تتمة شرح قول المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم أنه ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول : (( من يدعوني فأستجيب له , من يسألني فأعطيه , من يستغفرني فأغفرله )) . حفظ
الشيخ : ثم قال " ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر أو الأخير " نؤمن بقلوبنا ونعتقد ذلك وأنه حق على حقيقته لأن نبيه محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو أعلم الناس به وأصدق الناس خبرا وأحسن الناس حديثا أخبر به عن ربه بأنه ( ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ) ( ينزل ) الفعل مضاف إلى من
الطالب : إلى الله
الشيخ : إلى الله فيكون ينزل هو بنفسه ولا حاجة إلى أن نقول بذاته كما قلت لكم قبل قليل لأن كل فعل أضافه الله إلى نفسه فهو منسوب إليه نفسه ( ينزل إلى السماء الدنيا ) ( الدنيا ) يعني القربى من الناس وهي أسفل السماوات طيب الدنيا بمعنى أيش
الطالب : القربى من الناس
الشيخ : القربى إلى الناس وهي أسفل السماوات ينزل جل وعلا نزولا يليق به سبحانه وتعالى لا يمكن أن نتصور كيفيته ولو حاول الإنسان أن يتصور كيفيته لأنكره ولهذا الذين حاولوا أن يتصوروا الكيفية أنكروها وقالوا كيف نؤمن بأنه عال ثم ينزل إلى السماء الدنيا هذا مستحيل فنقول لا تحاول أن تتصور الكيفية لأنه نزول يليق به ولا ينافي كماله والصحابة رضي الله عنهم لما حدثهم الرسول بأنه ينزل إلى السماء الدنيا هل قالوا كيف ينزل يا رسول الله ما قالوا هذا هل هم أغبياء لا يعرفون يعرفون لكن عندهم من الأدب مع الله ورسوله ما منعهم أن يسألوا كيف ينزل عندهم ادب يؤمنون بأنه عز وجل ينزل وبذلك يكون اقرب إلى العباد ( حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له )
بعض المتحذلقين المتعيلمين قالوا إنه يلزم من هذا أن يكون الله دائما نازلا في السماء الدنيا لأن ثلث الليل الأخير دائما موجود يدور على الأرض أليس كذلك فيلزم أن يكون دائما في السماء الدنيا نقول ما أجهلكم بالله وصفاته عز وجل هل تعتقدون أن الله يخفى عليه ذلك حينما أخبر عنه نبيه بأنه يقول كذا وأقره الله عليه إن قالوا نعم فقد كفروا وهؤلاء لا كلام معهم وإن قالوا بلى نقول أومن بالنص كما جاء وقل متى كان ثلث الليل الآخر على وجه الأرض فالنزول الإلهي موجود ومتى طلع الفجر فهو معدوم أنا مثلا في هذه الجهة من الأرض أعرف متى يكون ثلث الليل الآخر ومتى يطلع الفجر أومن بأنه في هذا الوقت النزول الإلهي بالنسبة لهذا الوجه من الأرض ثابت بالنسبة للذين عندهم نهار أو عندهم ليل لم يصل الى الثلث
الطالب : معدوم
الشيخ : معدوم ويش فيه هذا والرب عز وجل لا يقاس بالخلق أومن بأمور الغيب على ما جاءت ولا تكلف نفسك في شيء يوجب لك أن تنكر ما ثبت
( ينزل ربنا فيقول ) استمع تعبد الله الرب عز وجل بالكرم والعطاء والنعمة والفضل
( من يدعوني فأستجيب له ) ( من ) اسم استفهام يدل على التشجيع والتشويق ( من يدعوني فأستجيب له ) ( يدعوني ) يقول يا رب هذا الدعاء ( من يسألني فأعطيه ) أسالك الجنة ( من يستغفرني ) يقول يا رب اغفرلي ( فأغفر له ) فذكر الله سبحانه وتعالى ما تزول به السوء ما يزول به السوء وما يحصل به المطلوب ما يزول به السوء في قوله
الطالب : ...
