قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من الأعمال و الأقوال , و يكره ما نهى عنه منها << إن تكفروا فإن الله غني عنكم و لا يرضى لعباده الكفر و إن تشكروا يرضه لكم >> [ الزمر : 7 ] << ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين >> [ التوبة : 46 ] حفظ
الشيخ : قال " ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من الأعمال والأقوال ويكره ما نهى عنه منها " فإذن نثبت أن الله يرضى وأنه يكره رضى حقيقي وكراهة حقيقية فيوصف جل وعلا بالرضى والكراهة وأنكر المعطلة أن يكون الله موصوفا بهما وقالوا ما جاء من النصوص بالرضى فالمراد به الثواب أو إرادة الثواب وما جاء بالكراهة فالمراد به العقاب أو إرادة العقاب وهذا بناء بناء على مذهبهم الفاسد وأنتم تعلمون أن هؤلاء المعطلة يبنون تعطيلهم على أدلة عقلية وهي في الحقيقة ليست عقلية بل هي وهمية يتوهمون أن إثبات هذه الصفة يستلزم التمثيل فينكرون الدليل (( إن تكفروا فإن الله غني عنكم )) وإذا كان غنيا عنا هل يتضرر من يتضرر؟ الكافر يتضرر الكافر (( ولا يرضى لعباده الكفر )) (( ولا يرضى لعباده الكفر )) هذا نفي الرضى فهو بمفهومه يدل على أنه يرضى منهم الإيمان ولهذا صرح به في قوله (( وإن تشكروا يرضه لكم ))
وفي هذه الآية دليل على أن شكر النعمة بلغ من الإيمان وكفرها من الكفر دليل الكراهة قال (( ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين )) اللهم أجرنا هذه الآية خطيرة جدا وميزان (( كره الله انبعاثهم )) أي في الجهاد (( وقيل اقعدوا مع القاعدين )) فاحذر فتش إذا رأيت نفسك متكاسلا عن الخير اخشى أن يكون الله كره انبعاثك في الخير ثم أعد النظر مرة ثانية وصبر نفسك وأرغمها على الطاعة واليوم تفعلها كارها وغدا تفعلها طائعا هينة عليك والمهم أن هذا فيه تحذير شديد لمن راى من نفسه أنه مثبط عن الطاعة فلعل الله تعالى كره أن يكون هذا الرجل من عباده المطيعين له فثبطه عن الطاعة نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
الشاهد من هذه الآية قوله (( كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين )) لم يقل وقال لهم اقعدوا مع القاعدين لأن الله لا يأمر بالفحشاء لكن (( قيل اقعدوا )) من القائل
الطالب : الله
الشيخ : النفس لا ما هو الله النفس النفس تحدث الإنسان تقول اقعد ما هو المرة هذه اذهب المرة الثانية الشيطان يثبط عن الخير جليس السوء يثبط عن الخير ولهذا حذف الفاعل أي القائل ليكون أشمل فالذين يقولون (( اقعدوا مع القاعدين )) هم عدة ذكرنا ثلاثة منهم النفس والشيطان وجليس السوء