قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن الله : << عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري بأي أرض تموت إن الله عليم خبير >> [ لقمان : 34 ] حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف حفظه الله تعالى " ونؤمن بأن الله (( عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ان الله عليم خبير )) ونؤمن بأنه " ..
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
من آيات العلم قول الله تبارك وتعالى (( وعنده مفاتح الغيب )) (( عنده )) خبر مقدم و (( مفاتح )) مبتدأ مؤخر وتقديم الخبر يدل على
الطالب : الحصر
الشيخ : الحصر ومفاتح جمع مفتح أو جمع مفتاح فيها قولان والصحيح أنها تشمل الجميع فمفاتيح الغيب عند الله وأمكنة الغيب أيضا عند الله عز وجل
(( علم الساعة )) الساعة هي الساعة الكبرى التي يموت فيها الناس ثم يبعثون
(( وينزل الغيث )) الغيث المطر تزول به الشدة وأما المطر إذا لم تزل به الشدة فليس بغيث لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( ليست السنة أن لا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا فلا تنبت الأرض شيئا ) السنة يعني الجدب فالذي ينزل الغيث هو الله عز وجل يعني المطر الذي تزول به الشدة وكذلك المطر الذي لا تزول به الشدة لا ينزله إلا الله
(( ويعلم ما في الأرحام )) جمع رحم وهو وعاء الجنين في بطن أمه والأرحام هنا شاملة لكل ذي رحم لكل ذات رحم من الآدميين وغير الآدميين وعلمه بما في الأرحام علم بنفس الجنين وعلم بعمله ومآله وأجله وغير ذلك من متعلقاته (( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا )) (( نفس )) نكرة في سياق النفي فتعم كل نفس لا تدري ماذا تكسب غدا وإن كان الإنسان يقدر أنه سيفعل غدا كذا وكذا لكن هل هو يدري أنه سيكسبه نعم لا لا يلزم قد يحال بينه وبينه بتغير الفكر والإرادة وقد يحال بينه وبينه بالعجز يعجز وقد يحال بينه وبينه بصرف بصرف قهري كإنسان يمنعه من ذلك أو ما أشبه ذلك المهم أن الإنسان لا يعلم ماذا يكسب غدا وقال (( ماذا تكسب )) ولم يقل ماذا تعمل لأن المدار كله على الكسب لأن العمل قد يذهب هباء لا ينتفع به الإنسان وقد يكتسب فيه خيرا إما في الدين أو في الدنيا
(( وما تدري نفس بأي أرض تموت )) (( نفس )) نكرة تعم كل نفس لا تدري أين تموت أتموت في بلدك أم في بلد مجاور أم في بلد بعيد أم في البحر أم في الجو لا تدري قد يموت الإنسان في الطائرة في الجو أو في البحر (( إن الله عليم خبير )) هذه الخمس هي مفاتح الغيب كما فسرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نبدأ أولا (( علم الساعة )) مفتاح لأي شيء مفتاح لعالم آخر والساعة كما قلت لكم هي التي يبعث فيها الناس لكن قد تشمل ما هو أعم وهو ساعة الإنسان لأن الساعة نوعان ساعة عامة لجميع الخلق وهي القيامة الكبرى وساعة خاصة لكل انسان بنفسه وهي القيامة الصغرى ولهذا يقال " من مات فقد قامت قيامته " انتهى من الدنيا طيب إذن الساعة المفتاح لأي شيء
الطالب : لعالم آخر
الشيخ : نعم لعالم آخر علم الساعة خاص بالله لا أحد يعلم متى تكون حتى أشرف الخلق وأعلم الخلق بالله لا يدري متى تكون ولهذا سئل النبي صلى الله عليه وسلم والسائل جبريل ( متى الساعة ) قال ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ) لكن لها أشراط وعلامات منها ما قد جاء وسبق ومنها ما هو مستقبل
فمن فوائد هذا الحديث إذن طيب (( وينزل الغيث )) مفتاح أيش
الطالب : الخير
الشيخ : مفتاح إحياء الأرض بعد موتها وإحياء الأرض بعد موتها يشبه إحياء الناس بعد موتهم فهو مفتاح للحياة حياة النبات (( ويعلم ما في الأرحام )) مفتاح لأيش
