قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن القرآن الكريم كلام الله تعالى تكلم به حقا و ألقاه إلى جبريل فنزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم . << قل نزله روح القدس من ربك بالحق >> [ النحل : 102 ] , << وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين >> [ الشعراء : 192 _ 195 ] حفظ
الشيخ : " نؤمن بأن القرآن الكريم كلام الله تعالى " القرآن الكريم والكرم في القران يشمل كثرة الثواب في قراءته وكثرة الخيرات في العمل به والحسن لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إياك وكرائم أموالهم ) أي أحاسنها فالقرآن الكريم وصف بالكرم لهذه الأسباب الثلاثة الحسن والثاني
الطالب : كثرة الثواب
الشيخ : كثرة الثواب والثالث الخير الكثير الذي يكون بالعمل به وأوصاف القرآن في القرآن كثيرة وقد أجرينا مسابقة عليها فيما مضى فهل أنتم على استعداد أن تتسابقوا فيها الآن بدون ان ترجعوا إلى ما سبق يعني بمعنى أن تذكروا أوصاف القرآن في القرآن وصف بأنه كريم وأنه مجيد وأنه عظيم وهلم جرا فهل منكم من يستعد لهذه المسابقة نعم بشرط أن لا يكون له جائزة نعم
الطالب : ...
الشيخ : طيب ... من الآن نبدأ إلى مثل هذا اليوم من الأسبوع القادم نعم " نؤمن بأنه كلام الله تعالى تكلم به حقيقة " والدليل على أنه كلام الله قول الله تعالى (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )) فإن المراد بكلام الله هنا القرآن بلا شك وليس ولا يمكن أن يقال إن المراد به كلام الله الذي يسمع من السماء يسمعه هذا المشرك أبدا فان المشرك لن يسمع إلا ما نزل من القرآن ولا يمكن أن يسمع كلام الله من فوق سبع سماوات أبدا فعلى هذا تكون الآية نصا صريحا بأن هذا القرآن أيش؟ كلام الله عز وجل نعم " تكلم به حقا " وليس عبارة عن كلامه كما قال ذلك الأشاعرة قالوا ان القرآن مهو كلام الله بل هو عبارة عن كلام الله لأن الكلام عندهم هو المعنى القائم بالنفس فنقول نحن إن الله تكلم به حقا وألقاه إلى جبريل فسمعه من الله فنزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ودليل هذا أما الدليل على أنه كلام الله فقد ذكرته لكم وفاتنا أن نذكره في الكتاب (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )) هذا نص صريح أما كونه نزل به جبريل على قلب الرسول فله فدليله قوله تعالى (( قل نزله روح القدس من ربك بالحق )) هذا دليل كونه نزل من عند الله (( وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين )) وذكر الله سبحانه وتعالى القلب لأنه وعاء الحفظ وذلك أن الإنسان إذا سمع شيئا فإن هذا المسموع قد لا يتعدى الآذان أليس كذلك نعم ربما يسمعه في أذنه لكن لا يصل إلى قلبه والسماع النافع هو ما وصل إلى القلب ولذلك قال (( نزل به الروح الأمين على قلبك )) لأن القلب وعاء أيش وعاء الحفظ هكذا ابن عوض لماذا قال (( على قلبك ))
الطالب : لأنه وعاء الحفظ
الشيخ : نعم بخلاف ما لو نزل على السمع فإن الإنسان قد يسمع الشيء ولكنه لا ينزل إلى قلبه (( لتكون من المنذرين )) اللام هنا للتعليل وقد كان صلى الله عليه وسلم بنزول هذا القرآن من المنذرين (( بلسان عربي مبين )) (( بلسان عربي )) أي بلغة عربية (( مبين )) فصيح بين واضح يتبين به المعنى بدون خفاء هذه آيات القرآن الكريم ومذهب أهل السنة والجماعة رحمهم الله في القرآن الكريم أنه كلام الله عز وجل منزل غير مخلوق منه بدا وإليه يعود هكذا كلامهم رحمهم الله ويكون المعنى منه بدا أي ابتدأ فليس من جبريل ولا من الهوا بل من الله عز وجل بدا وإليه يعود قالوا " إن لها معنيين المعنى الأول أنه يعود إليه في آخر الزمان حيث ينزع من المصاحف والصدور " فإنه لا تقوم الساعة حتى ينزع هذا القرآن من المصاحف والصدور ويبقى الناس بلا قرآن ومتى يكون هذا يكون هذا في آخر الزمان إذا أعرض الناس عنه فإن الله تعالى يحمي هذا القرآن من أن يبتذل ويكون بين أيدي أناس لا يقيمون له وزنا كما أنه سبحانه وتعالى يسلط على الكعبة في آخر الزمان من يهدمها لان أهلها أي أهل الكعبة لا يقيمون لها وزنا بل المعاصي والكفر والشرك عندها حينئذ يسلط عليها هذا الرجل فيهدمهما بينما لم يسلط عليها صاحب الفيل وعجز أن يصل إليها وأرسل الله عليهم طيرا أبابيل (( ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول )) لأن الله تعالى يعلم أن هذا البيت سوف يبعث فيه رسول وسوف يعمر بطاعة الله أما في آخر الزمان فلا عمران بعده ولذلك يسلط عليها من يهدمها حتى لا يبقى بيت الله عند قوم لا يعبئون به ولا يهتمون به فنزع ... فنزع القرآن من المصاحف والصدور كهدم الكعبة إذا كان الناس لا يرفعون رأسا بالقرآن ولا يرون في مخالفته بأسا وصار عندهم بمنزلة الألعوبة وربما قالوا هذه أساطير الأولين وما أشبه ذلك حينئذ ينزع يرفع هذا معنى قولهم وإليه يعود وقيل المعنى وإليه يعود وصفا أي لا يوصف بأن أحدا تكلم به سوى سوى من؟ سوى الله والمعنيان كلاهما صحيح فصار معنى قولهم " منه بدأ " أي أن الله هو الذي تكلم به ابتداءا " وإليه يعود " لها معنيان المعنى الأول يعود إليه في آخر الزمان حين يرفع من المصاحف والصدور والمعنى الثاني يعود إليه وصفا بمعنى أنه لا يوصف أحد بأنه تكلم بالقرآن إلا الله عز وجل