قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأنه سبحانه وتعالى يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد , لقوله تعالى : << كلا إذا دكت الأرض دكا دكا * وجآء ربك و الملك صفا صفا * وجيئ يومئذ *بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان و أنى له الذكرى >> [ الفجر : 21 _ 23 ] حفظ
الشيخ : قال " ونؤمن بأنه سبحانه وتعالى يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد " نؤمن بذلك نصدق ونجزم به وكأننا نشاهده -يا أسامة اطرد الشيطان- كأننا نشاهده رأي العين لان الله تعالى أخبرنا بذلك وثقتنا بما أخبر الله أبلغ من ثقتنا بما نراه لأن أعيننا قد ترى المتحرك ساكنا والساكن متحركا والأسود أبيض أو بالعكس لكن ما أخبر الله به فإنه حق
" يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد " فما الدليل على هذه الصفة الدليل قول الله تعالى (( كلا إذا دكت الأرض دكا دكا )) تدك حتى لا يبقى عليها حجر ولا جبال ولا أودية تدك يذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) الخطاب للرسول أو لكل من يتأتى خطابه (( جاء ربك )) يعني بعد دك الأرض (( وجاء ربك )) فما المراد بقوله (( جاء ربك )) القاعدة أننا نؤمن بالنصوص على أيش
الطالب : على ظاهرها
الشيخ : على ظاهرها ونقول جاء الله نفسه (( وجاء ربك )) أي جاء الله نفسه (( والملك )) المراد به الجنس فيشمل جميع الملائكة لأن الذي ورد أن ملائكة السماء الدنيا تنزل وتحيط بالخلق ثم ملائكة السماء الثانية تحيط بالجميع ثم الثالثة وكلما اتسعت الدائرة كان العدد أيش
الطالب : أكثر
الشيخ : أكثر وهكذا السماوات الآن أهل السماوات الثانية أكثر من الأولى والثالثة اكثر من الثانية وهلم جرا وذلك لأن السماوات كلما ارتفعت اتسعت (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) هذه حال منين من الملك والا من الملك وما عطف وما كان معطوفا عليه من الملك يعني الملائكة تأتي صفوفا صفوفا أهل السماء الدنيا ثم الثانية ثم الثالثة فتكون الصفوف سبع صفا صفا (( وجيء يومئذ بجهنم )) (( جيء بجهنم )) يعني بالنار أعاذني الله وإياكم منها ومن الذي يجيء بها، يجاء بها تقاد بسبعين ألف زمام كل زمام يقوده سبعون ألف ملك وما أقوى الملائكة لا يعلم مدى قوتهم إلا الله عز وجل فتأتي هذه النار سبعين الف زمام كل زمام يقوده سبعون ألف ملك يؤتى بها وحيئنذ تفر القلوب تطلع على الأفئدة تصل إلى قاع القلب هيبتها وخوفها وكل إنسان يخاف لأن الإنسان ما يدري ما مصيره حتى الآن ما تبين الأمر ولهذا قال (( جيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان )) لكن هل ينفعه التذكر ذاك اليوم لا ولهذا قال (( أنى له الذكرى )) يعني ما أبعد الذكرى له انتهت الذكرى الذكرى تنفع في الدنيا قبل حلول الأجل بعد حلول الأجل ما في ذكرى يوم القيامة ما في ذكرى لكن يتذكر الإنسان يوم القيامة يقول صدق الله ورسوله (( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون )) لكن لا تنفع