قال المصنف رحمه الله تعالى : ونرى أن من قال ذلك فهو كافر أو ضال , لأنه وصف الله بما لا يليق من النقائص . حفظ
الشيخ : " ونرى أن من قال ذلك فهو كافر أو ضال " كافر إن بلغته الحجة وأن هذا مستحيل على الله وأنه نقص في حقه أو ضال إن لم يكن كذلك على كل حال هذا القول مرفوض لكن قائله إما أن يكون كافرا وإما أن يكون ضالا حسب ما تقتضيه حاله
" لأنه وصف الله بما لا يليق به من النقائص " ثم اعلم أن مقتضى المعية عام وخاص فإذا كان المقصود بذلك بيان إحاطة الله سبحانه وتعالى بالخلق فهي معية عامة كقوله تبارك وتعالى (( وهو معكم أينما كنتم )) (( ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم )) هذه يسميها العلماء معية
الطالب : ...
الشيخ : عامة المقصود بها بيان إحاطة الله عز وجل وتكون المعية للتهديد كما في قوله تعالى (( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول )) فالمقصود بذلك تهديد هؤلاء ووعيدهم وقد يكون المراد بها النصر والتأييد وهذه قد تقيد بوصف وقد تقيد بشخص أكذلك
الطالب : نعم
الشيخ : أنا أسأل واحد ما الذي قلت
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم قد تقيد بوصف مثل (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )) (( واصبروا إن الله مع الصابرين )) هنا لم تقيد بشخص قيدت بوصف فمن كان متقيا محسنا كان الله معه ومن كان صابرا كان الله معه وقد تقيد بشخص كقول الله تبارك وتعالى (( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )) وكقول الله تعالى لموسى وهارون (( لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى )) فهذه أربعة أنواع
الأول أن يكون المقصود بيان الإحاطة
والثاني أن يكون المقصود التهديد
والثالث أن يكون المقصود النصر والتأييد لكن مقيدا بوصف
والرابع أن يكون المقصود النصر والتأييد ولكن مقيد بشخص وكلها لا تنافي علو الله عز وجل فإن هذه المعية ثابتة على وجه الحقيقة لكنها لا تنافي علو الله فهو مع خلقه وهو على عرشه