الطالب : حياة الإنسان
الشيخ : مفتاح لكل إنسان بحسبه لأن هذه نشأة الحياة تكون في الرحم (( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا )) مفتاح الزمن الأعمال في المستقبل لا يعلم عنها أحد (( وما تدري نفس بأي أرض تموت )) هذا مفتاح عالم الآخرة بالنسبة لكل إنسان بحسبه ووجه ذلك أن من لا يدري بأي أرض يموت لا يدري قطعا بأي زمن يموت لأن خفاء الزمن أبلغ من خفاء المكان إذ أن الإنسان قد يقدر أنه لن يرتحل عن هذه الأرض ويقول سيأتيني أجلي وأنا هنا لكن مع ذلك إذا أراد الله أن يموت في الأرض جعل له حاجة فيها فغادر بلده فأقول إذا كان الإنسان لا يدري بأي أرض يموت مع أنه يتحكم في المكان فعدم علمه بأي زمن يموت
الطالب : من باب أولى
الشيخ : من باب من باب أولى أنتم تصورتم ما أقول أو لا
الطالب : لا يا شيخ
الشيخ : ها
الطالب : الأخير ما تصورته
الشيخ : الذي لا يدري بأي أرض يموت من باب أولى أن لا يدري بأي زمن يموت كيف ذلك لأن الإنسان يتحكم في المكان أكثر مما يتحكم في الزمان بل الزمان ما له فيه تحكم إطلاقا كيف هذا قد يقرر الإنسان أنه لن يخرج عن هذا البلد وأنه سيموت في هذا البلد أليس كذلك
الطالب : بلى
الشيخ : متأكدون طيب قد يرتحل الإنسان مثلا من بلده إلى المدينة ويقول أنا ارغب أن أموت في المدينة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ) فأرجو أن أكون منهم فيذهب إلى المدينة مقررا أنه أيش
الطالب : يموت هناك
الشيخ : يموت فيها ولكن إذا كان الله قد قدر أن يموت في أرض جعل له حاجة إليها فسافر فمات ونجد الناس تحصل لهم الحوادث بأثناء الطريق فيموتون في نفس المكان وهل جرى في شعورهم من قبل أنهم سيموتون في هذا المكان أبدا فأقول إذا كان الإنسان لا يدري بأي أرض يموت مع أنه يمكن أن يتحكم فكذلك من باب أولى أن لا يدري باي زمن يموت لأن الزمن لا تحكم فيه واضح يا جماعة طيب
قال المؤلف حفظه الله تعالى " ونؤمن بأن الله (( عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ان الله عليم خبير )) ونؤمن بأنه " ..
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
من آيات العلم قول الله تبارك وتعالى (( وعنده مفاتح الغيب )) (( عنده )) خبر مقدم و (( مفاتح )) مبتدأ مؤخر وتقديم الخبر يدل على
الطالب : الحصر
الشيخ : الحصر ومفاتح جمع مفتح أو جمع مفتاح فيها قولان والصحيح أنها تشمل الجميع فمفاتيح الغيب عند الله وأمكنة الغيب أيضا عند الله عز وجل
(( علم الساعة )) الساعة هي الساعة الكبرى التي يموت فيها الناس ثم يبعثون
(( وينزل الغيث )) الغيث المطر تزول به الشدة وأما المطر إذا لم تزل به الشدة فليس بغيث لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( ليست السنة أن لا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا فلا تنبت الأرض شيئا ) السنة يعني الجدب فالذي ينزل الغيث هو الله عز وجل يعني المطر الذي تزول به الشدة وكذلك المطر الذي لا تزول به الشدة لا ينزله إلا الله
(( ويعلم ما في الأرحام )) جمع رحم وهو وعاء الجنين في بطن أمه والأرحام هنا شاملة لكل ذي رحم لكل ذات رحم من الآدميين وغير الآدميين وعلمه بما في الأرحام علم بنفس الجنين وعلم بعمله ومآله وأجله وغير ذلك من متعلقاته (( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا )) (( نفس )) نكرة في سياق النفي فتعم كل نفس لا تدري ماذا تكسب غدا وإن كان الإنسان يقدر أنه سيفعل غدا كذا وكذا لكن هل هو يدري أنه سيكسبه نعم لا لا يلزم قد يحال بينه وبينه بتغير الفكر والإرادة وقد يحال بينه وبينه بالعجز يعجز وقد يحال بينه وبينه بصرف بصرف قهري كإنسان يمنعه من ذلك أو ما أشبه ذلك المهم أن الإنسان لا يعلم ماذا يكسب غدا وقال (( ماذا تكسب )) ولم يقل ماذا تعمل لأن المدار كله على الكسب لأن العمل قد يذهب هباء لا ينتفع به الإنسان وقد يكتسب فيه خيرا إما في الدين أو في الدنيا
