخاطبنا إلا بما نفهم فنقول لهم هذا مبطل للآية الكريمة وما أبطل الحق فهو باطل فيكون قولكم هذا باطلا (( وهو السميع البصير )) تكلمنا على السميع أظن بإسهاب وعلى البصير أو لا؟ وعلى البصير فالسميع قلنا إن السميع مشتق من السمع والسمع يكون بمعنى إدراك المسموع وبمعنى إجابة المسموع وقسمنا الإدراك إلى أقسام وأما البصير فأظن أننا لن نتكلم عليه البصير يطلق على العليم ويطلق على الرائي فهو بصير رؤية وبصير علم أما بصره العلمي فإن الله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء سواء كان مرئيا أم مسموعا وأما البصر الذي هو الرؤية بصر الرؤية فإن كل شيء يمكن ان يرى فإنه فإن الله تعالى يراه بل من الأشياء ما لا يمكننا أن نراه بأعيننا ويراه الله عز وجل فيكون بصير بمعنى ايش؟
الطالب : العلم والرؤية
الشيخ : بمعنى العلم والرؤيا أو بمعنى رؤية العلم ورؤية البصر وفي هذه في هذا الجزء من الآية رد على المعطلة فإن قال المعطلة نحن نثبت انه سميع بصير لكن بلا سمع ولا بصر قلنا هذا باطل بجميع اللغات كل لغات العالم لا تذكر شيئا مشتقا إلا وأصله ثابت في الموصوف به لا يمكن ان تقول للأعمى إنه بصير ولا الأصم إنه سميع بل لا يمكن ان تثبت السمع أن تثبت هذين الاسمين إلا لمن اتصف بالسمع والبصر عند جميع اللغات العربية وغير العربية وإذا قالوا إننا نثبت انه سميع بصير كما تقول الاشاعرة نقول لهم إذن أثبتوا أنه حكيم أثبتوا أنه خبير وهكذا مما ينكرونه لأن من أثبت شيئا لزمه أن يثبت
الطالب : مثيله
الشيخ : مثيله أما كونه يثبت بعضا وينفي بعضا فهذا هو الذي يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض (( له مقاليد السماوات والأرض )) (( له مقاليد السماوات والأرض )) يعني أزمة السماوات والأرض بيده عز وجل يتصرف بها كما يشاء لأنه لا يسأل عما يفعل ولا معقب لحكمه (( يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر )) (( يبسط )) أي يوسع (( يقدر )) أي يضيق والرزق بمعنى العطاء والعطاء نوعان عطاء يقوم به البدن وعطاء تقوم به الروح فالأول كالأكل والشرب واللباس والسكن وما أشبه ذلك والثاني كالعلم والإيمان وهذا أعظم منة من الأول لأن الأول يمكن أن يعيش وإذا ... الله أعلم بحالك لكن الثاني إذا مات فإنه يموت على خير لأن عنده من العلم والإيمان ما يرفع الله به ما يرفعه الله به إذن الرزق هو ايش؟ العطاء وهو نوعان الأول ما يتغذى به البدن والثاني ما يتغذى به ما تتغذى به الروح أي القلب فالأول مثل الاكل والشرب والسكن وما إلى ذلك الثاني العلم والإيمان وقوله (( لمن يشاء )) يأتي مثلها كثيرا في القرآن الكريم وكذلك في السنة وهو تعليق الشيء بالمشيئة فهل هي مشيئة مجردة أو مشيئة مقرونة بالحكمة
الطالب : ...
الشيخ : الثاني ولا شك لقول الله تبارك وتعالى (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما )) إن الله كان عليما حكيما فوصف نفسه بالعلم والحكمة بعد قوله (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله )) فدل ذلك على أن الله لا يشاء شيئا إلا مبنيا على علم وحكمة فهو كذلك طيب (( يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ))
إذا قال قائل ما هي الحكمة في بسطه لفلان وتضييقه على فلان قلنا الحكمة أن فلانا لو وسع له في رزقه لكان ذلك سببا لأشره وبطره فكان من الحكمة أن يضيق الله عليه ومن بسط له ربما يكون التضييق عليه سببا لنفوره من ربه عز وجل وسخطه منه وغضبه عليه فيرتد كما قال تعالى (( ومن الناس من يعبد على )) الأخ لا في واحد اقرا الآية
الطالب : (( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابته ... ))
الشيخ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : فتنة (( وإن أصابته فتنة ))
الطالب : ...
الشيخ : (( على وجهه )) أحسنت من الناس من يعبد الله على طرف إن أصابه خير اطمئن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه والفتنة هي الشبهة أو فوات ما يحب ويريد كثير من الناس إذا أصيب بموت حبيب له أو قريب له أو ما أشبه ذلك انقلب على وجهه والعياذ بالله وتسخط من قضاء الله وكره تدبير الله ومن الناس أيضا من يعبد الله على حرف فإذا جاءه من يشككه في العبادة ومن يشككه في الرب عز وجل انقلب على وجهه ولهذا اسأل ربك الثبات دائما إذن من عباد الله من يصلحه أيش
الطالب : الفقر
الشيخ : الغنى ومنهم من يصلحه الفقر ربما يصيب الله الإنسان بالفقر بعد أن كان غنيا لكنه أشر وبطر من اجل هذا الغنى فتكون المصلحة الآن في فقره والعكس بالعكس من الناس من يكون منحرفا حين فقره فإذا أغناه الله بالمال رجع إلى ربه (( إنه بكل شيء عليم )) هذا فيه فيه عموم علم الله بكل شيء من الأعيان او من الأوصاف؟ من الأعيان والأوصاف والأحوال الحاضرة والمستقبلة والماضية هو عليم بها جلا وعلا لا يخفى عليه شيء منها