تتمة ما سبق : فصل وكل ما ذكرناه من صفات الله تعالى تفصيلا أو إجمالا , إثباتا أو نفيا , فإننا في ذلك على كتاب ربنا وسنة نبينا معتمدون , وعلى ما سار عليه سلف الأمة و أئمة الهدى من بعدهم سائرون . حفظ
الشيخ : لأننا إذا قرأنا (( ولله المثل الأعلى )) أي: الوصف الأكمل لزم أن لا يحزن، إذ لا يحزن إلا من كان ناقصا.
طيب، إذا قالوا: نحن لا نثبت الغضب لله، لأن العقل ينكره، ماذا نقول؟
نقول: هذا مردود، أولا: لأن العقل يقتضيه، فإن الغضب عند وجود سببه كمال، الغضب عند وجود سببه كمال، فالعقل يقتضيه.
ثم إن النص أتى به، قال الله تعالى : (( وغضب الله عليه )) في القاتل عمدا، فكيف ننكره؟ عرفتم يا جماعة؟
طيب، ما وجه كون الغضب صفة كمال عند وجود السبب؟ لأنه يدل على قوة الغاضب وقدرته على الانتقام، ولهذا لو أن الإنسان ضربه من هو أقوى منه ايش؟ حزن وإلا غضب؟ إنسان ضربه من هو أقوى منه؟ يحزن ما يقدر يغضب، لأنه ما يستطيع أن ينتقم منه، فتجده يحزن ويبكي ويتشكى، لكن لو ضربه من دونه انتفخ عليه غضبا ورصه بالأرض. واضح؟ لأنه قوي، فالغضب عند وجود سببه كمال وليس بنقص، ونحن نعلم أن الله لا يغضب إلا إذا وجد موجب الغضب.
على هذا، العمدة في ما نثبته لله عز وجل أو ننفيه عنه شيئان فقط، هما؟ أجيبوا يا جماعة؟ إجابة عامة الكتاب والسنة، فما فيهما من أسماء الله وصفاته وجب علينا قبوله والإيمان به، وما نفاه الله ورسوله وجب علينا نفيه، وما سكت عنه الله ورسوله نظرنا، إن كان صفة نقص نفيناه على القاعدة أن الله منزه عن النقص، وإن لم نعلم أنه نقص وجب علينا أن نتوقف، لا ننفيه ولا نثبته.
طيب قال : " وعلى ما سار عليه سلف الأمة وأئمة الهدى من بعدهم سائرون ".
إذا قيل: سلف الأمة، فمن هم؟ دقيقة.
سلف الأمة هم القرون المفضلة، الذين قال فيهم الرسول عليه الصلاة والسلام : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )، هؤلاء هم سلف الأمة.
قال : " وأئمة الهدى من بعدهم " ولم يقل الأئمة من بعدهم، لأن الأئمة من بعد السلف الصالح صاروا أئمة هدى وأئمة ضلال، نحن نتّبع من؟ أئمة الهدى من بعدهم.
أما أئمة الضلال فما أكثر أئمة الضلال في هذه الأمة الإسلامية ونحن بريئون منهم، لكننا أتباع لأئمة الهدى.
لكن هل نحن أتباع لهم على الخطأ والصواب؟ لا، ما علمنا أنهم أخطؤوا فيه سألنا الله لهم العفو، وخالفناهم في خطئهم إلى الصواب.