(( وما تدري نفس بأي أرض تموت )) (( نفس )) نكرة تعم كل نفس لا تدري أين تموت أتموت في بلدك أم في بلد مجاور أم في بلد بعيد أم في البحر أم في الجو لا تدري قد يموت الإنسان في الطائرة في الجو أو في البحر (( إن الله عليم خبير )) هذه الخمس هي مفاتح الغيب كما فسرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نبدأ أولا (( علم الساعة )) مفتاح لأي شيء مفتاح لعالم آخر والساعة كما قلت لكم هي التي يبعث فيها الناس لكن قد تشمل ما هو أعم وهو ساعة الإنسان لأن الساعة نوعان ساعة عامة لجميع الخلق وهي القيامة الكبرى وساعة خاصة لكل انسان بنفسه وهي القيامة الصغرى ولهذا يقال " من مات فقد قامت قيامته " انتهى من الدنيا طيب إذن الساعة المفتاح لأي شيء
الطالب : لعالم آخر
الشيخ : نعم لعالم آخر علم الساعة خاص بالله لا أحد يعلم متى تكون حتى أشرف الخلق وأعلم الخلق بالله لا يدري متى تكون ولهذا سئل النبي صلى الله عليه وسلم والسائل جبريل ( متى الساعة ) قال ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ) لكن لها أشراط وعلامات منها ما قد جاء وسبق ومنها ما هو مستقبل
فمن فوائد هذا الحديث إذن طيب (( وينزل الغيث )) مفتاح أيش
الطالب : الخير
الشيخ : مفتاح إحياء الأرض بعد موتها وإحياء الأرض بعد موتها يشبه إحياء الناس بعد موتهم فهو مفتاح للحياة حياة النبات (( ويعلم ما في الأرحام )) مفتاح لأيش
الطالب : حياة الإنسان
الشيخ : مفتاح لكل إنسان بحسبه لأن هذه نشأة الحياة تكون في الرحم (( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا )) مفتاح الزمن الأعمال في المستقبل لا يعلم عنها أحد (( وما تدري نفس بأي أرض تموت )) هذا مفتاح عالم الآخرة بالنسبة لكل إنسان بحسبه ووجه ذلك أن من لا يدري بأي أرض يموت لا يدري قطعا بأي زمن يموت لأن خفاء الزمن أبلغ من خفاء المكان إذ أن الإنسان قد يقدر أنه لن يرتحل عن هذه الأرض ويقول سيأتيني أجلي وأنا هنا لكن مع ذلك إذا أراد الله أن يموت في الأرض جعل له حاجة فيها فغادر بلده فأقول إذا كان الإنسان لا يدري بأي أرض يموت مع أنه يتحكم في المكان فعدم علمه بأي زمن يموت
الطالب : من باب أولى
الشيخ : من باب من باب أولى أنتم تصورتم ما أقول أو لا
الطالب : لا يا شيخ
الشيخ : ها
الطالب : الأخير ما تصورته
الشيخ : الذي لا يدري بأي أرض يموت من باب أولى أن لا يدري بأي زمن يموت كيف ذلك لأن الإنسان يتحكم في المكان أكثر مما يتحكم في الزمان بل الزمان ما له فيه تحكم إطلاقا كيف هذا قد يقرر الإنسان أنه لن يخرج عن هذا البلد وأنه سيموت في هذا البلد أليس كذلك
الطالب : بلى
الشيخ : متأكدون طيب قد يرتحل الإنسان مثلا من بلده إلى المدينة ويقول أنا ارغب أن أموت في المدينة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ) فأرجو أن أكون منهم فيذهب إلى المدينة مقررا أنه أيش
الطالب : يموت هناك
الشيخ : يموت فيها ولكن إذا كان الله قد قدر أن يموت في أرض جعل له حاجة إليها فسافر فمات ونجد الناس تحصل لهم الحوادث بأثناء الطريق فيموتون في نفس المكان وهل جرى في شعورهم من قبل أنهم سيموتون في هذا المكان أبدا فأقول إذا كان الإنسان لا يدري بأي أرض يموت مع أنه يمكن أن يتحكم فكذلك من باب أولى أن لا يدري باي زمن يموت لأن الزمن لا تحكم فيه واضح يا جماعة طيب