الشيخ : لا يا اخي ( من يستغفرني ) لان الذنوب سبب للسوء فإذا غفرت زال أثرها وما يحصل به المطلوب في قوله ( من يسألني فأعطيه ) أما يا رب فهو دعاء دعاء الرب عز وجل لظهور الافتقار إليه قبل أن يقول يا رب اغفرلي أو يا رب أعطني هكذا جاء الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام وكان في الثلث الأخير من الليل لأنه ألذ ما يكون من النوم فيهجر المرء فراشه ويقوم إلى ربه يتعرض إلى فضله وكرمه ولهذا كان هذا جزاء أن الله تعالى يستجيب له إذا دعاه ويعطيه إذا سأله ويغفر له إذا استغفره وقول السلف وأئمة أهل السنة أن هذا النزول حقيقي وأن هذا القول حقيقي وأن الاستجابة والإعطاء والمغفرة كلها
الطالب : حقيقة
الشيخ : حقيقة موصوف بها الرب عز وجل وانحرف من انحرف من الناس وقال " إن الذي ينزل هو أمر الله ينزل إلى السماء " وتحذلق آخر وقال " الذي ينزل تنزل الرحمة " وتحذلق ثالث وقال " الذي ينزل ملك من الملائكة " ولكن الله أضافه إلى نفسه لأنه هذا الملك نزل بأمره فهو كقوله (( فإذا قرئناه فاتبع قرءانه )) وسبب ذلك أنهم ظنوا أن نزول الرب عز وجل كنزول المخلوق فقالوا إذا نزل لزم ألا يكون عاليا ولزم أن السماء تقله وأن الثانية فما فوقها تظله وهذا مستحيل على الله يا جماعة لا تجعلونا نعتقد بالله ما لا يليق به اتقوا الله فيخوفوننا بالله إذا قلنا بأنه ينزل نفسه اتقوا ربكم السماء تقله الدنيا والثانية وما فوقها تظله وعلوه المطلق العام في كل وقت وآن يفوت إذا نزل فاتقوا ربكم فيأتون إلى العامي المسكين ويقول مثل هذا الكلام ثم يقول أستغفر الله وأتوب إليه الحق ما قلتم أنه ينزل أيش أمره أو رحمته أو ملكه نعم هكذا هكذا أدى بهم التصور الفاسد إلى تحريف النص لكن لو قالوا نحن ... إننا لا يمكن أن ندرك صفات ربنا عز وجل أي لا ندرك كيفيتها وكنها ونقول كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ونقول كما قال الصحابة سمعنا وآمنا و... ولا نتجاوز هذا ما لنا أن نقول كيف ينزل وكيف السماء تقله أو تظله هذا شيء مستحيل نحن نعرف أنه مستحيل لكن هل هذا لازم بالنسبة لصفات الله أبدا ما هو لازم ثم نقول اذا قلتم ان الذي ينزل أمره فقد كذبتم القرآن لأن الله يقول (( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض )) منتهى الأمر الأرض وأنتم جعلتم منتهى الأمر السماء الدنيا
وإذا قلتم الذي ينزل الرحمة فما فائدتنا نحن من رحمة لا تصل إلينا بل تقف عند السماء الدنيا ويش الفائدة حتى يحثنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الأسلوب
وإذا قلتم إنه ملك فهل يمكن لأي احد من المخلوقين أن يقول وباسم الله ( من يدعوني فأستجيب له ) هل يمكن أن ينطق الملك الملك بهذا أبدا لا يمكن وأيضا في بعض ألفاظ الحديث ( من ذا الذي يسأل عن عبادي غيري ) ( من ذا الذي يسأل عن عبادي غيري من يدعوني فأستجيب له ) فهل هذا يمكن أن يقع من ملك إذن يا إخوان أنا أحذركم ثم أحذركم ان تخالفوا ظاهر النصوص لكن إذا كانت عقولكم لا تدرك هذا بالنسبة إلى الله أيش فصدقوا على ما أراد الله نحن نعلم أنه يوم القيامة تدنو الشمس من الخلق قدر ميل ويعرق الناس حتى يصل العرق في بعض الناس إلى رأسه وهم في موقف واحد هل هذا يعقل في الدنيا
الطالب : ما يعقل
الشيخ : ما يعقل في الدنيا لكن أمور الآخرة وأمور الغيب فوق ما نتصور ولم يخبرنا الله تعالى من أمور الغيب إلا بما يمكن أن نحيط به أما ما لا يمكن فقد أخفاه لا نعلمه نحن خلاصة القول أننا نؤمن بأن الله تعالى ( ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني أعطيه من يستغفرني فأغفر له ) إلى أن يطلع الفجر هذا خلاصة هذه الجملة من العقيدة