تتمة ما سبق . حفظ
الشيخ : ومن ذلك أيضا ما يتعلق بصفات الله عز وجل، فإن هذا معرك ضنك وباب ضيق، وكثير من الطلبة اليوم يريدون أن يوسعوا هذا الباب، وأنى لهم ذلك، اللهم إلا بكسره، والكسر معناه الهدم والدمار.
بعض الطلبة اليوم يتعمق في البحث عن صفات الله عز وجل، يتعمق ويثبت ما ليس بلازم، مثلا يقول لك ( إن خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك ) فهل يلزم من ذلك أن الله يشم؟ يبحث عن هذا، ولازم إن الله يشم. هل يلزم إذا كان يشم أن يكون له أنف؟ لأن الأنف أداة الشم، وأمثال ذلك. هذا كله غلط، لله أصابع كما ثبت في الحديث، يقول: كم عدد صابع الله؟ عشرة؟ عشرون؟ أقل أكثر؟
كل هذا من التنطع المحرم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( هلك المتنطعون ) قال ذلك تحذيرا من التنطع، ولأن الصحابة أصفى منا قلوبا، وأغزر منا علوما، وأقوى منا فهوما، وأشد منا حرصا ليسوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مثل ذلك إطلاقا.
ولما قال : ( إن الله لا يمل حتى تملوا ). هل قالوا يا رسول الله هل الله يمل؟ نعم؟ أجيبوا؟ لا، أي إنسان يقول ذلك نقول هات الدليل أنهم قالوا : هل الله يمل؟ بل سكتوا وعرفوا المراد. وهكذا يجب علينا يا إخواننا في هذه المسألة الضيقة الضنك أن لا نحاول التعمق في البحث عن صفات الله عز وجل ما جاءنا قبلناه وكفى بنا فخرا، وما لم يجئ إلينا سكتنا عنه.
هذا هو الأدب مع الله ورسوله، والله الموفق. نعم.